على مدى الأيام الماضية أثارت وفاة المتهم المخرج الشاب شادي حبشي، ذو الـ 22 عامًا، داخل محبسه حالة من الجدل، وسط غموض حول أسباب الوفاة، التي كشفتها النيابة العامة في بيان، مساء اليوم الثلاثاء، وهو احتساء رشفة بالخطأ من الكحول المطهر، المسموح به لتطهير أيدي المحبوسين احترازًا من فيروس كورونا.
وجاء في البيان، إن النيابة العامة تلقت إخطارا من قطاع مصلحة السجون، مساء اليوم الأول من شهر مايو الجاري بوفاة المتهم شادي حبشي، المحبوس احتياطا على ذمة القضية 480 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، بالعيادة الخاصة بسجن القاهرة بمنطقة سجون طرة، فأمر النائب العام بالتحقيق في الواقعة.
وأضاف البيان، أنه بانتقال النيابة العامة لمناظرة جثمان المتوفى لم يُعثر على أية إصابات ظاهرة فيه، وبسؤال الطبيب المنوب المكلف بسجن القاهرة يوم الواقعة؛ قرر بإخطاره فجر هذا اليوم بإعياء المتوفى.
وتابع:"وبتوقيعه الكشف الطبي عليه تبين حُسن إدراكه وطبيعية معدلات علاماته الحيوية، بينما أعلمه الأخير بشربه خطأً كمية من الكحول ظهيرة اليوم السابق على وفاته، مُدعياً إليه بعدم علمه قدرها واشتباهه في كون الزجاجة التي كانت معبأة فيها زجاجة مياه، وشعوره لذلك بآلام بالبطن".
واستطرد البيان :" فأعطاه الطبيب مطهرا معويا ومضادا للتقلصات وأعاده لمحبسه لاستقرار حالته، وطالع ملفه الطبي فتأكد من عدم سابقة إصابته بأي أمراض مزمنة"، وقد طالعت النيابة العامة صورة من الملف.
وبحسب بيان النيابة العامة، فإنه في صباح ذات اليوم أُبلِغ مرة أخرى باستمرار إعياء المذكور وإصابته بقيء، فكشف عليه وتأكد من طبيعية معدلات علاماته الحيوية، ثم حقنه بمضاد للقيء وأعاده لمحبسه.
وتواصل الطبيب مع طبيب منوب آخر يعاونه، أكد له صحة ما اتخذه من إجراءات لعلاج المتهم، ولإبلاغه ظهيرة ذلك اليوم باستمرار شكوى المتوفى خاصة من آلام بالبطن، حَقنَه بمضاد للتقلصات عقب كشفه عليه وتأكده من سلامة معدلات علاماته الحيوية، وفقا لبيان النيابة العامة.
وفي المساء ولاستمرار إعيائه أخبر الطبيب المعاون بأمره ليستكمل علاجه، والذي بسؤاله قرر بطلبه - فور إخطاره - نقل المتوفى إلى عيادة السجن حتى وصوله لتوقيع الكشف عليه، وعلمه من الطبيب الآخر بادِّعاء المتوفى شربه كمية من الكحول.
وتبين من توقيع الكشف عليه اضطراب درجة وعيه وضعف نبضه وضغطه، فأجرى إسعافات أوليه له، وشرع في اتخاذ إجراءات ترحيله الفوري لمستشفى خارجي، وتجهيز سيارة إسعاف لنقله، وإثر سوء حالته أعطاه محاليلاً وحاول إنعاش قلبه ورئتيه، إلا أنه لم يستجب وتوفي إلى رحمة الله.
وأشار البيان إلى أن النيابة العامة سألت ثلاثة من مرافقي المتوفى بالغرفة التي كان محبوسا فيها، فشهد أحدهم بتفاجأه ظهيرة اليوم السابق على الواقعة بدخول المتوفى في نوبة من الضحك الهستيري باديا على غير طبيعته، ولما استعلم منه عن سبب ذلك، أعلمه بشربه خطأ رشفة من الكحول المسموح به لتطهير أيدي المحبوسين احترازا من فيروس كورونا.