أصيب شاب بمرض كوفيد-19 في سكن حكومي للاجئين بميونيخ، لكن لم يتم نقله إلى المستشفى إلا بعد أيام من إصابته، وبعدها لقي حتفه، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية تعامل النظام الصحي بألمانيا مع اللاجئين خلال الجائحة. بحسب صحيفة زوددويتشه الألمانية.
وأوضحت الصحيفة، أَنَّ الشاب الذي يدعى ميركان ك، هرب من "تنظيم داعش" في أفغانستان، ونجا مرتين من هجمات شنها التنظيم الإرهابي، ثم فر إلى ميونيخ، ليبنى حياة جديدة، حيث تعلم اللغة الألمانية وعمل في متجر للحلويات.
وكان يرسل الشاب الأفغاني كل شهر ما يدخره إلى عائلته، وكان لديه ستة أطفال.
ولم يسلم الشاب من غدر الإرهاب، فقد طعن الإرهابيون أحد أشقائه وأضرموا النار في منزل عائلته في أفغانستان، مما دمر نفسيته تَمَامًا، ولكنه كافح مرة أخرى للعودة إلى الحياة.
وقبل أسبوع، توفي الشاب البالغ من العمر 35 عامًا، في مستشفى بميونيخ لإصابته بعدوى فيروس كورونا، ومنذ ذلك الحين، يتساءل معارفه ومجلس ميونخ للاجئين: هل كان بالإمكان منع وفاة الشاب لو تمت مساعدته في الوقت المناسب؟
وربما أصيب ميركان ك، الذي يحمل اسمًا مختلفًا في الواقع، بالعدوى في سكن "جيسنجن" المشترك للاجئين، والذي كان يعيش فيه منذ خريف 2015.
وعندما شعر فجأة في 3 أبريل بأعراض كالصداع والتهاب الحلق والحمى، اتصل هاتفيا بمساعدة متطوعة كان يعرفها منذ خمس سنوات وأخبرها بالأعراض التي ظهرت عليه.
وبعد ذلك بيومين، تدهورت صحته بسرعة، واتصل ابن أخيه برعاية الاجئين، وطلب منها مساعدة طارئة، لأن حالة عمه الصحية تدهورت للغاية.
وبعدها اتصل طبيب ألماني بسكن اللاجئين ليستفسر عن عمرالمريض والأمراض السابقة التي يعاني منها، ولم يأمر بنقل الشاب الأفغاني المصاب إلى المستشفى، رغم أنه يعلم مدى خطورة تفشي عدوى كورونا في أماكن السكن الجماعي للاجئين.
وبعد ذلك، تدهورت صحته بشكل كبير، وتم نقله إلى إحدى العيادات بميونيخ، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في 26 أبريل.
وبحسب الصحيفة، تثير القضية تساؤلات حول مدى مصداقية الاستشارات الاجتماعية المتعلقة باللاجئين في الإيواءات السكنية المخصصة لهم.
ومنذ تفشي الوباء في ميونيخ، يتم نقل اللاجئين المصابين بكورونا إلى أماكن العزل الأخرى، وتشير وزارة الداخلية البافارية إلى أن الحكومات المسؤولة عن أماكن إقامة اللاجئين وتتخذ تدابير الوقاية في أماكن الإقامة. وينطبق هذا على المباني السكنية الجماعية وكذلك الغرف الفردية.
بالإضافة إلى ذلك، منذ 27 فبراير، تم اختبار جميع الوافدين الجدد وطالبي اللجوء الذين وصلوا في 30 يناير أو بعد ذلك، وكذلك المقيمين والموظفين الذين يعانون من أعراض كورونا.
وحتى نهاية أبريل، كان عدد المصابين في أماكن سكنهم 704 لاجئا، تعافى منهم 186، بحسب وزارة الصحة، ومات شخصان، منهما الشاب الأفغاني ميركان ك.
رابط النص الأصلي