حجراتٌ من أربعة جدران وجد مصابو كورونا أنفسهم داخلها بين عشية وضحاها معزولون لا يدخل عليهم ولا يخرج من عندهم أحد سوى أناسٌ مجهولين بالنسبة لهم، تختفي ملامحهم وهويتهم خلف سُترات واقية تغطي كل أجسادهم فلا يظهر سوى أعيونهم من خلف نظارات واقية.
هكذا يبدو المشهد في جميع مستشفيات عزل مصابي فيروس كورونا، فتلك الملابس الواقية التي تختفي ورائها ملامح وهوية أبطال الجيش الأبيض، لاغنى عنها لمنع تسلل هذا الفيروس إليهم اثناء احتكاكهم بالمرضى.
تلك المدة التي يمكث فيها المريض يتعامل مع اشخاص مجهولين الهوية بالنسبة له، جعل القائمين على مستشفى العجوزة للحجر الصحي يفكروا في كسر هذا الحاجز والرهبة بين المُصاب وطبيبه المعالج، مثلما فعلت ألمانيا بأحد مستشفياتها.
فبصورة واسم وبادج .. بات مصابو كورونا بالعجوزة يتعرفون على هوية الأطباء ممن يترددون على غرفهم، وهو ما خلق نوع من الألفة والطمأنينة.
البادج دون عليه اسم الطبيب وتخصصه وصورة له ، أما العبارة التي تبعث الكثير من المعاني وتم الحرص على كتابتها فكانت "مع بعض نقدر".