صلاة التراويح طقس ديني اعتاد عليه الكثير من المسلمين في شهر رمضان المبارك، كانت تعج بها المساجد من ذي قبل، ولكن بعد إغلاق المساجد في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، لجأت بعض العائلات والجيران إلى أسطح المنازل لإقامة صلاة التروايح، ولكن هل تعلم أن هذه مخالفة يُعاقب عليها القانون؟.
ففي الثاني من يونيو المقبل سيقف 12 شخصا أمام محكمة جنح أمن الدولة طوارئ، بعد أن أقاموا صلاة التراويح أعلى أسطح أحد العقارات بمنطقة القطامية، بالمخالفة لقرار رئيس الوزراء بمنع التجمعات.
كفالة 500 جنيه ومحاكمة
بالأمس ألقت قوات الأمن التابعة لقسم التجمع الثالث، القبض على 12 شخصا بتهمة صلاة التراويح في جماعة أعلى أسطح أحد العقارات بمنطقة القطامية، جماعة بالمخالفة لقرار رئيس الوزراء رقم 768 لسنة 2020 الذي ينص على خطة الدولة الشاملة لحماية المواطنين من أي تداعيات لفيروس كرورنا المستجد، بالإضافة إلى حظر تجوال المواطنين للحفاظ على أرواحهم.
بدأت القصة بمعلومات وردت إلى قسم شرطة القطامية، بتجمع عدد من الأشخاص أعلى سطح عقار بدائرة القسم، وقاموا بأداء صلاة التراويح في جماعة، وتبين من التحقيقات أن المتهمين الـ 12 اتفقوا على إقامة صلاة العشاء والتراويح، وتجمعوا أعلى سطح العقار مكان الواقعة لإقامة الصلاة.
وقررت النيابة إخلاء سبيل المتهمين بكفالة 500 جنيه على خلفية قيامهم بأداء صلاة التراويح جماعة أعلى سطح العقار، وأحيل المتهمون لمحكمة جنح أمن الدولة طوارئ، وتحدد جلسة يوم 2 يونيو المقبل للمحاكمة.
عقوبة مخالفة قرار الوزراء
واقعة القبض على 12 شخصا بتهمة صلاة التراويح جماعة أعلى أسطح أحد المنازل، تعود إلى مخالفة قرار مجلس الوزراء بمنع التجمعات، وقد أكد رئيس الوزراء أنه سيكون هناك عقوبات رادعة لمن يخالف الإجراءات والقرارات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
القرارات التي سبق أن اتخذها مجلس الوزراء شملت تعليق جميع الفعاليات التى تتضمن أي تجمعات كبيرة من المواطنين، ومنع الاحتفالات، ومنع إقامة موائد الرحمن والخيام الرمضانية، وغلق جميع الشواطئ والمتنزهات والحدائق العامة.
وقبل أيام جدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تأكيده على أن مخالفة الإجراءات والقرارات المُقررة لتطبيق إجراءات مجابهة فيروس كورونا المستجد، هي الحبس والغرامة.
وقد نصت المادة الـ13 من قرار رئيس الوزراء بشأن إجراءات مجابهة كورونا، المنشور بالجريدة الرسمية، على :"مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد تنص عليها القوانين المعمول بها، يُعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالحبس وبغرامة لا تجاوز أربعة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".
المخالف للقرارات آثم شرعا
وعن حكم صلاة التراويح فوق أسطح المنازل، قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، وأمين الفتوى فى دار الإفتاء، إنه ما دامت الجهات الطبية الرسمية رأت أن الاجتماع لأداء صلاة التراويح خطر على صحة وحياة المصلين المجتمعين وغيرهم من المخالطين بهم، فيجب اتباع التعليمات.
وأضاف عاشور، في فتواه المنشوره على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أنه يعد المخالف لتعليمات الجهات الطبية آثم شرعا، حتى وإن كانت المخالفة صلاة التراويح في جماعة فوق أسطح العمارات.
وأوضح أن صلاة التراويح سنة سواء أكانت فراداى في البيوت أو في جماعات بالمساجد، ولا تقدم على الواجب الذي فيه الحفاظ على صحة الناس وأرواحهم.
وسبق أن أعلنت وزارة الأوقاف أن محاولة إقامة صلاة الجماعة والجمعة أعلى أسطح المنازل إثم ومعصية، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وصرح وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة أن الأصل في صلاة التراويح أن تُصلى في المنازل، مؤكدا أنه لا عودة لصلاة الجمعة أو الجماعة في المساجد، إلا إذا كانت نسبة الإصابة بكورونا في مصر "صفر"، مشددا أن الهدف من تعليق الصلاة بالمساجد هو حماية المواطنين من الوباء.
تحذير الافتاء
كانت دار الإفتاء قد أكدت أن دعوات صلاة التراويح أعلى أسطح المنازل، لا يجوز في هذا الوقت لأنه يعرض حياة الناس للخطر، مشددة على أن تكون صلاة التراويح في البيوت فرادى أو مع الأسرة.
وحذرت الإفتاء، في بيان سابق، من عمل تجمعات كبيرة خلال شهر رمضان المبارك من أجل صلاة التروايح، مؤكدة أن الالتزام بالقرارات الاحترازية عبادة وواجب شرعي.