لم تتوقف الاتهامات ضد بكين، من قبل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حول إخفاء الصين لمعلومات بشأن كورونا.
اتهامات الصين أعلنتها الولايات المتحدة، والتي قالت قبل ساعات، حيث اتهمت تقارير استخباراتية أمريكية الصين بإخفاء معلومات حساسة عن فيروس كورونا في بداية انتشاره ما ساهم في تحوله إلى وباء عالمي.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الصين أخفت مدى تفشي فيروس كورونا ومدى كونه معديا حتى تتمكن من الحصول على الإمدادات الطبية اللازمة وتخزينها، وفقا لوثائق استخباراتية.
وأفاد تقرير استخباراتي صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بأن القادة الصينيين "أخفوا عمدا" عن العالم مدى ضراوة الوباء، في أوائل شهر يناير الماضي.
كما أشار التقرير إلى أن بكين تعمدت خلال معظم هذا الشهر عدم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بكون الفيروس معديا حتى تتمكن من طلب الإمدادات الطبية من الخارج.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن فيروس كورونا جاء من الصين، وإنه كان ينبغي القضاء عليه هناك. وأضاف في ندوة خاصة مع قناة فوكس نيوز، أن الصينيين لم يكشفوا عن وجود الفيروس، وأن الأسباب ستكتشف.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن هناك أدلة كثيرة على أن الفيروس نشأ في مختبر ووهان، وإن الصين مسؤولة عن انتشار هذه الجائحة ويجب محاسبتها.
في المقابل، نفى الدبلوماسي الصيني السابق لي يوان تشينغ الاتهامات الأمريكية وقال إنها اتهامات تتكرر كثيرا دون تقديم دليل واحد على صحتها.
ويأتي هذا التراشق الأمريكي الصيني في وقت تجاوز فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم عتبة 3.5 ملايين إصابة حسب إحصاء وكالة رويترز، بينما اقتربت الوفيات من ربع مليون حالة رغم تباطؤ معدل الإصابات والوفيات عن ذروتها خلال الشهر الماضي.
في الغضون، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الاثنين، إن هناك أسئلة يتعين على الصين أن تجيب عنها، فيما يتعلق بالمعلومات التي أتاحتها عن تفشي فيروس كورونا المستجد؛ لكن تحليلاً تفصيلياً لدورها يجب أن يتم في وقت لاحق.
ورداً على سؤال من محطة "إل بي سي" الإذاعية، عما إذا كانت الصين عليها أن تجيب عن أسئلة بشأن السرعة التي أبلغت بها العالم بمدى احتدام الأزمة، قال والاس: أعتقد ذلك.
وأضاف: "الوقت المناسب لتحليل تفصيلي بشأن ذلك، هو بعد أن نضع كلنا الموقف تحت السيطرة، ونتخطاه، وتعود اقتصاداتنا لأنشطتها الطبيعية.
وتابع قائلاً: تحتاج الصين للتحلي بالصراحة والشفافية عما حادت عنه، وعن إخفاقاتها وكذلك نجاحاتها.
تجدر الإشارة إلى أن الفيروس الغامض "كورونا"ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.
وتتخذ الدول المتضررة من الفيروس التاجي المزيد من التدابير للحد من انتشار المرض وحث الناس على البقاء في منازلهم ليكونوا آمنين وكذلك تخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية وسط الأزمة.
وتعد جائحة "كورونا" عائلة من الفيروسات القاتلة التي أرهقت سكان الأرض على مدار أشهر.
وتعيش غالبية مدن وعواصم العالم حالة رعب وذعر نتيجة الانتشار المخيف الذي سببه فيروس كورونا (كوفيد 19).