تغسيل الميت واجب أقرته الشريعة الإسلامية قبل دفن المسلم وصلاة الجنازة عليه، هذا الحكم الشرعى كان قبل ظهور فيروس كورونا المستجد، فبعد ظهور الوباء أسقط علماء الدين الغسل، بعدما أوصت الجهات الصحية بعدم تغسيل المصاب خوفًا من انتقال العدوى للأصحاء.
فى حالة وفاة أي من المصابين بفيروس كورونا، يتسلم الأهل الجثمان المصاب محفوظاً بأكياس خاصة لا تفتح احترازيا، ويتم تيميمة (التيمم) الجثمان دون غُسل بناء على توصيات الصحة ثم الصلاة عليه.
وعند نقل الجثة داخل المقبرة يجب ارتداء الواقيات الشخصية، وأن يقوم بهذا الإجراء عدد قليل من الأشخاص، ويجب عليهم الالتزام التام بغسيل الأيدي بالكحول عند توافره، كما يجب تنظيف وتطهير الأسطح التي تلامست مع الجثة.
من جانبه، أفتى الدكتور خالد عمران، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، بأن المتوفى نتيجة إصابته بوباء فيروس كورونا المستجد يعد من الشهداء فى الشريعة الإسلامية، واستشهد بحديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- أكد فيه أن الشهداء منهم المبطون والمطعون، وفسر المقصود بالمطعون بأنه الذى مات فى وباء.
وكان الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أكد فى بيان له، أن المتوفى الذى يلقي ربه متأثرا بفيروس كورونا هو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا".
وأضاف: "إذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة".
وبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد منذ تفشى الوباء فى منتصف فبراير الماضى وحتى اليوم الخميس، 2673 حالة من ضمنهم 596 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و196 حالة وفاة.
وبدورها أكدت وزارة الصحة أنه يجب اتخاذ نفس الإجراءات و الاحتياطات، التي كانت تطبق أثناء حالات التعامل مع المريض أثناء حياته، ومنها عدم الملامسة، والابتعاد عن الجثمان لمسافة لا تقل عن متر، ورفعه بالملاءة المحيطة بها، ونقله إلى ثلاجة المستشفى، على ترولي قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة ارتداء الواقيات الشخصية.
وعن إجراءات نقل الجثة بعد الغسل والتكفين بسيارة إسعاف، قالت الصحة المصرية إنه يجب أن يتم نقل الجثة داخل الكيس غير المنفذ للسوائل، مع وضع علامة خطر الإصابة بالعدوى عليه، ويتم توضيح ذلك بالأوراق الرسمية، مضيفة أنه يجب مراعاة أن تكون الجثة داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، مع مراعاة عدم فتحه إلا بالمدفن.
وحول إجراءات الدفن، قالت الصحة المصرية إنه عند فتح الصندوق لنقل الجثة داخل المقبرة، يراعى الالتزام من جانب من يقوم بالدفن بارتداء الواقيات الشخصية، وتواجد أقل عدد ممكن عند دخول الجثة إلى المقبرة، والالتزام التام بغسيل الأيدي بالكحول عند توافره لكل من تعامل مع المتوفى، وتنظيف وتطهير كافة أسطح العمل التي تلامست مع الجثة بدءا من سرير المتوفى، وثلاجة حفظ الموتى، وأسطح سيارة الإسعاف، وصندوق نقل الموتى) باستخدام المطهرات المعتمدة بوزارة الصحة كالكلور السائل بتركيز قوي .