كشف راديو "صوت أمريكا" أن فريقا من العلماء يجرون حاليا اختبارات على دواء عشبي قادم من مدغشقر يُزعم أنه يعالج فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وأوضح الراديو في تقرير على موقعه الإليكتروني أن الباحثين في معهد ماكس بلانك الألماني بالتعاون مع شركة "أرتي لايف" الأمريكية في مدينة بوتسدام الألمانية يجرون اختبارات على مستخرج من إحدى فصائل نبات الشيح تدعى "Artemisia annua" لتحديد فعاليته في تعجيل التعافي من الإصابة بالفيروس الوبائي.
وهذه الفصيلة هي نبات حولي فواح العطر تستخدم كسائر أنواع الشيح في الأغراض الطبية، حيث يشيع استعماله في الطب الصيني التّقليدي لمعالجة أنواع الحُمى.
ونقل الراديو عن بيتر سيبيرجر قائد فريق البحث: "إننا نعمل مع مختبرين مستقلين لضمان أعلى جودة ممكنة وتفادي أي انحياز في النتائج"، معربا عن أمله في أن النتائج الأولى سوف تعزز قريبا.
وأضاف: "لقد جمعنا مجموعة كبيرة من المعلومات، ولكننا نكرر العمل مرة أخرى للتأكد من أن أية نتائج قابلة للتكرار مرات عديدة. وفي غضون الأسبوعين المقبلين سنكون في وضع يمكننا من الحديث عن نشاط هذه الفئة من المركبات. وستكون الخطوات المنطقية المقبلة هي التجارب السريرية على البشر شريطة أن تسفر دراستنا الحالية عن نتائج إيجابية".
ويشارك في التجارب الحالية على المشروب المستخلص من الشيح الكثير من الباحثين من دول أفريقية من بينها جنوب أفريقيا والسنغال، بحسب الراديو الذي أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعهدت هي الأخرى بإجراء دراسة حول فعالية هذا النبات.
وقبل أيام، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بأفريقيا، ماتشيديسو موتي: "لقد عرضنا دعم تصميم دراسة للبحث في هذا المنتج".
وبرز الخليط النباتي المثير للجدل لأول مرة، عندما أعلن رئيس مدغشقر أندريه راجولينا الشهر الماضي أنه قد ثبت أن هذا النبات يعالج فيروس كورونا.
ووصف النبات الذي اُستخدم لعلاج الملاريا بأنه "علاج معجزة"، وأطلق عليه "كوفيد أورجانكس".
وفي حديثه لـ"فرانس 24" الناطقة بالفرنسية و"إذاعة فرنسا الدولية"، قال راجولينا الاثنين الماضي إن:" المرضى الذين تعافوا لم يتناولوا أي منتج باستثناء كوفيد أوجانيكس".
ورفض رئيس مدغشقر الانتقادات التي استهدفته لترويجه لهذا النبات على أنه يعالج كورونا، متهما الغرب بازدراء الطب الإفريقي التقليدي.
وأضاف راجولينا "لو لم تكن مدغشقر هي التي اكتشفت هذا العلاج ولو كانت دولة أوروبية هي التي اكتشفته، فهل سيكون هناك هذا الكم من الشك؟ لا أعتقد ذلك"، مشددا على أنه "يجب عدم الاستهانة بالعلماء الأفارقة".
وتابع الرئيس التي يدعي أن المشروب المستخلص من هذا النبات يشفي المرضى في غضون 10 أيام "أعتقد أن المشكلة هي أنه يأتي من إفريقيا ولا يمكنهم الاعتراف بأن دولة مثل مدغشقر... توصلت إلى هذا العلاج لإنقاذ العالم".
وحذرت منظمة الصحة العالمية مرارا من أن مشروب الأعشاب "كوفيد أورجانكس"، لم يتم اختباره سريريا. وقال راجولينا ردا على مخاوف المنظمة "لن يمنعنا أي بلد أو منظمة من المضي قدما". وأشار إلى أن الدليل على فعالية المشروب هو "شفاء مرضانا". وأوضح الرئيس "شفي المرضى بحصولهم على جرعات من كوفيد أورجانكس حصرا".
وتسلمت غينيا الاستوائية وغينيا بيساو والنيجر وتنزانيا شحنات من هذا العلاج الذي أطلق الشهر الماضي.
وسجلت مدغشقر 183 إصابة بفيروس كورونا و105 حالات شفاء دون تسجيل وفيات.
النص الأصلي