هل حاولت إيران السطو على «اكتشاف» أمريكي علاج لكورونا؟

الشركة الأمريكية تعمل على تطوير علاج لكورونا

في أحدث فصول المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، وبعدما كانت على أرض الواقع، انتقلت حاليا إلى الواقع الإفتراضي، وهذه المرة يندرج ضمن محاولات طهران الحصول على علاج لفيروس كورونا الذي يضربها بقوة.

 

وقالت وكالة "رويترز" إن قراصنة إنترنت على صلة بإيران، استهدفوا شركة Gilead الأمريكية التي تعمل على تطوير دواء للعلاج من فيروس كورونا.

 

وأضافت "رويترز" إنها اطلعت على أرشيفات إلكترونية متاحة للجمهور، وخاصة بمتابعة العناوين التي تقوم بنشر برمجيات خبيثة، تشير إلى أنه تم إرسال رابط لصفحة مزيفة مخصصة لسرقة كلمات السر الإلكترونية إلى أحد كبار المسؤولين في إدارة شركة Gilead في أبريل/نيسان الماضي.

 

ونقلت الوكالة عن أوهاد زايدنبرغ، كبير الخبراء في شركة ClearSky الإسرائيلية للأمن السيبراني، المختص بمتابعة أنشطة إيران السيبرانية، إن إرسال الرابط كان ضمن أنشطة جماعة إيرانية تهدف لاختراق بريد كوادر الشركة.

وأكد باحثان آخران، طلبا عدم ذكر اسميهما، أن النطاقات والخوادم المستخدمة في محاولة الاختراق، كانت مرتبطة بإيران.

 

ونفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة علاقة طهران بتلك الأنشطة، وقال المتحدث باسم البعثة، علي رضا ميريوسفي، إن "الحكومة الإيرانية ليست متورطة في الحروب السيبرانية".

 

وأضاف أن "الأنشطة السيبرانية التي تقوم بها طهران دفاعية بحتة، وتهدف للحماية من أي هجمات على البنية التحتية الإيرانية".

 

وشركة Gilead الأمريكية تعمل على تجارب دواء "ريمديسيفير"، الذي تشير التقديرات الأولية إلى أنه قد يكون فعالا ضد فيروس كورونا.

 

أصبحت الهجمات الإلكترونية أحدث فصل في المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، مع تزايد التوترات بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة.

 

وفي الفترة الأخيرة، زادت وتيرة وحدة الهجمات السيبرانية بين الدولتين، خاصة بعدما فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني في وقت سابق من شهر يونيو الماضي، وأسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية قرب مضيق هرمز.

 

وأفادت وسائل إعلام أمريكية، أن الولايات المتحدة شنت مؤخرا، هجمات إلكترونية استهدفت أنظمة حاسوبية إيرانية تستخدم لإطلاق الصواريخ، وشبكة تجسس إيرانية، وذلك بعد إسقاط طهران طائرة أمريكية بدون طيار.

 

ومن ناحية أخرى، اتهمت واشنطن طهران بتصعيد الهجمات الإلكترونية، وقال كريس كريبس، مدير وكالة الأمن الإلكتروني التابعة لوزارة الأمن الداخلي، على "تويتر"، إن المسؤولين اكتشفوا زيادة في "النشاط الإلكتروني الخبيث" الموجه إلى الولايات المتحدة من قبل أشخاص مرتبطين بالحكومة الإيرانية.

 

وكان أهم صور بروز دور الفضاء الإلكتروني، كمجال جديد في العمليات العدائية، في عام 2010، عندما سبق لإيران أن اتهمت كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل، في غمرة الأزمة حول الملف النووي الإيراني، بأنهما خلقتا فيروسا إلكترونيا قويا للغاية أطلق عليه اسم "ستانكست"، وقد أصاب يومها الآلاف من الحواسيب الإيرانية، وعطل عمل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم.

 

وبرز هذا الدور في الصراع بين أستونيا وروسيا في 2007، والحرب بين روسيا وجورجيا عام 2008، وبين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عام 2009 والتي شهدت هجمات إلكترونية كورية على شبكات البيت الأبيض.

 

مقالات متعلقة