الحرب والسيول وكورونا.. اليمن لم يعد سعيدا

اليمن السعيد أشقته الحروب والنزاعات المسلحة والسيول وانتشار الأوبئة التي كان آخرها فيروس كورونا

اليمن السعيد الذي أشقته الحروب والصراعات ومخاوف انتشار فيروس كورونا، لا سيما الأمطار والسيول التي نالت منه منذ ساعات، فدمرت الطرقات، والمنازل والمحلات التجارية.

 

تعرضت مدينة صنعاء اليمنية، لموجة من السيول والأمطار الغزيرة، ما تسبب في تهالك الطرق في ظل حالة الحرب التي تعيشها البلاد، ومخاوف انتشار فيروس كورونا.

 

وسقطت أمطار غزيرة وتدفقت المياه إلى مديريتي سنحان وبني بهلول الواقعتين جنوب شرق العاصمة اليمنية.

 

وشهدت شوارع العاصمة سيولا جارفة، تسببت تدمير الطرق وعدد من المنازل والمحلات التجارية.

 

 

وتعيش اليمن أصعب فترات تاريخها الحديث، حيث كشفت السيول عن الأوضاع المزرية والمريرة في صنعاء بعد أن تدفقت بغزارة في السايلة، ومنطقة دار سلم وحي الحثيلي متجهة ناحية حي شميلة.

 

وذكرت مصادر، إن السيول تسببت في وفاة شخصين في صنعاء، وخسائر مادية كبيرة.

 

وقال سكان محليون إن السيول تسببت بأضرار مادية كبيرة، فضلا عن تدمر عدد من السدود والطرقات، أهمها سد شاحك في خولان، كما تسببت السيول في غرق مركبات وحافلات وعدد من المنازل والمحال التجارية.

 

وسجلت اليمن أول إصابة بفيروس كورونا أمس السبت، وسط مخاوف من سرعة تفشي المرض في البلد المنهك صحيا.

 

وقالت منظمة أوكسفام إنها "ضربة مدمرة"، بينما وصفتها لجنة الإنقاذ الدولية بأنها "سيناريو كارثي".

 

ويعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويعتمد الملايين على المساعدات الغذائية.

 

وتنتشر في اليمن الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ونصف المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.

 

وكان عام 1998 قد شهد أمطارا غزيرة وسيولا مشابهة، حيث غرقت بعض المناطق في حي شميلة وسط العاصمة صنعاء نتيجة امتلاء السد وطوفانه وخاصة على المباني القريبة من السائلة.

 

 

وفي وقت سابق، رحّب مجلس الأمن الدولي بقرار وقف النار الذي أعلنه تحالف دعم الشرعية في اليمن، من جانب واحد، لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبتجاوب الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، مع نداء الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، لوقف الأعمال العدائية فوراً، والذي طالب جماعة الحوثي، بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير، كما ثمَّن مجلس الأمن تجاوب الحكومة اليمنية مع نداء وقف إطلاق النار، مطالبين الحوثيين بتقديم التزامات مماثلة من دون تأخير.

 

وأعرب رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر، عن قلقه من نقص حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المبلغ عنها في سوريا واليمن، مضيفًا قد نتوقع "انفجاراً في الحالات"، وفقا لشبكة سي إن إن الإخبارية.

 

ويخشى خبراء الصحة من تفشي كورونا في ظل موجة السيول الجارفة التي تعرضت لها صنعاء، لا سيما حالة الانهيار شبه التام الذي تشهده المنظومة الصحية في البلد الفقير الذي أنهكته الصراعات، فضلا عن غياب الوعي الصحي الجمعي والتعاطي المستهتر تجاه دعوات انتهاج وسائل الوقاية بعدم التزاحم وغسل اليدين.

 

يقول الدكتور علي سارية، رئيس وحدة الطوارئ العامة في وزارة الصحة اليمنية، سابقًا، إن انتشار فيروس كورونا المستجد يتناسب طرديًّا مع حركة السفر من وإلى البلدان وهو ما يفسر خلو اليمن منه حتى اللحظة، بحسب جريدة النهار اللبنانية.

 

وأضاف أن اليمن محاصر أصلا بفعل الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة، لكنه أبدى تخوفه من انشار الفيروس قائلا: "لا يمكن القول بأن اليمن خالٍ 100% من الوباء، غير أنه لو انتشر فسيكون كارثة".

 

 

 

عزلة اليمن سر قلة إصابات كورونا

 

يرى محللون سياسيون دوليون، أن الحرب والنزاعات المسلحة في اليمن كانت سببا في عزلة البلد العربي عن محيطة الإقليمي والدولي، ما عزز من تقليل فرص تفشي كورونا.

 

غير أن ثمة تخوفات من تهالك البنية التحتية الصحية في اليمن وانتشار عدم الوعي بخاطر الأوبئة، إذ إن البلد كان مرتعا للأمراض الإقليمية كالكوليرا، في ظل نقص الخدمات الطبية في القطاع الصحي.

 

ومع ظهور أول إصابة في اليمن السبت الماضي بفيروس كورونا، كان ذلك دافعا لإعلان منظمة الصحة العالمية، إنها ستشرف على تقديم الإمدادات الطبية المقدمة من المنظمة الأممية وتوزيعها على المرافق الصحية ومراكز الحجر الصحي في مختلف المحافظات، بما فيها الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

 

هل يجعل كورونا الفرقاء سواء في اليمن؟

 

لا يفرق الوباء بين عدو وصديق، لكن ثمة تساؤل مطروح وهو هل يجعل كورونا الفرقاء سواء في اليمن؟

 

قد تسود أنباء عن فريقي العراك في اليمن السلاح والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا، فالسلطات الصحية التابعة لكلٍ من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا، وحكومة "الإنقاذ الوطني" التابعة لجماعة الحوثي بصنعاء، باتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ومنها إغلاق المنافذ الحدودية والجوية، وكذا إغلاق المدارس والجامعات والأسواق وصالات الزفاف والمناسبات والمؤتمرات والحدائق العامة وبعض الأسواق، إضافة لقرار جماعة الحوثي بإخضاع آلاف المسافرين للحجر الصحي بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، وسط شكاوى متكررة من الظروف الصعبة التي يعانونها في الحجر الصحي هناك، ما دفع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن للتعبير عن "مخاوف بشأن آلاف الأشخاص، بينهم مهاجرون (من القرن الإفريقي) بمرافق الحجر الصحي في ظروف سيئة ومزدحمة بمناطق مختلفة في البلاد، كجزء من التدابير الاحترازية ضد كورونا".

 

مقالات متعلقة