نتنياهو الفائز الوحيد في العالم من كورونا.. كيف حدث ذلك؟

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل

"كيف أمّن نتنياهو بقاءه في المشهد السياسي بإسرائيل".. تساؤل طرحته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، سعت من خلاله لتسليط الضوء على الطرق التي اتبعها أطول رئيس وزراء إسرائيلي، للبقاء في المشهد بعدما كان الجميع يجزم بقرب نهايته خاصة مع اتهامات الفساد التي تلاحقه.

 

وقالت الصحيفة: "بعد أكثر من عام من القتال من أجل بقائه السياسي، حصل بنيامين نتنياهو على ولاية خامسة قياسية كرئيس للوزراء، مدد 11 عامًا متتالية في منصبه، وأنهى الشلل السياسي الذي أدى لتوقف الكثير في إسرائيل".

 

وبموجب الاتفاق الموقع يوم الاثنين الماضي، سيعمل نتنياهو كرئيس للوزراء لمدة 18 شهرًا ثم يصبح منافسه بيني جانتس رئيسًا للحكومة،  وهو أمر أقسم جانتس سابقًا أنه لن يفعله أبدًا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو استغرق أقل من 13 شهرًا لإضعاف خصمه، وخلال ثلاثة انتخابات متتالية، عقد جانتس، قائد الجيش المتقاعد، تحالفًا انتخابيًا حديثًا موحّدًا في هدف واحد، وهو إقصاء نتنياهو من خلال الاستفادة من محاكمته المعلقة بتهم الفساد. 

 

 

وقال جانتس مرارا وتكرارًا: إن نتنياهو كان غير مؤهل للمناصب العامة، حيث انتهت الانتخابات التي لم يسبق لها مثيل إلى طريق مسدود، ومع عدم قدرة أي زعيم على تشكيل ائتلاف حاكم من 61 مقعدًا برلمانيًا.

 

وركزت ميزانيات الحكومة، وتأخرت مشاريع البنية التحتية الجديدة، وأصبحت الاستطلاعات المتكررة تشكل خطاً نهائياً، حتى في واشنطن، مازحا أقرب حليف لنتنياهو بأن البلاد لا تعرف كيفية اختيار الفائز.

ولكن بعد ذلك جاء فيروس كورونا، وهي أزمة غير متوقعة لعبت لصالح نتنياهو.

 

وحتى قبل التفشي، بدا أن جانتس يتعب من الانتخابات المستمرة، في حين بدا نتنياهو، وهو تكتيك سياسي بارع نشيطًا، وفقًا لمقابلات مع ثلاثة أعضاء سابقين في التحالف السياسي لجانتس الذي تم حله الآن.

 

وقال أحد الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمه، إن الوباء وجه الضربة النهائية بعدما اظهر استطلاع للرأي أن مواقف نتنياهو على الأزمة قد يمنحه التفوق في الانتخابات الرابعة. 

 

 

ونقلت الصحيفة عن "أفيف بوشينسكي"، الذي عمل كمستشار لنتنياهو قوله:" في مواجهة عدم اليقين بشأن التصويت الرابع، قرر أن من الأفضل استخدام شبح الفيروس لتبرير فبرام صفقة، والآن رئيس الوزراء في وقت لاحق.

 

وتنص الاتفاقية، والتي ابرمت على مدى أسابيع من المحادثات المرهقة، على حكومة وحدة مدتها 36 شهرًا ستقضي الأشهر الستة الأولى مركزة على الاستجابة لفيروس كورونا.

 

وسيعمل جانتس كنائب لرئيس الوزراء لمدة 18 شهرًا، قبل تبادل الأدوار مع نتنياهو، وبعد الأشهر الستة الأولى، ستنتفخ الحكومة الإسرائيلية إلى أقصى حد في تاريخها، حيث يتقاسم الرجلان غنائم التسوية الصعبة مع حزبيهما، ويعين كل منهما 18 وزيرا.

 

رغم خطاب التعاون السياسي في مواجهة حالة طوارئ وطنية، يرى الكثيرون أن الصفقة خطوة ساخرة من كلا الجانبين.

 

ونقلت الصحيفة عن يائير لابيد، الحليف السياسي السابق لجانتس: "أعتذر لجميع الأشخاص الذين أقنعتهم بالتصويت لبيني جانتس في العام الماضي، هذا أسوأ عمل احتيال في تاريخ هذا البلد."

 

وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلية وعضو سابق في البرلمان ، إن ما خلقته هذه الوثائق لم يكن حكومة وحدة جديدة، بل وقف إطلاق نار ديمقراطي غير ملائم".

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة