يوم الأسير الفلسطيني.. حقوق تتوارى خلف جائحة كورونا

جنود الاحتلال خلال اعتقالهم أحد الفلسطينيين

يحيي الفلسطينيون ذكرى "يوم الأسير"، التي توافق غدًا الجمعة، في ظروف صعبة ومختلفة عن الأعوام السابقة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية، وانتشار جائحة كورونا التي تهدد حياة من في السجون.

 

لكن يمكن أن يكون هذا العام مميزًا عن سابقيه، ليصبح فرصة لتأكيد بأنّ النضال ضد الاستعمار جزءًا من القانون الدولي، وليس "إرهابا" كما يزعم الاحتلال، ويجب أن تطالب البيانات بإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية لأن هذا حقهم في الحرية، وليس لأسباب إنسانية بسبب جائحة كورونا.

 

وخلال الربع الأول من 2020، احتجزت إسرائيل 1324 فلسطينيًا، وفي شهر مارس الماضي، وبالتزامن مع تفشي كورونا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، احتجزت إسرائيل 357 فلسطينيًا بمن فيهم أطفال ونساء.

 

وبحسب كاتبة فلسطينية، فقد بنت إسرائيل رواية زائفة عن المقاومة الفلسطينية لتعزيز روايتها الأمنية، ويجب على الفلسطينيين محاولة التاكيد هذا العام على حق المقاومة المشروع في خوض نضال ضد الاستعمار بكل الوسائل المتاحة.

 

وشددت الكاتبة في مقال نشرته بصحيفة "ميدل أيست مونيتور" البريطانية، على أنه يجب لفت انتباه العالم في يوم الأسير الفلسطيني إلى حق الأسرى في الحرية، قبل اللجوء إلى النموذج الإنساني الذي يعطي الأولوية للوباء فوق حرية الأسرى، وحقوقهم وتحرير أراضيهم.

 

وإذا كانت المبادئ الإنسانية، إنسانية حقًا، لكان النضال ضد الاستعمار جزءًا من القانون الدولي، ويجب تعريف بالسجناء الفلسطينيين خلال الأحداث والمناسبات، بدلاً من المبادئ السياسية والقضية الفلسطينية.

 

وتابعت الكاتبة، إن الإضرابات عن الطعام التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، أو تفشي فيروس كورونا بين السجناء الفلسطينيين، الأمر الذي سيكون في الواقع كارثة، جزء هام من المشروع الكبير للنضال من أجل الحرية.

 

وإذا كان المجتمع الدولي يدعم الفلسطينيين في كفاحهم ضد الاستعمار، كما ينبغي، فسيكون هناك خطاب مختلف من حيث الفيروس والفلسطينيين، علاوة على ذلك عندما ينتهي الوباء، هل ستستمر الدعوة لتحرير السجناء السياسيين الفلسطينيين؟ أم أنها ستتضاءل ويستغل الوباء فقط لتسليط الضوء مؤقتًا على الانتهاكات، والإهمال الروتيني من مصلحة السجون الإسرائيلية؟

 

ويجب الاحتفال بيوم الأسرى الفلسطينيين باعتباره قمة لتسليط الضوء على استراتيجية ثابتة للتحرر، بعد كل شيء، اعتنق السجناء السياسيون الفلسطينيون النضال ضد الاستعمار على أساس دائم، ويجب الإفراج عنهم لأن معادتهم للاستعمار قضية مشروعة ولا تنتهك القانون الدولي.

 

واختتمت الكاتبة مقالها بالقول :" القول بأنه يجب الإفراج عن السجناء الفلسطينيين بسبب مخاوف إنسانية خلال جائحة فيروس كورونا، هو أمر ناقص، وعندما يُعرف جيدًا أن المبادئ الإنسانية تخضع للتفسيرات السياسية للمجتمع الدولي، لذلك، في يوم الأسير الفلسطيني 2020، دعونا نسيس المبادئ الإنسانية من منظور الذاكرة، والروايات الجماعية للشعب الفلسطيني، من أجل خلق استراتيجية متسقة لا تعتمد على الظروف الخارجية".

 

مقالات متعلقة