فيديو| قصص عائلات شتت كورونا شملهم وعكر صفو حياتهم

كورونا مصر.. متى ينتهي الفيروس؟

3 أسر يقيمون في بيت عائلة من عدة طوابق، منذ اليوم الأول لظهور فيروس كورونا، اتخذوا قرارًا ألا يدخل أو يخرج أحدٌ من الباب قدر الامكان خاصًة وأن بينهم كبار في السن جميعهم تخطوا سن المعاش..ولكن يبدو أن  "الوباء" دخل لهم من "كيس سوبر ماركت"، ليحصد أرواح عم ووالد ياسمين ويصيب العديد من أفراد العائلة.. وفي مكان آخر كانت القصة الأشهر المعروفة بعائلة الحاجة غالية التي انتقل لها المرض من نجلها فأودى بحياتهما وحياة ابنها الثاني وطال الفيروس نحو 47 فردًا في العائلة..

 

نرصد في هذا التقرير مأساة عائلات دخل فيروس كورونا بينهم وعكر صفو حياتهم، ونقل محل اقامتهم من البيت إلى الحجر والبعض منهم قادهم إلى مثواهم الأخير. 

 

عائلة ياسمين

 

اطلت الفتاة ياسمين زهران، عبر صفحتها على الفضاء الالكتروني،  في 13 مايو الجاري، تروي قصة مأسوية دارت أحداثها بين أروقة بيتهم الهادئ، بعدما  تسلل  ذاك الفيروس الفتاك  بينهم ليقنص روح عمها وينهى حياة ابيها، ويصيب عدد منهم بين عشية وضحاها. 

 

فياسمين تقطن في بيت عائلة بدمياط  يسكنه 3 أسر جميعهم على المعاش ويقيم معهم أبنائهم، ورغم أنهم جميعًا لزموا البيت واكتفت حركتهم على الزيارات فيما بينهم كونهم يعلمون أن لا أحد منهم يخرج نهائيًا،  فكانت الصدمة بظهور أول اصابة بينهم والتي تظن ياسمين أنها ربما تسللت إليهم من خلال "كيس سوبر ماركت". 

 

لم تكن ياسمين ومن يقطنون معها بالبيت يتهاونون بهذا الفيروس فمنذ اليوم الأول قرروا ألا يدخل ولا يخرج أحد منهم، فتقول متعجبة: " يا جماعة بجد محدش يبعت يسألني اتصابو ازاي، لأ معملناش عزومات وقولنا احنا عيلة بتحب بعض زي ما كلكوا بتعملوا". 

 

 

 

بدأت الأحداث تسير في تسلسلها الدرامي حينما تعب عم وعمة ياسمين، حيث تابعت قائلة: "اخدوا عمتي وابنها، واخدوا جوزها ومرات ابنها واحفادها حطوهم في مكان غير ادمي في دمياط الجديدة (بناء على بلاغات جيرانا اللي متضايقين من أهل الشارع، ورفضوا ياخدوا عمو، وراح كذا مرة مقبلوش حالته كانوا بيضحكوا علينا بتحليل دم واشعة قالوله عنده التهاب في الرئة والمناعة منعدمة تقريبًا، ادوله مقوي مناعة ومشوه، وللأسف بابا اتعدى منه لأنه هو اللي كان بيروح معاه المستشفى". 

 

 

توفي عم ياسمين ثم ظهرت الأعراض على والدها، فواصلت حديثها قائلة: "كلنا قلنا إنه موهوم لأن حالته النفسية كانت في الأرض، اخوه مات، واخته وابنها فالحجر،لما نقلناهم شقة برة كنا عايزين نعزلهم عن بعض بس كان بابا اتعدى خلاص وعداهم". 

 

توجه والد "ياسمين" إلى المستشفى طلب أربع مرات أن تجرى له مسحه كونه مخالط لـ 3 حالات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي حسبما روت الأبنة عبر منشورها قائلة: "بابا راح المستشفى يطلب يتعمله المسحة اربع مرات لأنه مخالط لـ ٣ حالات، كل مرة كانوا بيضحكوا عليه برده بتحليل عبيط واشعة ويمشوه، وفالمرة الأخيرة صمم ومرضاش يمشي، وياريته كان مشي، قعد هناك ليلة واحدة ويوم واحد ومات".

  واختتمت منشورها قائلة: "اللي بيقولوا دمياط زيرو اصابات، اعرفوا إن مستشفى الصدر ومستشفى الحميات دلوقتي حجر صحى، هدى كان ظهر عليها الاعراض وبردو تحليل دم واشعة وسليمة زي الفل الف سلامة ومشوها ودلوقتي ايجابي". 

 

 

عائلة الحاجة غالية

 

القصة الأشهر والأولى وقعت احداثها في بيت الحاجة غالية ببهتيم، ذاك البيت الذي اصيب به نحو 47 من قاطنيه بفيروس كورونا، وفارق الحياة بسبب هذا الوباء 3 آخرين هم الحاجة غالية ونجليها.  

 

 بدأت وقائع تلك القصة حسبما سبق وروى لـ "مصر العربية" سيد حفيد الحاجة غالية قائلًا: شعر عمي ذات ليلة بالتعب  حينها راود الجميع مخاوف أن يكون ما يعانيه هو فيروس كورونا، وعليه  تم الاتصال بالخط الساخن لوزارة الصحة، وتوجه لمستشفيات الحميات، إلا أن الرد جاء  حينها  أن ما يعانيه عمه هو التهاب شعبي وعليه التزام المنزل وفي حال استمرت الأعراض "تعالوا" .

 

 

تابع سيد: حالة عمي  ظلت تتدهور وفي النهاية تم حجزه، لنفاجئ أن نتيجة التحليل ايجابي، وعليه طالبنا بفحص باقي أفراد العائلة، ولكن الوزارة اخبرتنا أنه طالما لم تظهر أعراض على المخالطين، فلا يتم عمل مسحه.

 

تدهورت الأوضاع بعد علم الجميع أن العدوى انتقلت للحاجة غالية، جدة سيد، الذي قال: "ستي تتعدي من عمي وتتوفي،  أول ماتطلع نتيجة التحليل، وهما بينقلوها مستشفي الحجر، و ابويا وعمي التاني تظهر عليهم أعراض ونوديهم المستشفي ويعملوا التحاليل،  وعمي  يتوفي اول ما النتيجة تطلع انها ايجابية، وأبويا في مستشفي الحجر وحالته ميعلمش بها غير ربنا". 

 

اخبرنا سيد حينها أن الفيروس اصاب 47 بينما حصد اراوح الحاجة غالية صاحبة الـ 73 عام، في  6 إبريل الماضي، ثم لحق بها  نجلها عبد الفتاح، واكتملت الفاجعة بوفاة ابنها الثاني "هشام". 

 

حاولت الفرق الطبية التهوين على عائلة الحاجة غالية الذين دخلوا مستشفيات العزل تارة باقامة عيد ميلاد وتارة اخرة احياء حفل زواج..

 

لقراءة المزيد عن قصة عائلة الحاجة غالية اضغط هنا

 

 

 

 

 

عائلة دكتور أحمد اللواح

 

لم يمر الكثير من الوقت على صعود روح دكتور  أحمد اللواح أول طبيب مصري يفارق الحياة متأثرًا باصابته بفيروس كورونا إلى بارئها،  حتى دخلت زوجته ونجلته الحجر الصحي بعدما تبين اصابتهما بذات الفيروس. 

 

 

وقبعت إسراء نجلة  الطبيب الراحل أحمد اللواح في مستشفى العزل ببورسعيد لفترة طويلة إلى أن جاءت نتيجة التحليل العاشرة سلبية بعدما ظلت ايجابية لعدة مرات متتالية. 

 

 

ففي 30 مارس نعت وزارة الصحة والسكان المصرية، الدكتور أحمد عبده اللواح، أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح 30 مارس، عن عمر يناهز 57 عامًا إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

 

وعن تفاصيل وفاة الطبيب أحمد عبده إثر إصابته بكورونا، أكّد الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه فور الإبلاغ عن حالة الدكتور أحمد عبده اللواح، بأنها حرجه، وإيجابية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، تمّ نقله إلى مستشفى التضامن ببورسعيد.

 

 

وأضاف مجاهد، أنه تمّ تجهيز غرفة استقبال الحالات الحرجة بقسم الطوارئ بجهاز تنفس صناعي، وماسك  (cpap)، وكان في انتظار الطبيب أحمد عبده طاقم طبي مكوّن من مدير المستشفى، وطبيب الرعاية المركزة وطبيب الطورائ، وطاقم التمريض المدرب على التعامل مع حالات كورونا المستجد.

 

وشدّد المتحدث باسم وزارة الصحة أنه تمّ التعامل مع الحالة، وإعطاء العلاج اللازم وفقًا لبروتوكولات العلاج المحدثة من وزارة الصحة لفيروس (كوفيد -19)، وبعد استقرارها حالته تم نقله إلى أحد مستشفيات العزل بمرافقة مدير مستشفي التضامن الذى أصر على مرافقة المريض.

 

وتابع مجاهد:"وعلى الفور تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له وفقًا لبروتوكولات العلاج"، لافتا إلى أن الحالة الصحية للطبيب شهدت أمس تحسنًا ملحوظًا، إلا أنه حدث تدهور مفاجئ، ووافته المنية في تمام الساعة الثانية عشر وثلاثون دقيقة صباح  30 مارس 2020.

 

والدكتور أحمد اللواح، هو أول طبيب مصري لقى مصرعه بفيروس كورونا المستجد؛ حينما انتقلت إليه  العدوى خلال ممارسة عمله من عامل هندي مصاب كان يعمل بمصنع جنوبي بورسعيد. 

 

عندما أجرى العامل الهندي التحاليل بمختبر خاص بالطبيب المصري دون أن يعلم بإصابته، وفور علمه بإيجابية حالة الهندي عزل نفسه ذاتيًا حتى ظهرت الأعرض، وبعد أن تأكدت إصابته بالفيروس جرى نقله إلى مستشفى العزل بالإسماعيلية.

 

وأدى أطباء داخل مستشفى أبوخليفة للعزل بالإسماعيلية، صلاة الجنازة على زميلهم أحمد اللواح، أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، والذي توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، وحرصوا على أن تكون هناك مسافات بينهم، قبل أن يغادر الجثمان لدفنه.

 

 

عائلة عشري

 

من بين العائلات التي اصاب افرادها كورونا عيلة شخص يدعى أحمد عشري، الذي دون عبر صفحته منشورًا جاء نصه: " الحمد لله على كل حال، ظهرت نتيجة التحاليل إيجابيه، أنا وأمى وأختى وأختى وبنت أختى، بنت أختى، إبن خالتى، مرات إبن خالتى، ياربى إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى ولكن عافيتك هى أوسع لنا، أسألكم الدعاء".

 

العشري الآن أكد أنه يتلقى رعاية طبية جيدة بمستشفى الصدر بالعمرانية قائلًا: "مهتمين بينا جدًا"

 

 

 

بدأت قصة العشري تنتشر حينما دون استغاثة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء نصها: أنا الأن فى المدينة الجامعية بحلوان ـ، ياريت صوتى يوصل لأكبر عدد، أنا مصاب بفيرس كورونا، ومش أنا لوحدى انا ومراتى وأمى و٣ من اخواتى بأولادهم، بس اللي عاوز أركز عليه فى البوست ده، أنا وأختى". 

وتابع: "أنا بسخن جدًا وصدرى تاعبنى وكحه وصداع وألم في بطنى لما بكح وإسهال، وأختى بتكح ومريضة قلب، احنا الاثنين اخدونا على الحجر الصحى بحلوان الدكتور لما عرف حالتنا الصحية رفض يستلمنا، وقال إن احنا لازم نروح مستشفى ماينفعش نزل الشباب، لأنه مش مجهز للحالات اللى زينا وفضلنا راكبين الاسعاف من الساعه ١ صباحا حتى ٤ صباحًا ودرجة حرارتى عدت الـ  ٣٩ درجة، ونشفت من البرد لأنى سخن وفى الآخر دخلونا حجرة فى النزل أنا وأختى ومن غير غطاء واحنا كنا بردانين جدًا قالولنا لحد الصبح وهانشوفلكم مستشفى، ولحد الان لا حياة لمن تنادى، مفيش لا دكاترة ولا تمريض بسألوا  فينا، لا هما ودونا مستشفى ولا هما عطونا علاج، قاعدين بدون علاج بدون عنايه بدون أكل مناسب". 

واختتم لافتًا إلى أنهم توجهوا للأطباء أكثر من مرة لاخبارهم بما يعانوه، ويأتي الرد "هنعدي عليكم "..وهكذا اخذ يروى "عشري" ما حدث معه لافتًا أنهم يموتوا بالبطئ ثم نشر مقطع مصور عبر صفحته يشير من خلاله إلى أن حرارته مرتفعة. 

 

 

إلا أن صرخاته لاقت استجابة وتم نقله إلى مستشفى الصدر بالعمرانية، حيث قال في آخر منشور له منذ ساعات: "..أحب أطمنكم أنا اتنقلت مستشفى الصدر بالعمرانية أنا وأختى والحمد لله الناس هنا فى المستشفى مهتمين بينا جدًا، وبدأت أحس بتحسن". 

 

 

 

 

 

مقالات متعلقة