تحل علينا مع غروب شمس غد الأربعاء، نسائم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي فيها ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، وستأتي تلك النسمات ممزوج بأصوات تلاوة القرآن في صلاتي التروايح والتهجد التي ستعود إلى مأذنة الجامع الأزهر بعد غياب لأول مرة في رمضان هذا العام.
فمنذ حلول شهر رمضان المبارك كم تمنى المسلمون لو أن تعود صلاة التراويح إلى المساجد، أو حتى تتخلل آذانهم سماع القرآن بالمسجد حتى إن اقتصرت الصلاة على الإمام، حتى استجابت مؤخرا وزارة الأوقاف وسمحت بإذاعة صلاة التراويح دون مصلين من مسجد عمرو بن العاص، عبر الإذاعة المصرية.
وبدء من غد وطوال العشر أيام الأواخر من شهر رمضان المبارك، ستعود بعض من الأجواء الروحانية التي حالت دونها وأفسدتها فيروس كورونا في رمضان هذا العام، فستعلو مكبرات صوت الجامع الأهر بصلاتي التراويح والتهجد.
وسيتم بث صلاتي التروايح والتهجد بدء من غد، الأربعاء، بحضور أئمة الجامع والعاملين به فقط، مع الالتزام باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة العاملين به.
ومن المقرر نقل شعائر الصلاة مباشر عبر الصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، يوتيوب، انستجرام، تويتر".
وقال الأزهر الشريف، في بيان اليوم الثلاثاء، إن نقل شعائر صلاتي الترويح والتهجد يأتي حرصا من الأزهر على بث الأجواء الروحية المتصلة بالشهر الكريم خاصة خلال العشر الأواخر.
وسيتم نقل شعائر الصلاة مباشرة، عبر الصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، يوتيوب، انستجرام، وتويتر، حرصا من الأزهر على بث الأجواء الروحية المتصلة بالشهر الكريم، خاصة خلال العشر الأواخر، وما في لياليها من الأجر العظيم والفضل العميم، عسى أن يتقبل الله دعائنا ويفرج عنا أجمعين هذه الأزمة التي يعاني منها العالم بأكمله.
وأضاف البيان :"ويأمل الأزهر أن تكون هذه الخطوة بادرة أمل وبشارة خير للجميع"، داعيا المولى عز وجل أن يرفع الوباء عن البلاد وأن يشفي المصابين وأن يرزقنا جميعا الأمن والأمان والسكينة والاستقرار.
وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت قرارًا عاجلًا، في الثاني من مايو الجاري، ببث صلاة العشاء والتراويح إذاعيًا، بشكل يومي من مسجد سيدنا عمرو بن العاص بمصر القديمة بالقاهرة، بحضور إمام المسجد واثنين فقط من العاملين به، فيما تختار إذاعة القرآن الكريم يوميًّا أحد القراء المعتمدين إذاعيًّا لصلاة التراويح بالمسجد.
وقالت الوزارة في بيان، إنّ القرار جاء بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ممثلة في قطاع الإذاعة وتحديدًا (إذاعة القرآن الكريم) ووزارة الاتصالات ممثلة في الشركة المصرية للاتصالات.
وأضافت أنّ القرار جاء تزامنًا مع اقتراب العشر الآواخر من رمضان وأيضًا لحرص وزارة الأوقاف على بث بعض الأجواء الروحانية المتصلة بالشهر الكريم، وبعد تأكد الوزارة من انضباط الأمور والتزام جميع أئمتها والعاملين بضوابط غلق المساجد، ونجاح ضوابط تشغيل قرآن المغرب وقرآن الفجر، والتزام جميع المديريات والإدارات بالضوابط التي قررتها الوزارة، وتفهم المواطنين المحترمين جميعا لهذه الضوابط التي تتخذها الوزارة بناء على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية والطبية معًا.
وشددت "الأوقاف" على أنّ القرار لا يشمل فتح المسجد أمام المصلين وعدم تشغيل أي سماعات خارجية منعا لأي تجمع خارج المسجد أو في ساحاته الخارجية ، والاقتصار على تشغيل سماعة داخلية واحدة على قدر تحقيق النقل الإذاعي فقط، مع التأكيد على قصر الأمر على هذا المسجد فقط، مؤكدة أنّه على باقي المساجد الالتزام بالتعليق الكامل الجمع والجماعات إلى أن يأذن الله عز وجل بزوال علة الغلق.
وكانت الوزارة قد أصدرت في مارس الماضي، قرارًا بمنع إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها والاكتفاء برفع الأذان في المساجد، ضمن الإجراءات الواقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.