بسبب كورونا.. الجوع يضرب «جزيرة نيلية» في أسوان لغياب السياحة

بسبب كورونا.. الجوع يضرب «جزيرة نيلية» في أسوان لغياب السياحة

يعيش الناس على السياحة في جزيرة "الفنتين" المصرية الواقعة على النيل، ولكن مع تعليقها حاليًا بسبب أزمة كورونا، عانى سكان الجزيرة من قلة المال والجوع في شهر رمضان، بحسب إذاعة  دويتشلاند فونك الألمانية.

 

وتقع جزيرة إلفنتين، إحدى جزر مصر النيلية، بمدينة أسوان، وتبلغ مساحتها نحو 1500 متر طولا و500 مترعرضا، ويعتبر أغلب سكانها من النوبيين.

 

وتصف الإذاعة الألمانية مشهدا حدث في الجزيرة قائلة: "قام الرجال بعناية برفع جسد لا يحرك ساكنا على نقالة خشبية،  وتجمع أكثر من مائتي شخص في جنازة المتوفى".

 

ويقول أحد الأشخاص المتواجدين بالجنازة يدعى أحمد علي: "إنه لشيء جيد أن نموت نحن المسلمين في شهر رمضان المبارك، لأن القرآن الكريم يبشر بأن أبواب الجنة مفتوحة على مصراعيها في هذا الشهر، والجميع يقولون هنا في القرية: من كان محظوظا، يمت في رمضان ".

 

 

ثم يقف النوبي أحمد علي مبتسما في الزقاق المغبر ويسمح للجنازة بالمرور.

 

ويضيف "علي"، الذي يعمل في مجال السياحة، ومؤذن في إحدى المساجد،  قَائِلًا :  "يقول الدين الإسلامي إِنَّ  الشياطين تُقَيَّد  في هذا الشهر عن  الناس، ولكن يبدو هذا العام أَنَّ  الشياطين والناس محبوسون في منزل واحد، لقد انهار الاقتصاد بسبب كورونا،  ولم  نفرح هذا العام في رمضان، نريد فقط أن نعيش".

 

وأردف علي، البالغ من العمر 52 عامًا،  والذي يتحدث الإنجليزية بحكم عمله كمرشد سياحي: " لقد انهارت السياحة تَمَامًا  لمدة شهرين، معظم الناس هنا يعيشون من هذه الصناعة، ولا تستطيع أي عائلة في الجزيرة تحمل الركود المالي".

 

أشار التقرير إلى أَنَّ عَدَدًا  قَلِيلَا  جِدًّا  من سكان جزيرة الفنتين النيلية يتكسبون من مجالات أخرى غير السياحة.   

 

على سبيل المثال ، تدير فاطمة، البالغة من العمر 26 عامًا، سوبر ماركت صغير بالقرب من محطة العبارات.

 

وتقول فاطمة، إنها عاشت أسوأ رمضان في حياتها، لأنها لا تستطيع مقابلة أصدقائها، وكان عليها طوال الشهر الكريم أن تصلي في المنزل وحدها بسبب كورونا.

 

واستطرد المرشد السياحي، أحمد على، قائلا: "في جزيرة إلفنتين الصغيرة، يوجد ثلاثة مساجد فقط، لا يمكنني الدخول إليهم حاليًا إلا لرفع الأذان فقط ،  الذي أردد في ختامه، قائلا: "ألا صلوا في بيوتكم!"، الأمر الذي يحزنني للغاية، لأننا نعد نستطيع أن نصلي معا في المسجد".

 

مسجد بجزيرة إلفنتين الصغيرة

 

وأكمل على: "كورونا يخيفنا، لدرجة أننا نحاول تجنب نطق اسمه، لم يعد لدينا ما يكفي من الغذاء لأطفالنا لعدم تواجد سياح، نحن في حالة بؤس ".

 

 وتابع علي، النوبي العاطل عن العمل الآن لغياب السياح ،  قَائِلًا : "أتمنى أن يتعلم العالم من هذه الكارثة، أفكر في وضع الأشخاص الفقراء جزيرتنا"

 

وواصل : "رأينا صوراً مخزية خلال أزمة كورونا، هذه الصور السلبية تذكرني بنسر يقف بجانب طفل وينتظر أن يموت ليأكله، آمل أن يتعلم العالم من هذه الكارثة، ليس المال هو المهم ، ولكن الإنسانية، لا يجب أن نكون أنانيين ، ولكن يجب أن نحب بعضنا البعض، فقبل أن نذهب أمام الله ، يجب أن نقوم بأعمال خير على الأرض".

 

 النوبي أحمد على

وتصف الإذاعة الألمانية مشهدا وقع بعد ساعتين من الإفطار قائلة: "تجمع 50 رجلاً في مكان مثمر بالأشجار لتأدية صلاة العشاء".

 

 ويقول شخص منهم يدعى إسلام: "نصلي سراً ، لا تجوز صلاة الجماعة الآن بسبب الفيروس، رمضان هذا استثنائي، إذا وجدتنا الشرطة  نقع تحت طائلة القانون، لكننا  نفضل صلاة الجماعة، كما أمرنا الله، نحن نؤمن بالله وليس بالشرطة ".

 

وبحسب الإذاعة الألمانية، ليس كل سكان الجزيرة يؤدون صلاة الجماعة  مثل إسلام وجماعته، حيث يقف البعض الآخر ضد إقامة صلاة الجماعة في أوقات فيروس كورونا.

 

رابط النص الأصلي

 

مقالات متعلقة