على غير العادة خلت شوارع الإسكندرية في شهر رمضان هذا العام من موائد الرحمن، بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وهو ما يمثل أزمة كبيرة للكثير من المحتاجين والفقراء الذين كانوا يعتمدون عليها في إفطارهم. ومن هذا المنطلق، لجأ عدد من الشباب المتطوعون، إلى استبدال مائدة الرحمن التي كانو يقيمونها على مدار الخمس سنوات الأخيرة، تحت اسم مائدة فرحة، بوجبات طعام جاهزة يقمون بإعدادها وتوزيعها على منازل المحتاجين، بحسب كشف معد مسبقا، تحت شعار "خليك في دارك وإحنا نجبلك فطارك". فعقب آذان الظهر يوميا يتجمع نحو 40 شابًا وشابة أغلبهم جامعيين، في إحدى الفيلات السكنية بمنطقة رشدي، يحضرون الطعام للبدء في تجهيزه وطهيه وأعداده في علب جاهزة لتوزيعها على مستحقيه. يقول محمد حسين، أحد الشباب المشاركين في صنع الوجبات، أنهم هذا العام قرروا استبدال الموائد التي كانو يقيمونها في ثلاث مناطق بوجبات طعام جاهزة يقمون بتوزيعها على مستحقيها، مشيرا إلى أن الطعام يتم شراؤه وإعداده بالتبرعات فيما بينهم وبالجهود الذاتية.
ويضيف:"نحرص على أن تكون الوجبات مميزة وغنية بالعناصر الغذائية ومشبعة حيث تتكون من ربع فرخة وخضروات وأرز أو مكرونة، أو وجبة سمك مشوي وأرز صيادية وطحينة بالإضافة إلى السلاطات".
يقول "شريف العودان"، أحد منظمي المبادرة، أن فكرة المائدة بدأت منذ 6 أعوام، مشيرا إلى أنه في العام الماضي تم أفطار أكثر من ٤٤ ألف صائم، مضيفا:"ولكن هذا العام ومع الأوضاع الحالية استبدلنا المائدة بوجبات جاهزة".
وأشار "العدوان"، إلى أن عدد المتطوعين في المائدة يتراوح من ٥٠ إلى ٦٠ متطوع من الشباب والفتيات من طلبة المدارس الجامعات والخرجيين .