3 ضحايا و47 مصابًا ومولود جديد في الحجر.. القصة الكاملة لعائلة الحاجة غالية

الحاجة غالية برفقة حفيدها سيد ونجليها هشام وعبد الفتاح

لا يزال كابوس  وشبح "كورونا" يُطارد عائلة الحاجة غالية ببهتيم بعدما تخلل إلى دارهم مطلع إبريل، ليتساقط أفراد عائلتها الواحد تلو الآخر..

 فعقب وفاة "الحاجة غالية" صاحبة الـ 73 عام، 6 إبريل الجاري، ومن بعدها نجلها عبد الفتاح، لحق بهما قبل ساعات نجلها الثاني "هشام" ليرتفع عدد الوفيات إلى 3 أما اجمالي اصابات  العائلة  فبلغت 47، بحسب تصريح حفيدها سيد نصر،الذي يقبع تلك الأيام  داخل العزل لـ "مصر العربية"، 

شاهد الفيديو   

 

 

 

 

ثاني أبناء "الحاجة غالية" الذي وافته المنية قبل ساعات ليلحق بأمه وشقيقه، يُدعى هشام السيد، يبلغ من العمر 54 عام، فارق الحياة متأثرًا باصابته بفيروس كورونا،  الذي تخلل إلى اجساد 47 شخص من أفراد عائلتهم، -وفقًا لما صرح به سيد حفيد غالية  لنا-. 

 

هشام سيد، نجل الحاجة غالية  

أخبرنا حفيد الحاجة غالية، أنه من المنتظر غدًا ظهور نتائج تحاليل عدد من افراد العائلة القابعين بالحجر الصحي، وفي حال جاءت النتيجة سلبية سيغادروا مستشفى العزل، كما تطرق إلى أن عملية دفن عمه تمت بسهولة ويسر، على عكس ما حدث ما جدته. 

 

عيد ميلاد واحتفال بسنة أولى زواج في الحجر

 

قبل أيام من وفاة "هشام" سادت أجواءٌ احتفالية نسجتها الأطقم الطبية بمستشفى عزل كفر الزيات بالغربية، داخل اروقة الحجر الصحي  في محاولة منهم  لاضفاء نوع من البهجة والبسمة على وجوه تلك  العائلة المكلومة، التي بات يقبع العشرات منها داخل غرف العزل. 

 

 جاءت المفاجأة باحضار أبطال الجيش الأبيض تورتة  وبالونات لاحياء عيد ميلاد ثلاثة من  صغار عائلة الحاجة غالية، بينهم سارة نجلة "عبد الفتاح" الذي فارق الحياة اثر اصابته بكورونا، كما أن الحفل ايضًا من نصيب  الطفلين محمود حمادة البالغ من العمر 4 أعوام، وآمال حسين صاحية الـ 3 سنوات، اللذان تزامن توقيت مولدهما ايضًا مع سارة، وقرر الأطباء أن يخرجوهم من الحالة السلبية التي قد تتخلل إلى نفوسهم بسبب تواجدهم في العزل، حسبما روى لنا "سيد".

 

الاحتفال لم يتقصر فقط على اقامة عيد ميلاد للصغار ولكن ايضًا لم ينس مقيمو الحفل من الفريق الطبي، رسم البسمة على وجه ياسمين نصر "شقيقة سيد" وزوجها، نظرًا لتزامن مرور سنة أولى على زواجهما أثناء مكوثهما في الحجر، وكان في انتظارها احتفال ثان بعد وضعها صغيرها الأول. 

 

 

"يامن" صغير ولد من رحم الأزمة

 

من قلب الأزمة ولد "يامن" في مستشفى الحجر في كفر الزيات المحتجزه بها ياسمين، وهو الحدث الذي لم يفوته الفريق الطبي. 

 

ياسمين شقيقة سيد تُقيم في نفس المستشفى التي يقبع بها  ايضًا زوجها، محمد عواد، في اطار الحجر الصحي المفروض على الأسرة لحين  تمام شفائهم من فيروس كورونا، وعقب ولادتها اخذ الأطباء مسحة منها ومن صغيرها الذي جاء إلى الدنيا في ظروف استثنائية للاطمئنان على سلامتهما، وجاءت نتيجة مولودها سلبية للفيروس -بحسب سيد-. 

 

 

 لم تمر أيام على الاحتفال الصغير، الذي حاول من خلاله الأطباء قنص البسمة من وجوه تلك العائلة،  حتى نزل خبر وفاة "هشام سيد" نجل الحاجة غالية الثاني قبل ساعات، كالصاعقة على الجميع،  ليحلق بشقيقه "عبد الفتاح" وأمه. 

 

"عبد الفتاح" شقيق " هشام"  

كانت العائلة قبل كل التفاصيل سالفة الذكر، تعيش حياة عادية، إلا إنه ذات يوم شعر عم "سيد" بالتعب، حينها راود الجميع مخاوف أن يكون ما يعانيه هو فيروس كورونا، وعليه  تم الاتصال بالخط الساخن لوزارة الصحة، والتوجه لمستشفيات الحميات، إلا أن الرد جاء  حينها -بحسب سيد- أن ما يعانيه عمه هو التهاب شعبي وعليه التزام المنزل وفي حال استمرت الأعراض "تعالوا" . 

 

 

وتابع: حالة عمي  ظلت تتدهور وفي النهاية تم حجزه، لنفاجئ أن نتيجة التحليل ايجابي، وعليه طالبنا بفحص باقي افراد العائلة، ولكن الوزارة اخبرتنا أنه طالما لم تظهر أعراض على المخالطين، فلا يتم عمل مسحه.

 

تدهورت الأوضاع بعد علم الجميع أن العدوى انتقلت للست غالية، حيث سرد "سيد" ما حدث حينها قائلًا: "ستي تتعدي من عمي وتتوفي،  أول ماتطلع نتيجة التحليل، وهما بينقلوها مستشفي الحجر، و ابويا وعمي التاني تظهر عليهم أعراض ونوديهم المستشفي ويعملوا التحاليل،  وعمي  يتوفي اول ما النتيجة تطلع انها ايجابية، وأبويا في مستشفي الحجر وحالته ميعلمش بها غير ربنا". 

 

 الحاجة غالية رفقة حفيدها سيد  

"لف كعب داير" لدفن "الست غالية"

 

ورغم كل  ما سبق إلا أن لتفاصيل دفن "الست غالية" قصة  تستحق أن تروى فعقب وفاة الجدة، حضر مختصين من الطب الوقائي، ومعهم اثنين من أفراد العائلة  بينهم حفيدها "سيد" الذي وصف المشهد قائلًا: اخرجنا تصريح الدفن واستلمنا جثة ستي،  وفوجئنا  لحظة وصولنا باحتشاد اهالي بهتيم، حيث اعلنوا رفضهم التام لدفن جثة ستي في هذا المكان ظنًا منهم أن العدوى ستنتقل إليهم، حاولت بشتى الطرق اقناعهم وشرح لهم أن المختصين بأنفسهم هم من أكدوا عدم صحة هذا الاعتقاد،  لأنه سيتم دفنها بطريقة صحية وسليمة، إلا أنهم اصروا على موقفهم. 

 

 

لم يتمكن "سيد" من دفن جثمان "ستهُ" أمام رفض أهالي بهتيم، هنا لم يكن أمامه خيار سوى التوجه بها إلى الغربية مسقط رأسها لدفنها هناك، وهو الأمر الذي عاونهم فيه مدير الأمن هناك -بحسب نائبة دائرة شبرا الخيمة ثريا الشيخ- خلال لقائها مع الإعلامي وائل الابراشي والتي اكدت خلالها الرواية ذاتها التي جرت على لسان "سيد". 

 

 

عبد الفتاح  أول من لحق بأمه الحاجة غالية

 

وقالت "ثريا" أنه في الوقت الذي كان يحاول حفيدها دفنها كان معظم أفراد العائلة في الحجر الصحي نتيجة اصابتهم بفيروس كورونا، وتابعت: ابن ابنها احتار ماذا يفعل بعدما تعثر عليه دفن سته في المقابر بشبرا الخيمة الخيمة،  الشرطة تعبت للغاية في التعامل مع الأهالي الغاضبين. 

 

وأضافت: بعدها اضطر الحفيد التوجه بجثمان "سته"إلى مسقط رأسها في الغربية علهُ يتمكن من دفنها، ومن هنا يجب شكر مدير أمن الغربية،  لمساعدة حفيد غالية. 

 

 

 

جاء "يامن" إلى الدنيا بينما غابت جدته "غاليىة" عن الدنيا بعدما ورى جسدها الثرى، هي ونجليها، فضلًا عن عدد ليس بقليل من العائلة قيد الحجر الصحي بينهم الصغير الذي جاء إلى الدنيا قبل أيام. 

 

 

">http://

 

 

 

 

مقالات متعلقة