دراما رمضان 2020 «تكسر المحرمات» في السعودية

لقطة من مسلسل أم هارون

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن الدراما التلفزيونية التي تعرض في رمضان هذا العام تكسر الكثير من المحرمات في السعودية، مثل المثلية الجنسية وإسرائيل.

 

وأضافت الصحيفة، إن المثلية الجنسية محرمة في السعودية ويعاقب عليها القانون بشدة، ومناقشة الموضوع بشكل علني حتى من شخصية خيالية، أمرًا غير معتاد إلى حد كبير، فما بال بعرضها في رمضان.

 

وتابعت أن البرنامج يصور حياة عائلة من الطبقة المتوسطة، وهم يتنقلون في السعودية التي تشهد تغيرًا اجتماعيًا سريعًا في إطار أجندة الإصلاح الطموحة لولي العهد محمد بن سلمان.

 

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها مسلسل جدلاً، فقد استكشفت حلقة سابقة تحريم العلاقات مع إسرائيل بعدما تصادق ابن شخصية في المسلسل مع صبي من إسرائيل عبر لعبة فيديو عبر الإنترنت.

 

وأوضحت الصحيفة، أن المسلسل انتجته مركز إذاعة الشرق الأوسط، (MBC)، الذي وضع تحت سيطرة الحكومة بعدما كان مؤسسها من بين مئات رجال الأعمال والمسؤولين السابقين الذين تم اعتقالهم في عام 2017 في فندق ريتز كارلتون في الرياض كجزء من مكافحة الفساد حملة.

 

أثار مشهد الصداقة السعودية الإسرائيلية التي ازدهرت في برنامج تلفزيوني بثته محطة إذاعية تسيطر عليها الدولة تكهنات بأن المملكة أرادت تشجيع السعوديين على قبول تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

وأشار منظّرو المؤامرة إلى أن الشبكة نفسها أنتجت سلسلة أخرى لهذا الموسم الرمضاني "أم هارون"  تضم شخصيات يهودية كانت تعيش في قرية صغيرة في الكويت المجاورة خلال الأربعينيات.

 

ودافعت MBC عن قرارها بطرح مثل هذه المواضيع على الشاشة، وقال المتحدث مازن حايك :" إذا كان الاختيار بين صورة نمطية للعالم العربي وصورة تظهر فيها MBC التسامح والعيش المتبادل والاجتماعات بين الأديان والثقافات فليكن الأمر كذلك، على الأقل سنساعد في التئام الجروح والتقريب بين الناس".

 

عبد الرحمن الراشد محلل سعودي على دراية بالتفكير الرسمي في الرياض، رفض الجدل الدائر حول التطبيع مع إسرائيل ووصفه بأنه "غير موضوعي".

 

وكتب في صحيفة الشرق الأوسط "في الوقت الحالي رغم كل ما يُقال ويفسر، لا نرى في الواقع أي علامات على العلاقات أو تطور العلاقات مع إسرائي ، ناهيك عن التحرك نحو التطبيع".

 

لكن الصور التي تظهر على الشاشة تعكس بالفعل مواقف متغيرة بين بعض المجموعات في المملكة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين السعودية وإسرائيل، إلا أن العلاقات بين البلدين تحسنت بهدوء حيث اتبعت كلاهما أجندة عدائية معادية لإيران وتقاسمت تقاربًا قويًا مع الإدارة الأمريكية للرئيس دونالد ترامب.

 

بالنظر إلى سيطرة الحكومة المتزايدة على صناعة الترفيه على مدى السنوات الأربع الماضية، قال بعض المراقبين إن معالجة مواضيع مثيرة للجدل، مثل إسرائيل والمثلية الجنسية، أصبحت الآن أسهل بالنسبة للمذيعين من انتقاد المؤسسات الرسمية أو إثارة القضايا الحقيقية التي تؤثر على حياة الناس اليومية.

 

قالت إيمان الحسين، الباحثة في معهد دول الخليج العربية: "في رمضان مثل العام الماضي، شهدنا خروجًا واضحًا عن الموضوعات المعتادة ، ربما كمحاولة للاستفادة من الواقع السياسي والاجتماعي المتغير".

 

وتذيع مجموعة قنوات "إم بي سي" السعودية مسلسل "أُم هارون"، وهو مسلسل تلفزيوني خيالي يدور حول مجتمع متعدد الديانات في دولة عربية خليجية لم تُذكر بالاسم من ثلاثينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي، ضمن البرامج الترفيهية للمجموعة في شهر الصوم الذي عادة ما ترتفع فيه معدلات المشاهدة.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة