ارتفعت حصيلة المصابين بفيروس كورونا داخل مصر بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي دفع وزيرة الصحة هالة زايد إلى تحميل المواطنين المسئولية فى تفشى الوباء فى البلاء بسبب عدم إلتزامها بالإجراءات الاحترازية التى وضعتها الحكومة.
ظهر فيروس كورونا فى مصر لأول مرة فى منتصف فبراير الماضى، ومنذ هذا التاريخ وحتى مساء اليوم السبت سجلت وزارة الصحة المصرية، 8964 حالة من ضمنهم 2002 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و514 حالة وفاة.
من جانبها حملت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، المواطنين المصريين أسباب زيادة ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا فى البلاد، قائلة :" المواطنون مسئولون عن هذه الزيادة، لأن الدولة تبذل مجهودًا كبيرًا وتقدم كل ما لديها ونظامها الصحي من أفضل الأنظمة التي واجهت الفيروس في العالم، مضيفة: " حتى الأسر اللي بتظهر بها حالات إيجابية ما بتلتزمش بالعزل".
وذكرت الوزيرة فى تصريح تليفزيوني لها، أنه رغم تصاعد حالات الإصابة إلا أن أعداد الوفيات ثابتة وتنخفض وهو ما يدل على تقديم الرعاية الصحية للمصابين، وشددت الوزيرة على ضرورة قيام المواطنين باتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي والعزل.
وقالت وزيرة الصحة :ط عرفنا من جوجل تحرك المواطنين وإقبالهم على الأسواق والمراكز التجارية، وكانت التقارير تفيد، بأن نسبة تحركهم على الأسواق انخفضت بنسبة 40 %، ولكن في الأسبوعين ما قبل شهر رمضان فوجئنا بأنها قلت 11 %".
وأشارت المسؤولة المصرية أن المشكلة لا تقتصر على خروج المواطنين للأسواق والمراكز التجارية، وإنما لا بد من تعديل السلوكيات، وارتداء الأقنعة، والحفاظ على المسافات في الأماكن المزدحمة، وعدم التواجد في الأماكن المغلقة بدون كمامات.
وأوضحت وزيرة الصحة أن جميع المحافظات المصرية بها أجهزة تحاليل فيروس كورونا pcr بواقع 40 جهاز تحليل في جميع المستشفيات، منهم جهازين في مستشفى حميات الإسكندرية لضمها لـ 35 مستشفى حميات يدخل ضمن مستشفيات العزل الصحي، في إطار خطة التعايش مع الفيروس.
بالأمس سجلت البلاد أكبر زيادة يومية فى الإصابات منذ ظهور الفيروس قدرت بحوالي 495 حالة و21 حالة وفاة ، واليوم تم تسجيل، 488 حالة إيجابية جديدة و11 حالة وفاة، ومنذ بداية مايو الجاري (9 أيام)، بلغ عدد الحالات التي سجلتها وزارة الصحة 3427 إصابة، وهو أعلى رقم مسجل بالمقارنة بالشهور الماضية بنسبة 34.6%، بينما سجلت 5537 حالة منذ بداية الأزمة في 14 فبراير الماضي (77 يومًا) بنسبة 65.4%.
وكشفت مصادر داخل وزارة الصحة عن وجود 3 أسباب لزيادة حصيلة المصابين فى البلاد، السبب الأول التوسع في إجراء تحاليل "PCR" والفحص السريع خلال الأسبوعين الأخيرين، ووفقا لتصريح مستشار الرئيس السيسي لشؤون الصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين، تجاوز عدد التحاليل الخاصة بفيروس كورونا في مصر تجاوز المليون تحليل.
السبب الثاني: زيادة عدد المخالطين للحالات المصابة، التي تلتزم العزل المنزلي وتتابعها فرق وزارة الصحة بصفة دورية، ويخرج من بينها أغلب الإصابات الجديدة، والسبب الثالث: السلوكيات الخاطئة لبعض المواطنين وعدم اتباعهم الإجراءات الوقائية اللازمة.
ومنذ تفشى فيروس كورونا فى البلاد اتخذت الحكومة المصرية عدد من الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين ، مع تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات وإلغاء امتحانات بعض الفصول الدراسية، وإغلاق درو العبادة فى البلاد إلى جانب إغلاق المقاهي والكافيهات وقاعات الأفراح والملاهي الليلية والأندية الرياضية وتعليق الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية، وتقليل العاملة فى المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى جانب تعليق رحلات الطيران، إلى جانب فرض حظر التجوال فى البلاد من الساعة التاسعة مساءً فى رمضان وحتى السادسة صباحاً، وإغلاق المحال والمولات والمنشآت التجارية في الفترة من الخامسة مساء وحتى السادسة صباحًا.
كما قامت الحكومة بعمليات تعقيم تطهير جميع المنشآت الحكومة والمرافق العامة فى كافة المحافظات، ودعم القطاع الطبي، وإلزام المترددين على المؤسسات الحكومية بارتداء الكمامات.
لم تكتف الحكومة بهذه الإجراءات بل جهزت 29 مستشفى لعزل المصابين، بجانب تجهيز مستشفيات جامعي وخاص وفنادق ومراكز ومدارس ومدن جامعية لتطبيق الحجر الصحي فيها، إلى جانب رفع كفاءة مستشفيات الحميات.
ورغم الزيادة الكبيرة فى أعداد المصابين، إلا أن الدكتور محمد عوض تاج الدين، لشؤون الصحة والوقاية، أكد فى تصريح له، أن زيادة عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 لا يزال في الحدود المتوقعة ووفقا لمعدلات الزيادة الأفقية.
وأشار تاج الدين إلى أن البنية الأساسية الصحية في مصر تعمل بشكل كفء، وأن جميع المستلزمات الطبية وأدوات الوقاية والحماية متوفرة للأطقم الطبية بمختلف المحافظات، مؤكد أن جميع المستشفيات لديه ما يكفي أطقمها الطبية والعاملين به من أدوات الوقاية لمدة 15 يوما على الأقل، مشيرا إلى آلاف غرف العناية المركزة بالمستشفيات المصرية جاهزة لاستقبال أي حالات، إذا اقتضت الحاجة ذلك.
وعن توقعاته بانحسار المرض في مصر، قال تاج الدين: "لا أحد يمكنه توقع تاريخ معين لبدء انحسار المرض، لكن ما نؤكد عليه جاهزية المستشفيات وأماكن العزل والإقامة للتعامل مع أي زيادة في أعداد الإصابات".