طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة، بوادر أزمة جديدة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، بسب تكليف أطباء 2020، وفيروس كورونا المستجد.
يأتي خلاف الأطباء والصحة الجديد بعد شهور قليلة، من بلاغ تقدمت به الدكتورة هالة زايد فى 8 فبراير الماضى إلى النائب العام المستشار حمادة الصاوي، تتهم فيه تتهم فيه النقابة باختلاق أكاذيب لإثارة الأطباء وافتعال أزمات وتكدير الأمن العام.
تضمن بلاغ الوزيرة الموجه إلى النائب العام 3 وقائع هم إفشال تكليف الأطباء الجديد ومنع الخريجين من التقدم للتسجيل فى برنامج الزمالة المصرية، بالإضافة إلى تحريض الأطباء على عدم الاستجابة لمناشدة الوزارة بالتقدم لتلقى التدريب اللازم على كيفية التعامل مع أي إصابات محتملة بفيروس كورونا ، وأخيرا تأجيل الرأي العام، بتوجيه التهم لقيادات الصحة بالتسبب في حادث طبيبات المنيا الذى أسفر عن وفاة 3 طبيبات وإصابة 14 آخريات.
وبالأمس هاجم الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء، وزارة الصحة المصرية بسبب البروتوكول العلاجي الجديد التى تطبقه الوزارة، وأشار في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج "القاهرة الاَن"، المُذاع عبر فضائية "الحدث"، مساء السبت، إلى أن هذا البروتوكول سيحول الأطباء من معالجين إلى مصدر للإصابة بالعدوى بسبب رفض أخذ مسحات للمخالطين من الأطباء المصابين ما يعني أنه سيتم التضحية بالطواقم الطبية.
وشدد عضو مجلس نقابة الأطباء، على ضرورة عزل المخالطين للمصابين بكورونا وعمل مسحات للفرق الطبية بشكل دوري مستمر لتجنب خسارة الفريق الطبي.
وقال الزيات: "حماية الفرق الطبية واجب وطني على وزارة الصحة وليس منة من أحد"، موضحا أنه يجب على الأطباء العمل وفقا لتوافر كافة المستلزمات الطبية الوقائية لمنع الإصابة بكورونا.
وكشف الزيات عن إرسال نقابة الأطباء أرسلت خطابًا إلى رئيس الجمهورية ومستشار الرئيس الدكتور محمد عوض تاج الدين، موضحا أن القانون يفرض استخدام الإرشادات الطبية العالمية علي أرض الواقع وهذا ما ستلجأ له النقابة حال عدم الاستجابة للطلبات الخاصة بحماية الفرق الطبية.
فى السياق ذاته أصدرت نقابة أطباء القاهرة، بيانًا اليوم الأحد، طالبت فيه المسئولين بتوفير تحليل الـpcr، خصوصا للطاقم الطبي الذي يقوم على خدمة المرضى سواء بمرض كورونا أو غيرها من الأمراض، مما يجعل الكشف عن إصابتهم أولوية لمنع تفشي المرض بين المرضى وبالتالي في المجتمع، كما نطالب بتخصيص مستشفى لعزل الأطباء.
كما طالبت النقابة، بتوفير مستلزمات الحماية الخاصة للحد من العدوى بين الفرق الطبية بالمستشفيات، وكشفت عن إصابة 300 طبيب بالفيروس 100 منهم فى القاهرة.
الدكتورة منى منيا عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، كشفت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن مشكلة جديدة يعاني منها أطباء مستشفى منشية البكري، حيث يطالبون بتعقيم المكان قبل تحويله إلى مقر عزل صحي بسبب اكتشاف حالات إيجابية فيه وعمل مسحات للمخالطين للحالات الايجابية المؤكدة ليتم عزلهم وعلاجهم، رغبة منهم في المحافظة على سلامتهم خلال عملهم.
وتابعت مينا : "ضروري يتم عمل نظام للمستشفى، ومنطقة للمرضى ومنطقة نظيفة للطاقم الطبي، ومسارات آمنة، ده نظام مستشفيات العزل دائما.. ما ينفعش نسيب الدنيا سبهللة و خلاص..كدة بنعمل بؤرة عدوى.. وضروري ندرب الطاقم الطبي هناك على النظام ده ..و على طرق ارتداء و خلع الواقيات الشخصية.. كل ده ممكن يخلص في 48 ساعة بس نتحرك للحل بدل من أن نهدد من يطالب بحلول منطقية ضرورية بإن "الأمن" هو اللي هيتعامل معاه".
وكان أطباء مستشفى منشية البكرى، أصدروا بياناً كشفوا فيه عن تلقيهم تهديدات من رئيس القطاع بإرسال أسمائهم إلى جهاز الأمن الوطني، معبرين عن رفضهم التعامل معهم بهذا الأسلوب.
الأزمة الثانية بين الأطباء والصحة، سببها تكليف 2020، حيث وجه أطباء تكليف دفعة مارس 2020، رسالة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تتضمن طلبا بالتدخل فيما يخص أزمة نظام التكليف، مؤكدين رفضهم التسجيل في نظام التكليف الذي استحدثته وزارة الصحة، مطالبين بالعودة لنظام التكليف المتعارف عليه لسنوات وألا تتم تجربة نظام تكليف مستحدث تم إثبات وجود عيوب هيكلية واضحة به عند تجربته على 800 طبيب.
وطالب الأطباء في مخاطبة رسمية، بعقد مقابلة مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لحل أزمة أطباء تكليف مارس 2020 على النحو الذي يراه سواء كان بمقر مجلس الوزراء، أو عن طريق تقنية اجتماع الفيديو عن طريق الإنترنت تنفيذا لتعليمات التباعد الاجتماعي من شأن هذه المقابلة أن تنهي الأزمة التي استمرت لشهرين.
ولجأ الأطباء إلى البرلمان المصري، الأمر الذى دفع الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، إلى تكليف النائب محمد خليل العماري، رئيس لجنة الصحة، بالتواصل مع نقابة الأطباء ووزارة الصحة لحل أزمة تكليف الأطباء الجدد، وإيجاد حلول ترضى جميع الأطراف، كما طالب المستشار علاء فؤاد، وزير شئون مجلس النواب، بالمشاركة في الحوار مع اللجنة من أجل الوصول إلى حل لهذه الأزمة.