بينما يمتلك الكثيرون خيار البقاء في المنزل لوقاية أنفسهم وأسرهم من فيروس كورونا المستجد، وخاصة مع الإجراءات التي تتخذها الدولة لمنع انتشاره، فإن هناك فئات كثيرة تجبرهم أعمالهم على النزول للشارع والتعرض لخطر الإصابة، ومن بين هؤلاء عمال القمامة.
"لو يوم واحد منزلناش الزبالة حتكون جبال"، هكذا بدأ محمد فهيم، أحد جامعي القمامة حديثه مع "مصر العربية"، مشيرا إلى أنهم ملتزمون بدورهم في تنظيف الشوارع رغم المخاطر المعرضون لها بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا وخاصة وأنهم يتعاملون مباشرة مع المخلفات التي يلقيها المواطنين، ومنهم المصابون، وبعضها مخلفات طبية كمامات وقفازات وغيرها".
وأضاف:"نتعرض للمخاطر يوميا بأقل الإمكانيات، ننزل من منازلنا ونختلط الشارع والمخلفات ونعود إلى اسرنا لا نعرف هل نحن مصابون أم لا".
رسالة للمواطنين
وناشد محمد رمضان، أحد جامعي القمامة المواطنون بعدم إلقاء المخلفات الطبية ومنها الكمامات والقفازات وغيرها في الطريق العام، والتخلص منها بوضعها في كيس مغلق داخل كيس القمامة، حتى لا يتعرض من يقوم بجمعها من الشارع لأذى".
بدورها حذرت شركة نهضة مصر، المختصة بالنظافة بمدينة الإسكندرية، من انتشار مهمات الحماية من فيروس كورونا، والممثلة في الكمامات والقفازات وغيرها في شوارع المدينة بشكل لافت يهدد حياة العاملين ويمثل خطورة داهمة على الصحة العامة حال عبث أي طفل فيها.
وقال المهندس أسامة الخولى، نائب رئيس مجلس الادارة، عمال النظافة في الإسكندرية يتعرضون لمخاطر شديدة تبدأ من نوعية القمامة التي تحتوي على النفايات الطبية عالية المخاطر وتلقيها بعض المراكز والمستوصفات الصحية في الشارع.
وأضاف::"تلك وقائع تكررت كثيرا مؤخرا، وأثبتناها في محاضر رسمية لأنها تمثل إهمال جسيم يستحق المساءلة والتحقيق لاتخاذ اللازم قانوناً". وأشار الخولى، في بيان له، إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه عمال جمع القمامة حاليا هي انتشار أدوات مستخدمة في الحماية من فيروس كورونا وإهمال بعض الناس وعدم وعى بعضهم".
وناشد الخولي، المواطنين بالتخلص الآمن من مهمات الحماية من كورونا بطرق صحية خاصة وأن معظمها يمكن أن يكون قد تلوث بالفيروس وذلك من أجل الحفاظ على حياة العمال وتحسبا لانتقال أي أمراض أو أوبئة للعمال.
رسالة للحكومة
وكانت النقابة العامة للعاملين بالنظافة وتحسين البيئة، أصدرت بيانا طالبت فيه الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بدعم قطاع النظافة، وحماية العاملين بها من خطر انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد، من خلال توفير كمامات وقفازات ومواد التطهير، للحفاظ على العمالة، والحد من المخاطر لهم.
وقال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين فى القاهرة، فى تصريح له: خاطبت كل الجهات المعنية فى هذا الشأن، لكن دون جدوى.
وأشار المقدس إلى وجود نحو مليون زبال يعمل فى تجميع القمامة، ونقلها، وإعادة تدويرها، ورغم انتشار الوباء، وتقليل أعداد العمالة بأغلب المؤسسات حرصا على سلامة المواطنين، إلا أن الزبالين لا يمكنهم التوقف عن عملهم، أو تقليل معدلات جمع القمامة".
وطالب نقيب الزبالين، الحكومة بتوفير مستلزمات لحماية العاملين فى هذه المهنة، كالكمامات، والجوانتيات، وأحذية مناسبة لطبيعة عملهم، لعدم قدرة الكثير من الزبالين على توفير تلك المستلزمات.