"اصحى يا نايم وحد الرزاق .. رمضان كريم"؛ كلمات جرت على لسان المسحراتي الشيخ سيد مكاوي منذ أعوام طوال ولا زالت تطرق وتطرب الآذان حتى الآن رغم رحيله في مثل هذا اليوم قبل نحو 23 عامًا.
بنظارة سوداء وجلباب و 5 طرقات على الطبلة يتبعها تلك الموسيقى الشهيرة لأغنية المسحراتي ممزوجة بصوته الذي يميزه الملايين عن غيره من الأصوات مرددًا كلماته الشهيرة ".. الرجل تدب مطرح ما تحب وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال..".
فبأداء مميز واطلاله مختلفة عن غيره من المطربين، ظل صوته حيًا طيلة كل هذه الأعوام يطرق البيوت كل رمضان ويُضفى طابعًا خاصًا لتلك الأيام.
شيخ الملحنين والذي بات يعرفه الكثيرون بالمسحراتي المطرب سيد مكاوي، رحل عن عالمنا في 21 إبريل 1997، ورغم أن الجسد غاب وورى الثرى إلا أن أعماله ظلت حيه، حتى وقتنا هذا.
بحي الناصرية في السيدة زينب، جاء إلى الدنيا سيد مكاوي في مايو 1928، بمنطقة شعبية في حارة قبودان، حيث نما وسط أسرة بسيطة، إلا إنه في سن مبكر فقد نور عينيه وبات كفيفًا.
لم يكن فقدانه لبصره نهاية المطاف بالنسبة له ولكن كانت البداية، حيث حفظ كتاب الله، وعُرف في مسقط رأسه برفعه الأذان بصوته في مسجدي أبو طبل والحنفي.
ومن المواقف الطريفة أن الشيخ الذي كان يذهب مكاوي ليحفظ على يديه القرآن كان كفيفًا ايضًا، وكان يتلو الآية مرة واحدة فقط على أذن مكاوي كي يحفظها ونظرًا لصعوبة الأمر فكان يضربه، وهنا فكر الطفل الصغير أن يرتدي وساده كي تحميه من ضربات استاذه، بحسب رواية ابنته خلال لقائها في برنامج "معكم" الذي تقدمه الاعلامية منى الشاذلي.
كان "مكاوي" سميعًا خلال فترة شبابه ومع الوقت بات يحفظ الأناشيد والموشحات الدينية،
وفي الخمسينيات اتجه للغناء واضحى مطربًا معتمدًا في الإذاعة المصرية، ففي مواعيد ثابتة كان يطل عبر اثير الهواء مباشرة ليشدو بالموشحات وغيرها.
من ألحان"مبروك عليك يا معجباني يا غالي" إلى "أوقاتي بتحلو".. تصاعدت شهرة "مكاوي"، حيث لحن لكبار المطربين والذي كان من بينهم كوكب الشرق أم كلثوم بأغنية يا مسهرني.
كان لـألحان "مكاوي" بصمة في عدد من الأعمال المسرحية الهامة من بينها الليلة الكبيرة، ومدرسة المشاغبين، كما شارك في تقديم العديد من المقدمات الغنائية لمسلسلات اذاعية وتليفزيونية مثل "شنطة حمزة وحكايات حارتنا"..
ومع كل رمضان كان لمكاوي موعد في الاذاعة بفقرة المسحراتي، حيث كانت من ألحانه واداءه وغنائه أما الكلمات فكانت لفؤاد حداد، وظل يطل بها عبر أثير الاذاعة إلى أن توفاه الله وفارق الحياة في 21 أبريل من عام 1997.