تختلف العادات والتقاليد والطقوس من بلد لآخر، تحديدا تلك التي يحرص عليها العرب في شهر رمضان الكريم.
الأردن واحد من البلدان التي طالما حرصت على التنوع في أكلاتها الشعبية خلال الشهر الفضيل، فكان "المنسف" أحد أبرز الأكلات التي يعشقها الأردنيون.
ودائمًا ما يحصل "المنسف" على المركز الأول في قائمة الأطعمة المفضلة لدى الأردنيين، متفوقاً على المقلوبة والمسخن التي تعتبر من الأطعمة الشعبية المعروفة في الأردن.
"المنسف" هو طبق غذائي بامتياز، انفرد الأردن به منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، وهناك علاقة وثيقة ما بين الأردني والمنسف، الذي يمثل حالةً رمزية لتكريم الضيف في المملكة الأردنية.
ويعشق الأردنيون المنسف منذ القدم، ويعتبرونه الطعام القومي لبلادهم، وجزءاً لا يتجزأ من هويتها.
ويتكون المنسف في بعض الوصفات من مطهي اللبن الحامض المجفف (الجميد)، يطبخ فيه لحم الضأن، ويضاف إلى قاعدة من الأرز المائل للصفرة، الذي يرزح تحت ضغطه رغيف شديد الرقة من خبز (الشراك)، جميعها مشربة نسبياً باللبن.
وللمنسف أصول في التقديم والتناول، لا سيما في المناسبات التي تشهد حضوراً واسعاً والولائم العائلية.
ووفق بعض الروايات، يأكل الأردني المنسف المزين بالصنوبر المحمر على الأغلب بيمينه، بينما يحرص على إبقاء يده اليسرى خلف ظهره ما لم تكن هناك ضرورة لاستخدامها.
ولتناول المنسف لا بد من التقاط بعض الأرز الذي يتم تكويره بالاستعانة بالخبز وبعض اللبن، لتأخذ لقمة المنسف شكلاً شبه كروي يميل للبيضوي، مضافاً إليها اللحم.
ويتندر كثيرون عادة على حالة من الخمول تضرب آكل المنسف عقب تناوله. كثيرون يلجؤون للنوم في هذه الحالة؛ لذا كانت القهوة الأردنية واجباً مرافقاً للمنسف.
ولم تغب روحانيات رمضان بالأردن في الأعوام السابقة، ولم تقتصر العادات فقط على مكونات المائدة فحسب، فقُبيل حلول شهر رمضان، كانت تبدأ العائلات بالتحضير للشهر الفضيل، بالكثير من الاستعدادات، المنزلية والعائلية، والعزائم الرمضانية، التي تتجلى أول صورها في اليوم الأول، لكنها اختفت في الشهر الحالي، نظرا لانتشار فيروس كورونا في غالبية عواصم العالم.
سمر حسين، إحدى أهالي المملكة الأردنية الهاشمية، ذكرت لمصر العربية، أهمية المائدة الرمضانية لدى الأردنيين، مؤكدة على أهمية الحضور لطبق المنسف الأردني على تلك المائدة.
وقالت في حديثها لمصر العربية: إن أكلة "المنسف" الأردني من أفضل الآكلات التي يعشقها الشعب الأردني في شهر رمضان الكريم، وأن الإقبال على هذا النوع من الأكلات يكون بشكل قوي لما له من مكانة في قلوب الأردنيين المتعلقة برمضان.
وعن مكونات طبق "المنسف" قالت: يتكون المنسف من لبن جميد ولبن نعاج أو شنينة أصلي وأرز، بالإضافة إلى لحم ضأن أو لحم دبي، وشراك وهو (الخبز الرقيق من القمح)، وكذلك الصنوبر ولوز، وبقدونس للتزين.
وعن أجواء رمضان في زمن كورونا، أوضحت حسين أن العزومات في شهر رمضان حذرت منها الحكومة، وكذلك الأجواء والاحتفالات داخل الشوارع في ساعات الحظر، قائلة: شهر رمضان موجود بالقلوب رغم حصار فيروس كورونا للمسلمين بالعالم.