في الوقت الذي رأى فيه مراقبون أنّ ألمانيا واحدة من الدول التي أظهرت نجاحًا في التعامل مع فيروس كورونا المستجد مقارنةً بدول مثل أمريكا وإيطاليا وإسبانيا، فقد ظهرت هناك أولى مؤشرات تفاقم انتشار "كوفيد 19"، فيما بدأت السلطات تخفيف إجراءات العزل رغم قلق المستشارة أنجيلا ميركل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية المكلف مراقبة انتشار الوباء في البلاد قوله إنّ معدل الإصابة أو نشر العدوى الذي تراقبه السلطات عن كثب، ارتفع مجددا الى عتبة 1,0، ما يعني أنّ كل مريض يصيب شخصًا آخر بالعدوى.
وكانت الحكومة الألمانية وخبراء الفيروسات أكدوا حتى الآن على أهمية أن يكون هذا المعدل أقل من 1، وهي المرة الأولى منذ منتصف أبريل التي تصل فيها نسبة العدوى إلى عتبة 1,0، وكانت قبل ذلك تراجعت إلى 0,7 قبل أن ترتفع مجددًا بشكل تدريجي.
في سياق آخر، واصلت نسبة الحالات بكوفيد-19 الارتفاع يومًا بعد يوم، واستقرت على 3,8% بحسب آخر أرقام المعهد لكنّها تبقى أقل من معدلات الدول المجاورة لألمانيا.
وأظهرت أحدث الإحصائيات الصادرة في ألمانيا، أنّ البلاد سجّلت حتى صباح اليوم الثلاثاء 156 ألفًا و337 حالة إصابة و5913 وفاة.
وبحسب الوكالة، فإنّه إذا تأكّد هذا الاتجاه إلى الارتفاع مجددًا، فإنّه يمكن أن يعقد جهود السلطات للعودة التدريجية إلى الوضع الطبيعي فيما بدأ صبر الرأي العام ينفد.
وبعد غدٍ الخميس، تناقش الحكومة الفدرالية والمقاطعات، التي لها الكلمة الفصل في مجال الصحة، الخطوات التالية في رفع إجراءات العزل، قبل أن تتخذ قرارات في 6 مايو المقبل.
وقالت "الفرنسية" إنّ هذا الارتفاع يؤكد مخاوف ميركل التي تدعو إلى التشدد في الالتزام بالقيود وعبرت عن قلقها عدة مرات من اتجاه العديد من المسؤولين السياسيين والرأي العام الى التسرع في رفع العزل.
ومؤخرًا، حذّرت ميركل قائلةً: "حتى مع معدل إصابة يبلغ 1,1، يمكن ان نصل الى أقصى طاقات نظامنا الصحي في مجال أسرة غرف الإنعاش بحلول أكتوبر.. مع معدل 1,2 سنبلغ أقصى حدود نظامنا الصحي في يوليو، ومع 1,3 نبلغه في يونيو".
وفي 20 أبريل الجاري، بدأت ألمانيا تخفيف إجراءات العزل تدريجيًّا مع إعادة فتح بعض المتاجر والمدارس الثانوية.