مع استمرار انتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم، والذى أدى إلى توقف النشاط الكروي وتعليق الدوريات العالمية، أعلنت بعض الأندية عودتها للتدريبات رغم المخاوف مع أن يخترق الوباء ملاعب التدريبات المغلقة. تحركات الأندية نحو هذا الاتجاه جاءت في ظل عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمتى يتم القضاء على الفيروس، ورغبة منها في تحريك الأوضاع خطوة للأمام مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية اللاعبين. كان آخر الأندية التي أعلنت نيتها للعودة إلى التدريبات الجماعية، "آرسنال" حيث كشفت إدارة النادي عن عودة لاعبي الفريق لمزاولة التدريبات ابتداءً من يوم الاثنين المقبل في خطوة تهدف إلى الافتتاح الجزئي للنشاط الكروي في بريطانيا بعد تفشي جائحة كورونا.
وأوضحت صحفة الجارديان أن عجلة الدوري الإنجليزي ستعود للدوران في شهر يونيو القادم، حيث من المتوقع أن تقام المباريات خلف الأبواب الموصدة، مع إجراء الفحوصات لجميع اللاعبين.
وكشف مسؤولو آرسنال عن أنهم سيسمحون للاعبين بالعودة إلى مركز التدريبات اعتباراً من الأسبوع المقبل، مشددين على أنهم يحترمون التوجيهات الصحية الهادفة إلى مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد بما فيها التباعد الاجتماعي.
وقال المتحدث الرسمي باسم آرسنال في تصريحات صحفية: "سيُسمح للاعبين بالعودة للتدرب في ملعب التدريبات، وفقاً لقوانين صارمة، تمنع التواصل الاجتماعي، وتلزم بتنقل اللاعبين وقيامهم بالتدريبات بشكل فردي".
وأضاف: "جميع مباني كوليني (ملعب التدريبات) سوف تكون مغلقة، سينتقل اللاعبون إلى التدريبات بمفردهم وسيقومون بالتدريبات الفردية ومن ثم يعودون إلى المنزل بصورة طبيعية".
وقد تكون خطوة آرسنال مشجعة لبقية الأندية الإنجليزية من أجل العودة مرة أخرى إلى التدريبات على الطريقة الألمانية، ففرق البوندسليجا أخذت خطوات تدريجية بداية من التدرب في مجموعات صغيرة ثم التدريب الجماعي التقليدي. بايرن صاحب المبادرة الأولى
فريق نادي بايرن ميونخ كان صاحب المبادرة الأولى بالعودة للتدريبات في مركز التدريب الخاص بالفريق رغم تفشي فيروس كورونا، وإن حرص على تطبيق عدد من المعايير للحفاظ على السلامة.
وخاض نجوم بايرن ميونخ التدريبات في مجموعات من أربعة أو خمسة لاعبين في كل مرة، وذلك منعاً للاختلاط وخوفاً من تفشي العدوى.
وأكدت الصحيفة أن هانز فليك المدير الفني للفريق يسعى لإعادتهم للتدريبات في الأساس من أجل التأكد من حالتهم البدنية والفنية وتحسينها.
جدير بالذكر أن الدوري الألماني متوقف رسميا حتى الـ 30 من أبريل الجاري، لكنه على الأرجح سيتم تأجيل عودته من جديد لعدم تحسن الأوضاع الصحية في أوروبا بعد.
شالكة على خطى بايرن
ومن ألمانيا أيضا، سار شالكه على درب بايرن ميونخ، وعاد للتدريبات على أرضية الملعب، بعد توقفها ولكن بقواعد تحمي اللاعبين باستخدام البروتوكول الأمني الذي أقرته الحكومة الألمانية، وهو وجود مسافة متر ونصف بين كل مواطن والآخر. وقام اللاعبان أحمد كوتوجو وبينيتو رامان، بالركض على أرضية الملعب، ثم أدى بقية اللاعبين التدريب بطريقة "تنس كرة القدم".
بوروسيا دورتموند
كما عاد فريق بوروسيا دورتموند الألماني للتدرب بشكل جماعي من جديد بعد التوقف في الفترة الماضية وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن رجال المدرب السويسري لوسيان فافر تدربوا لأول مرة بعد فترة التوقف عن المران الجماعي في الأيام الماضية.
وانقسم مران الفريق الألماني الجماعي إلى مجموعتين لتقليل مخاطر تعرض اللاعبين للإصابة، حيث تدرب بعض اللاعبين على العشب في حين تدرب البقية في صالة الألعاب الرياضية في أوقات مختلفة.
وتمكن فريق دورتموند من لمس الكرة من جديد ببعض التمريرات والتسديدات على المرمى في إشارة إيجابية على قرب الخلاص من أزمة كورونا.
وتأتي عودة دورتموند للمران الجماعي بالرغم من تأكيد الاتحاد الألماني لكرة القدم عدم عودة مسابقة الدوري المحلي قبل الثلاثين من أبريل القادم 2021.
خطر في الانتظار
ومع استعداد دوريات كرة القدم في القارة الأوروبية لاستئناف النشاط خلال الأسابيع المقبلة على الرغم من استمرار فيروس كورونا، بعد الاتفاق على تشديد إجراءات الوقاية بفحص اللاعبين قبل انطلاق المباريات، ظهر خطر جديد يتعلق بـ"لمس الكرة".
وحذر أطباء في إيطاليا من خطورة انتقال العدوى عن طريق لمس الكرة، إذ ترتكز الجهود حاليا على التباعد وتجنب المصافحة بين اللاعبين، كما ظهرت دعوات إلى ارتداء اللاعبين كمامات أثناء اللعب. وقال اتحاد الأطباء الرياضيين في إيطاليا في بيان: "الكرة قد تكون مصدرا رئيسيا في العدوى"، مما يشكل تهديدا عند العودة المحتملة لمنافسات "الكالتشيو" في الرابع من شهر مايو.
وفي إسبانيا، أوصت رابطة "الليجا" بعدم تبادل التمريرات بالكرة عند عودة التدريبات والاكتفاء بالتدريبات الفردية، وذلك عبر تخصيص كرة واحدة لكل لاعب. وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن رياضة التنس تجهز لإجراء مختلف بمطالبة اللاعبين بارتداء قفازات خلال المباريات، وذلك بسبب اللمس المتكرر للكرة خاصة عند ضربات الإرسال.