نشرت مجلة دير شبيجل مقابلة حصرية مع السفير الصيني في ألمانيا "وو كين" حول الادعاء القائل بأن الصين أخفت وباء كورونا عن الجمهور، حيث قال بدوره إن الرئيس ترامب يواري فشله، وإن بلاده لا تقبل التهديد الموجه لها من أمريكا.
وبحسب وو، استخدمت إدارة ترامب نظريات المؤامرة لإلهاء الشعب عن تقاعسها ولصرف االنتباه عن فشلها في مكافحة تفشي الفيروس.
وأوضح السفير أَنَّ بلاده منفتحة نحو التحقيقات الدولية، نافيا كل المزاعم الرامية بأن بكين ضللت العالم بشأن الفيروس.
وأضاف وو قائلا: " لقد مرت الصين بفترة صعبة للغاية في الأشهر القليلة الماضية، ولكن الآن تم احتواء الوباء إلى حد كبير".
وأردف: "منذ نهاية شهر مارس، كان معدل الإصابات الجديدة اليومي في نطاق واحد، والآن تم فتح مدينة ووهان الأكثر تضررا مرة أخرى، وباتت الصين في طريقها إلى الحياة الطبيعية".
واستطرد السفير الصيني: "الخطر الأكبر الآن علينا هو أن يتم استيراد العدوى من الخارج".
وأشار وو إلى أن الصين لم تتستر على أي شيء، بل كانت تتفاعل بسرعة وشفافية.
وأوضح سفير بكين في ألمانيا أَنَّ السلطات الصينية تلقت في 27 ديسمبر، التقرير الأول عن مرض رئوي غير معروف السبب، وبعد أربعة أيام، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، وتم تحديد العامل الممرض بعد أسبوع، وفي 12 يناير، قامت الصين بعمل خمسة تسلسلات جينوم كاملة للفيروس، وفي 23 يناير، أغلقت تماما مدينة ووهان.
ولفت إلى أَنَّ ما تعلمته بكين من الأزمة هو أن مخزونها الاستراتيجي من المهنيين والمواد الطبية كانت غير كافية، ولذلك تعمل الصين الآن على زيادة الاستثمارات في البنية التحتية الطبية ودعم النظام الصحي.
ومضى السفير يقول: "إذا نظرنا إلى الوراء نلاحظ أن مرض كوفيد-19 لم يكن معروفًا للبشرية، لذلك لم يكن ممكنا لأي دولة اتخاذ قرارات بعيدة المدى دون أدلة علمية، ففي أوروبا، على سبيل المثال ، تمت مناقشة مطلب ارتداء القناع الطبي لمدة ثلاثة أشهر، وقد استغرق أيضا تحديد ما إذا كان المرض يمكن أن ينتقل من شخص لآخر ، وقتا".
وعن صمت الحكومة بعد وفاة الطبيب الصيني مكتشف فيروس كورونا المستجد لي وينليانغ، قال السفير الصيني إن الولايات المتحدة استغلت وفاته وشنت حملة مناهضة للشيوعية، ومثل هذه التلاعبات لا تستحق الرد,
وعزا وو تفشي الوباء غير المسبوق في العالم ، إلى بعض أوجه القصور فيجب تحسين العلاقة بين العلماء من خلال السياسات المحلية.
وزاد السفير قائلا: " يمكن أن ينتشر الفيروس في أي وقت وفي أي مكان في العالم، والصين، شأنها شأن جميع البلدان المتضررة الأخرى، ضحية وليست جانية. بالإضافة إلى ذلك ، أعطت استجابة الصين السريعة بقية العالم مهلة ستة أسابيع على الأقل للاستعداد للوباء. إنه لأمر مؤسف أن العديد من البلدان لم تستغل هذه المهلة".
وتابع: "بالنسبة لأولئك الذين يريدون تحميل الصين المسؤولية عن الوباء، فهم يدارون فشلهم في التعامل مع الوباء، فالولايات المتحدة مؤخرًا بثت العديد من نظريات المؤامرة حول الصين لصرف الانتباه عن إخفاقاتها، والدليل على ذلك تأكيد كل من منظمة الصحة العالمية والعديد من العلماء المشهورين دوليًا أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الفيروس الجديد تم إنتاجه في المختبرات".
ولفت وو أَنَّ المختبر في ووهان يتمتع بمستوى حماية 4 ، مقارنة بمختبر BSL-4 لمعهد روبرت كوخ في برلين، موضحا أن الصين منفتحة على التحقيقات الدولية وتؤيد تبادل البحوث بين العلماء.
وعلى الرغم من أن العلماء الصينيين والأمريكيين يعملون حاليًا على مشاريع بحثية لتتبع الفيروس، إلا أن بكين ترفض وضعها في قفص الاتهام دون دليل، بحسب السفير الصيني.
وانتقد السفير أَنَّ السياسيين الأمريكيين يحاولون تشويه الصين بكل طريقة ممكنة.
وبحسب التقرير، تبرعت الحكومة الفيدرالية بإمدادات إغاثة للصين مرتين، وفي المقابل، تبرعت الحكومة المركزية الصينية والحكومات المحلية والشركات الصينية والمنظمات غير الحكومية بملايين الأقنعة والقفازات والنظارات الواقية لشركائها الألمان، ويتم نقل ما يصل إلى 25 طنًا من البضائع الطبية إلى ألمانيا يوميًا عبر الجسر الجوي المحدد. يمكننا استخدام الكفاح المشترك لتعزيز التعاون بين الصين وألمانيا.
واستدرك السفير الصيني في برلين قائلا: "إذا قارنا تصريحات السياسيين الصينيين ببيانات السياسيين والدبلوماسيين الأمريكيين ، فلن يكون من الصعب أن نرى من يدير مطحنة الشائعات. لذلك أشعر بالخزي من عدم ظهور محاولات الولايات المتحدة لتشويه الصين في تقرير الاتحاد الأوروبي".
وفيما يخص اتهام استراليا للصين، قال وو إن أسلوب الدبلوماسية الصينية ليس التهديد، ولكن إذا تعرضت بكين للتهديد، فعليها الرد.
رابط النص الأصلي