في الأسبوع الثالث من شهر مارس الماضي، بدأت المقبرة الواقعة في بروكلين، والتي تمتد فوق 193 هكتارًا ، تستقبل ضحايا فيروس كورونا، حتى أصبحت حاليا غير قادرة على استيعاب أعداد الضحايا,
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، قال نائب رئيس المقبرة والمسؤول عن العمليات إريك بارنا: "بدأ الأمر بحرق الجثامين، وفي بعض الأيام تجاوز العدد أربع أو خمس مرات الحجم المعتاد".
ويجري في المقبرة، حاليًا، حرق 130 إلى 140 جثماناً في الاسبوع مقابل 60 في الأوقات العادية.
عضو في جمعية مقبرة متروبوليتان يؤكد أن الأمر لا يقتصر على غرين وود، ويشير إلى أن كل المقابر تستقبل أعداداً مماثلة، مشيرا إلى أن مكاتب الدفن تبحث خارج ولاية نيويورك، ووصلنا إلى نقطة لم يعد ممكناً للنظام عندها إدارة مثل هذا الحجم في زمن قصير.
ويعد حرق الجثمان (حوالي 370 دولارًا) أقل كلفة بكثير من الدفن، حيث تباع المساحة المخصصة لثلاثة توابيت في المقبرة بمبلغ 19 الف دولار.
ويؤكد بارنا أن عمليات الدفن شهدت "تسارعا" منذ عشرة أيام، حيث بلغت 15 أو 16 يوميًا، مقابل 2 أو 3 في الأيام العادية.
ويبدو أن عدد الوفيات المسجلة رسميا بوباء كوفيد-19 في نيويورك، بؤرة الجائحة في الولايات المتحدة، والتي تتجاوز حصيلة بعض البلدان الأكثر تضرراً، "أقل بكثير من العدد الفعلي"، والسبب يعود إلى محدودية عدد اختبارات الكشف عن الفيروس، وفق بارنا.
وبحسب الوكالة، تجاوز عدد الذين توفّوا بفيروس كورونا في مدينة نيويورك الثلاثاء، 10 آلاف شخص بعد إعلان سلطات المدينة أنّها أضافت إلى الحصيلة حوالى 4 آلاف شخص لم يخضعوا لفحوص مخبرية تثبت إصابتهم بالفيروس، لكنّ ظروف وفاتهم ترجّح أنّها ناجمة عنه.
ولم يتلمس هذا المسؤول تباطؤ الوباء الذي تحدث عنه في الأيام الأخيرة حاكم الولاية أندرو كومو ورئيس بلديّة نيويورك بيل دي بلاسيو، وإن لاحظ استقرارا في الأعداد.
ورأى أن فكرة تنفيذ دفن مؤقت، التي أثارها الأسبوع الماضي، نائب من مانهاتن من أجل التعامل مع العدد القياسي للوفيات، "ستكون معقدة للغاية".
وللقيام بعملية الدفن في غرين وود، يتم تجهيز العاملين بوسائل الحماية ولا يبقون، غالبًا، عند وجود الأقارب، لتجنب العدوى، حسبما أوضح بارنا، الذي أثنى على عملهم.
وأظهر المسؤول بعض المرونة حول عدد الأشخاص المصرح لهم بحضور مراسم الدفن حاليا في المقبرة التي لم تسجل أي حالة عدوى بين موظفيها، حيث لا يحضر "في كثير من الأحيان سوى أفراد الأسرة"، مشيرا إلى انه خلال عمليات حرق الجثامين لا يتواجد تقريبا أي قريب.
ويرى بارنا "أن الخطة تقضي باللجوء إلى ما هو أسرع وهو حرق الجثمان بالنسبة للعديد من الناس، لكن مع عودة الأمور إلى طبيعتها، سنرى الكثير من المراسم".
الرابط الأصلي