فيديو| على غرار السعودية.. هل تمنع الأوقاف صلاة التراويح فى مصر؟

صلاة التراويح فى مصر

 

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، الذى يأتى هذا العام فى ظروف استثنائية أدت إلى تعطيل الكثير من العادات والطقوس المرتبطة بالشهر الكريم، فبسبب تفشى فيروس كورونا عالميا اضطرت الدول الإسلامية إلى تعليق صلوات الجماعة والجمع داخل المساجد والدعوة إلى إقامة صلاة التراويح فى البيوت، إلى جانب تعطيل العمرة، إلغاء موائد الرحمن التى كان من المقرر إقامتها.

 

كانت دار الإفتاء المصرية، حددت يوم الأربعاء المقبل 22 أبريل ليكون موعد استطلاع هلال شهر رمضان لعام 1441 هجريا، لكونها المسؤولة عن استطلاع الهلال وإعلان بداية الشهور، ومن المقرر  أن يتم عمل بث مباشر على الصفحة ليعلن المفتى نتيجة الاستطلاع، وذلك عقب إلغاء الاحتفال الرسمى والذى كان يعقد بقاعة مؤتمرات الأزهر.

وتشير الحسابات الفلكية إلى أن يوم الخميس 23 أبريل هو المتمم لشهر شعبان لعام 1441 هجريا، وتكون غرة شهر رمضان المعظم لعام 1441 هجريا فلكيا يوم الجمعة، حيث يولد هلال الشهر الكريم مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الرابعة والدقيقة 26 صباحا بتوقيت القاهرة يوم الخميس.

وفى الوقت الذى خيم فيه الغموض حول مصير إقامة صلاة التراويح فى رمضان 2020 بالمساجد المصرية، أفتى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ  للمواطنين السعوديين بجواز أداء التراويح داخل منازلهم.

 

وقال مفتى المملكة العربية السعودية، ردا على سؤال حول مشروعية صلاة التراويح في البيوت: "بالنسبة لصلاة التراويح في البيوت في شهر مضان لهذا العام لتعذر إقامتها في المساجد بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، فإن الناس يصلونها في بيوتهم تحصيلاً لفضيلة قيام ليالي رمضان المباركة، ولثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قيام رمضان في بيته، ولا يخفى أن صلاة التراويح سنة وليست واجبة".

 

وفى رده على سؤال آخر حول مشروعية صلاة العيد في البيوت قال مفتى السعودية:" إذا استمر الوضع القائم ولم تمكن إقامتها في المصليات والمساجد المخصصة لها فإنها تصلى في البيوت بدون خطبة بعدها، وسبق صدور فتوى من اللجنة الدائمة للفتوى جاء فيها: ( ومن فاتته صلاة العيد وأحب قضاءها استُحب له ذلك فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها ) ، فإذا كان القضاء مستحباً في حق من فاتته الصلاة مع الإمام الذي أدى صلاة العيد بالمسلمين، فمن باب أولى أن تكون إقامتها مشروعة في حق من لم تُقم صلاة العيد في بلدهم لأن في ذلك إقامة لتلك الشعيرة حسب الاستطاعة ) ، والله تعالى يقول: (( فاتقوا الله ما استطعتم ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ).

 

وفى مصر أصدرت وزارة الأوقاف، الأسبوع الماضي بيانا، أكدت فيه أن ما ينطبق على صلاة التراويح هو ما ينطبق على سائر صلاة الجمع والجماعة، مؤكدة أن عودتها مبنية على زوال علة تعليقها، وشددت على أنه لا مجال لصلاة الجمع والجماعات أو التراويح بالمساجد أو محيطها ما لم تزل العلة، وذلك لكون التجمعات بصفة عامة سببًا في نقل عدوى فيروس كورونا.

 

من جانبه أوضح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن عودة فتح المساجد مرتبطة بعدم تسجيل أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في مصر، وتأكيد وزارة الصحة أن التجمعات العامة لم تعد تشكل خطرًا على حياة الناس لانتهاء انتشار عملية الفيروس

 

وتوعد وزير الأوقاف، المخالفين لتعليمات غلق المساجد، بإنهاء خدمتهم وتصاريحهم من الوزارة على الفور وبلا أي تردد في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم كله، مؤكدا فى الوقت ذاته أن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعي ووطني وإنساني، وأنه لا مكان بالوزارة لأصحاب الانتماءات أو المغيبين عن الواقع.

وبحسب الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، فإن صلاةُ التراويح في رمضان سنةٌ مؤكدة، نبويةٌ في أصلها عُمَرِيَّةٌ في كيفيتها، موضحة أن الأمة الإسلامية صارت على ما سَنَّه سيدُنا عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه مِن تجميع الناس على القيام في رمضان في جميع الليالي، وعلى عدد الركعات التي جمع الناسَ عليها على أُبَيِّ بنِ كَعب رضي الله عنه، وهي عشرون ركعةً مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر.

 

وذكرت الدار إلى أن من ترك صلاة التراويح فقد حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، إلا أن ذلك يُعَدُّ قيامَ ليلٍ، وليس سنةَ التراويح.

 

الإفتاء أشارت إلى أنه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، فى حالة الاستقرار والأمن وعدم تفشى الأمراض والأوبئة.

وأوضحت أن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، من الأسباب التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد خاصة مع عدم توفر دواء طبي ناجع لها.

 

وأكدت الإفتاء أن القول بجواز الترخُّص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل وتوقعُّه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل، والدليل على أن الخوف والمرض من الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر»، قالوا: وما العذر؟، قال: «خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى»، والأصل في ذلك القاعدة الفقهية: "لا ضرر ولا ضرار"، فإذا أخبرت الجهات المعنية بضرورة منع الاختلاط في الجمع والجماعات والتراويح بقدر ما وألزمت به، فيجب حينئذ الامتثال لذلك، ويتدرج في ذلك بما يراعي هذه التوصيات والإلزامات، ويبقى شعار الأذان".

 

مقالات متعلقة