"نقع قطن في زيت البنفسج قبل النوم.. ثم وضعه في فتحة الشرج، أو وضع زيت القرع المر في الأذنين مرتين في اليوم، أو استخدام مرهم يسمى "عطر النبي" تحت الأنف، أو شرب خليط من عصائر الفاكهة"...
تلك وصفات يوصي بها عدد من رجال الدين الشيعة في إيران للوقاية أو علاج فيروس كورونا، الذي يضرب البلاد، ويعد واحدة من أسوأ حالات التفشي في العالم، مع غياب علاج يقضي على الفيروس الذي راح ضحيته عشرات الالاف.
وبحسب مجلة "إيكونوميست" البريطانية، فإن ارتفاع عدد الضحايا في إيران، يلجأ الناس اليائسون إلى الطب البديل، حيث يبلغ عدد العطارين في إيران نحو 15 ألف، أو ما يسمى ب"الصيدليات الإسلامية" وهي تجارة مزدهرة جدا.
وأضافت المجلة أن أعشابهم الطبية والتوابل هي بديل ميسور للأدوية النادرة والمكلفة، والتي يصعب استيرادها بسبب العقوبات الأمريكية، المسكنات مثل عرق النعناع أرخص من الأسبرين وتعمل أيضًا، كما يقترح بعض قادة إيران.
ويقول علي خامنئي المرشد الأعلى بأن فيروس كورونا قد يكون من عمل الجن التي تعمل مع أمريكا، وهو يناصر الطب البديل بحماسة بينما يرفض الواردات الغربية، وويرأس مستشاره الأكثر ثقة، علي أكبر ولايتي، مجموعة الطب التقليدي والإسلامي في أكاديمية العلوم الطبية في إيران، وكلاهما يشيد بابن سينا، وهو طبيب من القرن الحادي عشر الذي أرجع المرض إلى اختلال في سوائل الجسم، ووصف الأعشاب للتخفيف.
وتحت قيادتها، فتحت أفضل كليات الطب في إيران أقسام المعالجة بالأعشاب، تطلب وزارة الصحة من الصيدلين دراستها لمدة عام قبل الحصول على ترخيص.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذا الدجل يعطي الفيروس فرصة كبيرة للأنتشار، وتوفي العديد من كبار رجال الدين الإيرانيين بعد الاعتماد على العلاجات العشبية، ومن بين هؤلاء محمود هاشمي شهرودي، أحد القادة المقربين من خامنئي، ومحي الدين حائري شيرازي.
وفي مارس الماضي نشر رجل دين مبتدئ، يدعى مرتضى كوهانسال، مقطع فيديو لنفسه في جناح المستشفى، وهو لا يرتدي أي معدات واقية، يسستخدم "عطر النبي" على مرضى الفيروس، وتوفي المئات من الإيرانيين من شرب الكحول عالي المقاومة، والذي يعتقد خطأ أنه يقتل الفيروس، ودخل ولايتي في عزلة ذاتية بعدما ظهرت عليه أعراض فيروس كورونا.
الأجزاء الأكثر عقلانية من القيادة الإيرانية تتحدث علانية، مستندين المشعوذين والخداع، وقالت وزارة الصحة إن رجال الدين غير المصرح لهم "ينخرطون في ظلام الخرافات والجهل".
وداهمت الشرطة مخازن تبريزيان، في 4 أبريل، اعتقلوا أحد أطباء الشعوذة الذي أطلق سراحه سريعا، والعديد من الدجالين لا يزالون يعملون في إيران، يستخدمون الطب السيئ باسم الإسلام.
الرابط الأصلي