مع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في الهند، تصاعدت أعمال العنف والتمييز ضد المسلمين على خلفية اتهامهم بالتسبب في نشر الفيروس، من خلال تنظيم تجمع واسع في العاصمة دلهي.
وسجلت الهند أكثر من 15 ألف إصابة بالفيروس، ونحو 500 حالة وفاة، وفقا لإحصائيات جامعة جون هوبكنز.
أعلنت وزارة الصحة في الهند والأسبوع الماضي، أن 30% من الإصابات بالفيروس في البلاد، مرتبطة بالاجتماع الذي عقدته جماعة التبليغ، في العاصمة دلهي الشهر الماضي.
وحضر الاجتماع السنوي للجماعة الذي عقد خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الماضي ما يقدر بنحو 1500 إلى 2000 شخص، في مقر الجماعة بمنطقة نيزامودين الغربية في دلهي.
ومنذ ذلك الحين، تعرض أبناء الأقلية المسلمة لسلسلة من الهجمات من قبل متطرفين هندوس يتهمون المسلمين بـ "جهاد كورونا".
ورصدت وسائل الإعلام المحلية في الأسابيع الأخيرة زيادة وقائع التنمر والتحرش بالمسلمين، ما أدى إلى ثلاث حالات انتحار، وخسائر اقتصادية، بسبب مقاطعة الشركات المملوكة للمسلمين.
وتعرض محبوب علي البالغ من العمر 22 عاما، الأسبوع الماضي للضرب من قبل مجموعة من الغوغاء الهندوسيين في قرية باوانا خارج دلهي، بعد اتهامه بنشر الفيروس عمدا بين غير المسلمين.
وفي واقعة أخرى، تعرض نشطاء مسلمون يوزعون الطعام على المحتاجين للاعتداء بمضارب الكريكت.
وفي أعقاب التجمع أغلقت السلطات الهندية مقرات الجماعة وبدأت التحقيق في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبطة بأنشطتها.
كما ألقت قوات الأمن القبض على زعيم الجماعة مولانا سعد كاندهلوي ووجهت له اتهامات بانتهاك توجيهات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، والقتل غير العمد وغسيل الأموال.
وحذر مراقبون متخصصون في الشأن الهندي من أن الربط بين الجماعة المسلمة ونشر الفيروس، يمكن أن يولد المزيد من الكراهية الدينية في البلاد، مشيرين إلى أن تأثير نظريات المؤامرة المعادية للإسلام، يمكن أن تزرع العنف حتى بعد انتهاء الوباء.
وأشار متخصصون في الشأن الهندي إلى أن الجماعات الهندوسية التي عقدت اجتماعات مماثلة لجماعة التبليغ لم تواجه أي انتقادات من الحكومة.
وتخضع البلاد لإغلاق رسمي منذ 24 مارس لمواجهة فيروس كورونا.