سجلت جامعة الأزهر مؤخرا، 38 حالة إصابة جديدة داخل مستشفى الزهراء بالعباسبة، وبادرت إدارة الجامعة بالتنسيق مع مستشفيي سيد جلال والحسين الجامعي لنقل المرضى الموجودين بالزهراء بعدما تقرر غلقه لمدة أسبوعين للتعقيم والتطهير، ومن المقرر نقل حالة بالعناية المركزة إلى مستشفى الصدر بالعباسية.
انتقل الفيروس إلى مستشفى الزهراء، عن طريق أحد العاملين بمطبخ المستشفى، والذي انتقل إليه من زوجته التي تعمل موظفة بالمبنى الإداري، ونقل إليها الفيروس من خارج المستشفى.
ووفقا لتصريح الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، المشرف العام على المستشفيات، تم إجراء عمليات مسح على المخالطين للعامل وزوجته وتبين إصابة 14 شخصا، وبعد إجراء المسح للمخالطين الـ14 حالة المصابة، اكتشفنا 24 حالة إيجابية، ليصل العدد إلى 38 حالة، هم: 8 عمال بالمطبخ وموظفة وقيادات كلية الطب بجامعة الأزهر والمستشفى، وعميدة كلية الطب بالأزهر بنات، ومدير الشؤون العلاجية، ومديرة العيادات، بالإضافة إلى 17 طبيبا وطبيبة، وجميعهم نقلوا إلى المستشفى التخصصي التابع للجامعة بمدينة نصر، والتي تم تخصيصها لعزل المصابين بالجامعة.
وكشف صديق عن إصابة الدكتورة نيرة مفتاح عميد كلية طب البنات بالقاهرة، بكورونا بعد مخالطتها للمصابين بمستشفى الزهراء بالعباسية، لافتا فى الوقت ذاته أنه تم إجراء تحليلين لعميدة طب البنات، الأول كانت نتيجته إيجابية، والثاني كان سلبيا، ومن المقرر إجراء تحليل ثالث لها، إلى جانب إجراء 100 مسحة للمخالطين للحالات المصابة، لاكتشاف مدى ظهور حالات جديدة.
وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وجّه، قطاع مستشفيات جامعة الأزهر فى مارس الماضى بالتنسيق مع وزارة الصحة، من أجل تجهيز مستشفى جامعة الأزهر التخصصي لاستقبال الحالات المشتبه في إصاباتها بفيروس "كورونا"، وعزلها واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة حيالها، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات حجرها صحيًّا حال ثبوت إصابتها بالمرض.
وفى أبريل الماضي، خصصت جامعة الأزهر، المستشفى التخصصي بمدينة نصر ليكون مقرا للعزل لمنسوبي الجامعة والمرضى من مصابي كورونا، وتم تخصيص الجناح الفندقي بالمستشفى باستقبال الطاقم الطبي بجامعة الأزهر، لإجراء العزل الصحي المقرر لهم، وذلك بعد مشاركتهم في الفرق العلاجية لفيروس كورونا بالمستشفيات المقررة للحجر بوزارة الصحة، وذلك بعد التأكد من خلوهم من الفيروس.
وجرى توفير كافة سبل الرعاية اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة بوزارة الصحة، وانتهاء كافة التجهيزات اللازمة للمستشفى التخصصي وفقًا لدورها الجديد في استقبال مصابى الكورونا وتوفير معدات وأدوات طبية إضافية تلاءم الغرض الجديد من عمل المستشفى، بالإضافة إلى أعمال تدريب الأطقم الطبية من مختلف الأقسام والمقرر لهم العمل بمستشفى العزل.
من جانبه أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، أن إبلاغ المصابين بكورونا عن إصابتهم فور العلم بها، وبذل ما في وسعهم لمنع انتقال العدوى منهم واجب شرعي، يأثم تاركه، ويتحمل المسؤولية شرعا وقانونا للإضرار بغيره متى كان عالما بإصابته.
ووجه وكيل الأزهر الشريف السابق، فى تصريح له اليوم الاثنين، التحية للطواقم الطبية التي تعمل في خطر لحماية الناس من تفاقم الإصابة بالفيروس ، قائلا: "خالص التحية والتقدير للطواقم الطبية التي تقتحم الخطر حماية للناس من تفاقم الإصابة بمرض العصر كورونا،ودعاء من القلب لمصابي مستشفى الزهراء بالأزهرـ وزملائهم في سائر المستشفيات بالشفاء العاجل، والعودة سريعا لمرضاهم الذين هم أحوج ما يكونون إليهم في هذه الأيام العصيبة".
ودعا شومان القائمين على أمر الصحة بتوفير الحماية الكاملة في أعلى درجاتها، ووفق المعايير العالمية للطواقم الطبية، واعتبار جميع الحالات التي يعالجونها كأنها حالات كورونا، حتى لو كانت لعلاج كسور أو حتى توليد، فالفيروس اللعين لا يعلن عن وجوده إلا بعد فترة كافية لنقل المصاب به العدوى لأشخاص يصعب حصرهم أو تتبعهم".
ظهر فيروس كورونا لأول مرة فى مدينة ووهان الصينية فى ديسمبر 2019، بعدها انتقل إلى عدد من الدول، ووصل إلى مصر فى منتصف فبراير الماضي، وبلغت أعداد المصابين داخل البلاد منذ هذا التاريخ وحتى مساء أمس الأحد، 9 آلاف و400 حالة، فيما بلغ إجمالي الوفيات 525 حالة .
وسجلت البلاد خلال الأيام الثالثة الماضية أكبر زيادة يومية فى الإصابات منذ ظهور الفيروس، قدرت بحوالي 495 حالة و21 حالة وفاة، يوم الجمعة الماضى، 488 حالة إصابة و11 حالة وفاة يوم السبت، وتسجيل 436 إصابة و11 حالة وفاة أمس الأحد.