فيديو| زكاة الفطر في ظل كورونا.. المستشفيات والاقتصاد «أولى بالمعروف»

زكاة الفطر

تشغل مسألة إخراج زكاة الفطر حيزاً كبيراً من اهتمام المسلمين فى مصر بالتزامن مع انتهاء شهر رمضان المبارك، لكونها فرض واجب على كل مسلم ومسلمة يملك قوت يومه، ويجب على الزوج أن يخرجها عن جميع أسرته "الزوجة والأبناء".

 

الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد دفعت المؤسسات الإسلامية إلى دعوة المواطنين، لتوجيه زكاة الفطر هذا العام إلى المستشفيات والأبنية الطبية، وعمال اليومية المتضررين من أزمة فيروس كورونا المستجد، كما ناشدت المصريين فى الخارج بإرسال زكاتهم إلى بلادهم للمساهمة الفعالة في تنمية الوطن وتقويته وإنعاش اقتصاده.

 

 

شرعت زكاة الفطر، في السنة الثانية من الهجرة، عام فرض صوم رمضان، للرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسَرُّ فيه المسلمون بقدوم العيد، ولتكون طهرة لمن اقترف في صومه شيئًا من اللغو أو الرَّفث.

 

و يجوز إخراج زكاة الفطر أثناء شهر رمضان ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد، ويكره تأخيرها عن صلاة العيد، ويحرم تأخيرها حتى غروب شمس يوم العيد، وتبقى دينا في ذمة من وجبت عليه حتى يؤديها أو تؤدى عنه، وفقا لمجمع البحوث الإسلامية.

 

 

وبحسب الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، فإنَّ زكاة الفطر: هي الزكاة التي يجب إخراجها على المسلم قبل صلاة عيد الفطر بِمقدار محدَّد، صاع من غالب قُوتِ البلد على كُلِّ نَفْسٍ من المسلمين؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في "الصحيحين": "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زَكَاةَ الفِطْرِ من رمضان على الناس صاعًا من تَمْرٍ أو صاعًا من شعير على كل حُرٍّ أو عَبْدٍ ذكر أو أنثى من المسلمين"، ويخرجها العائل عمَّن تلزمه نفقته.

 

وشرط وجوبها: هو اليَسَار، أمَّا الفقير المعسر الذي لم يَفْضُل عن قُوتِه وقُوتِ مَنْ في نفقته ليلةَ العيد ويومَهُ شيءٌ، فلا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنه غيرُ قادِر.

 

 

وقد شرعها الله تعالى طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ» أخرجه الدارقطني والبيهقي.

 

وكانت دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية، حددا قيمة زكاة الفطر لهذا العام الهجري الحالي بـ 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة لمن أراد.

 

 

وتأخذ دار الإفتاء المصرية، برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب، تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، وتعادل قيمة الزكاة التى حددتها المؤسسات الإسلامية اثنين كيلو ونصف الكيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.

 

وبدوره أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، مناشدًا فى الوقت ذاته المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين خاصة من العمالة غير المنتظمة الذين خسروا أعمالهم، نتيجة التداعيات الناجمة عن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.

 

وأوضح المفتى أن الأمة الإسلاميَّة، والإنسانية جميعًا تعيش ظروفًا استثنائية غيرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان بسبب هذه الإجراءات الوقائية.

 

ولخصت الشريعة الإسلامية مصارف الزكاة في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾، وقال مفتى الجمهورية إن هناك مصرفين غير موجودين حاليا وهما المؤلفة قلوبهم وفى الرقاب ، وأنه فى ظل غياب المصرفين يبقى الفقراء والمساكين والعاملين على الزكاة فى الجمعيات والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل.

 

وأوضح المفتى أن مصرف فى سبيل الله وفى بعض الحالات يستوعب مصرف ابن السبيل معنى الكوارث أو وقت الشدة ولذلك لا مانع إطلاقا من إعطاء المستشفيات والأبنية الطبية تحت بند فى سبيل الله وأغلب المستشفيات تعالج بالمجان وتعالج الفقراء والمساكين فستعود على مصارف أخرى بالنفع.

 

وأشارت الدار فى فتوى لها إلى أن إرسال المصريين بالخارج زكاتهم إلى بلادهم يعد مساهمة فعالة في تنمية الوطن وتقويته وإنعاش اقتصاده، ولا يخفى ما يؤدي إليه تدفق أموال الزكاة من أثر كبير على اقتصاد الدول وتنمية المجتمعات، بالإضافة إلى مرحلة البناء التي تمر بها مصر، فحب الوطن من الإيمان، وهو معنى شرعي مقاصدي معتد به شرعًا.

 

 

مقالات متعلقة