فيديو| غزوة بدر الكبرى.. أرادها الرسول مزاحمة وأرادها الله ملحمة

صورة حقيقية لمكان المعركة

في مثل هذا اليوم الـ17 رمضان في السنة الثانية من الهجرة سطّر التاريخ في ذاكرة أمجاد المسلمين صفحة ناصعة البياض، درة في مفاخر الأمة، مَعْلَم على تأييد الله لعباده المؤمنين، تاج على رؤوس أولياء الله الصالحين، لا تأتي ذكرها حتى تسكن روح المقهورين، وتطمئن نفوس المُبْتَلين، وترتفع معنويات المحبطين... إنها ذكرى غزوة بدر الكبرى.

أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سنوات من القهر، وصنوف من البلاء، وحمل أثقال من الظلم، وتعذيب للضعيف، وتضييق للشريف، وتخويف وتفزيع وتجويع وحبس بشعب أبي طالب، ومحالات للقتل، أراد رسول الله بعد صبر 13 عاما على تلك البلايا أن يعترض تجارة قوم قتلوا أصحابه وعذبوهم وسلبوا أموالهم.. فقط التعرض لهم.. فقط مزاحمتهم.. ولكن الله أراد شيئا آخر... أراد رسول الله أن تكون مزاحمة وأرادها الله أن تكون ملحمة...  

أفلتت عير قريش من تعرض المسلمين لها حيث أخذت طريقا آخر ونجت بثروة قوامها ألف بعير وبضائع قيمتها 50 ألف دينار.. ولكن صناديد الكفر رأوا أن مجرد التفكير في التعرض لهم مهانة لا تغتفر، وجريمة يجب الحشد لها.. فتجهزوا للثأر لكبريائهم والانتقام لهيبتهم، فخرجوا في جيش قوامه 1300 مقاتل ومعهم 600 درع و100 فرس، وأعداد كبيرة من الإبل...  وكان عدد المسلمين 314 مقاتلا!  

وقف النبي صلى الله عليه وسلم يناجي ربه أن يُنزِل النصر على المسلمين، وأخذ يهتف بربه قائلاً: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض". وفي رواية كان يقول: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخُيلائها وفخرها، تحادّك وتكذِّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة "[1]. حتى سقط الرداء عن كتفيه صلى الله عليه وسلم  وهو مادٌّ يديه إلى السماء، فأشفق عليه أبو بكر الصديق صلى الله عليه وسلم، وأعاد الرداء إلى كتفيه والتزمه (احتضنه) وهو يقول: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}..  

وانتصر المسلمون انتصارًا ارتفعت به معنوياتهم، وذلت به نفوس الكافرين، فقتل منهم 70 ، وأسر مثلهم، وكان على رأس القتلى أئمة الكفر؛ أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف..

مقالات متعلقة