" إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فالماء فإنه طهور"، هكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخبرنا "الترمذي"، فاختيار الرسول للتمر ليفطر عليه الصائم، له دلاله على ما يحتويه من فوائد صحية، أكدتها الدراسات والأبحاث العلمية.
وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء"، رواه أحمد، وأبو داوود.
ويعد كوب التمر باللبن، من المشروبات الحاضرة على مائدة الأسرة المصرية في أيام شهر رمضان الكريم، فهو يحتوي على العديد من الفوائد الغذائية، التي يؤكدها الأطباء والمتخصصون.
يقول الدكتور أحمد أبو النصر، أخصائي العلاج بالنباتات الطبيعية والأعشاب، إن التمر واللّبن معروفان للإنسان منذ القدم، فالتمر هو ثمرة شجرة النخيل، وقد شكل مصدرا عذائيا مهما للعرب في قديم الزمان، إلا أن مكانة التمر تعاظمت في نفوس العرب بعد مجيء الإسلام.
وأوضح أبو النصر، في منشور له عبر حسابه على فيس بوك ، إن الثمر المبارك الذي ورد ذكره في العديد من المواضع في القرآن الكريم، منها قوله جل وعلا : "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نصح بالمداومة على تناول التمر، كما جاء في حديثه الشريف : "من تصبّح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سُمّ ولا سِحر"، منوها إلى أن اللّبن أيضا يشكل غذاءً مهماً للجسم.
ونصح أبو النصر، أنه حتى يتم الاستفادة من اللبن والتمر، فيتم تناول كل منه بمفرد، موضحا أن الكالسيوم والحديد لا يجتمعان، بمعنى أنه احتساء التمر باللبن يعني أن الجسد لا يستفيد من الكالسيوم والحديد، لأن كل منهم يمنع امتصاص الآخر لبعضهم البعض، فكل منه له فائدة على حدة.
في المقابل تشير دراسات إلى أن الإفطار على "التمر باللبن" بعد ساعات الصوم، فإنه يعمل على تسهيل عملية الهضم وينشط حركاتها، ويزيل الخمول الذهني والعضلي، الناتج عن الصيام وانخفاض مستوى السكر في الدم مما يؤثر على المخ، ويسبب خمولا وشعورا بالضعف العام وعدم القدرة على التركيز والتفكير.
ويحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات الأحادية والثنائية "الجلكوز والفركتوز" والتي تمتص بسرعة عاليا للوصول إلى الدم في دقائق، خاصة إذا كانت المعدة خاوية نتيجة الصيام، بحسب موقع "كل يوم معلومة طبية".
تناول التمر باللبن يجنب المعدة العديد من المشاكل الصحية، مثل الإمساك والصداع والخمول، كما أنه يعمل على إرسال إرشارات بالشبع والامتلاء إلى المخ، ومن ثم يقلل كميات الطعام الداخلة إلى الجسم.
وتشير دراسات إلى أن التمرغني بالألياف المنشطة للجهاز المناعي، والمانعة للإمساك وسرطانات الأمعاء والمخفضة للدهون والكوليستيرول الضار ويحارب الحساسية، ويعالج الأنيميا.
كما أن اللبن غني بالكالسيوم والمغنسيوم، ويساعد في نمو الخلايا وتثبيت هذه العناصر في العظام وبناءها، والوقاية من هشاشة العظام، لذا تشير دراسات إلى أن تناول التمر مع الحليب يقي الإنسان بعض الأمراض، مثل الأمراض السرطانية، ويعالج الأنيميا، ويخلص الجسم من السموم، ويزيد كفاءة الجهاز المناعي بالحسم.