يومًا بعد الآخر تتوالى الإشارات السلبية بشأن مصير البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، في ظل تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وانتشارها في ربوع القارة السمراء.
وشأنها شأن معظم المسابقات الكروية على مستوى العالم توقفت كافة مسابقات الكاف سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية منذ مارس الماضي، بسبب المخاوف من تزايد العدوى بالفيروس القاتل.
توصية داخلية
وشهدت الساعات الماضية تداول تصريحات على لسان برنس بامبو عضو اللجنة الطبية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" كشف خلالها عن إصدار اللجنة توصية بإلغاء الموسم الحالي من بطولتي دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية، بسبب انتشار الإصابات بفيروس كورونا.
ورغم أن عضو اللجنة الطبية بالكاف خرج في وقت لاحق ليؤكد أن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ، وأن ما أوصت به اللجنة هو تعليق منافسات دوري الأبطال والكونفدرالية لفترة، وتحديدًا لحين زوال خطر الفيروس القاتل، إلا أن المخاوف بشأن البطولتين ما تزال تشكل هاجسًا للكثيرين.
تخوف صريح
واليوم خرج أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ليعلن بشكل صريح عدم وجود رؤية واضحة فيما يتعلق بعودة منافسات المسابقات الخاصة بالكاف.
وفي تصريحاته اعترف أحمد أحمد بأن ضعف المنظومة الصحية في معظم دول قارة أفريقيا، يجعل الكاف متخوف من فكرة استئناف الأنشطة الكروية، سيما مع استمرار خطر فيروس كورونا.
واعترف رئيس الكاف أن افتقار القارة السمراء للموارد الطبية والبنية التحتية في المستشفيات يزيد غموض مصير الموسم الحالي من بطولات الكاف، مشددًا على أن حفظ سلامة أفراد المنظومة الكروية هو الأولوية في الوقت الحالي.
تمهيد للتأجيل
وعلى هامش تصريحاته فتح رئيس الكاف الباب بشكل غير مباشر أمام احتمالية تأجيل منافسات بطولة أمم أفريقيا، المقرر إقامتها أوائل العام المقبل في الكاميرون.
وأشار رئيس الكاف إلى أن التصفيات المؤهلة لبطولة الكاميرون أقيم منها جولتين فقط، ويتبقى فيها 4 جولات متسائلًا ما إذا كان الوقت سيسمح باستكمال التصفيات قبل موعد البطولة، بعدما وصلنا إلى مشارف شهر يونيو وسط استمرار تعليق المسابقات بسبب أزمة كورونا.
تعليق مستمر
لكن ما هو مؤكد حتى اللحظة أن تعليق المسابقات الخاصة بالكاف سيستمر لفترة ليست بالقصيرة، وسط تخوفات من احتمالية اضطرار الاتحاد الأفريقي لإلغاء الموسم الحالي من بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية.
وكان يفترض أن يتم إسدال الستار على البطولتين بنهاية مايو الجاري، علمًا أن المنافسات في كلا البطولتين توقفت قبل إقامة جولة الذهاب للدور نصف النهائي.
ترقب مصري
ويكتسب مصير الموسم الحالي من دوري الأبطال والكونفدرالية أهمية خاصة بالنسبة للثلاثي الممثل للكرة المصرية في البطولتين الأهلي والزمالك وبيراميدز.
ومع وصول الأهلي والزمالك إلى نصف نهائي دوري الأبطال، تزايدت آمال قطبي الكرة المصرية في معانقة اللقب، حيث يبحث الأهلي عن اعتلاء منصة التتويج بالأميرة السمراء للمرة التاسعة في تاريخه وإنهاء غيابه عن منصة التتويج بالبطولة التي حصد آخر ألقابه فيها عام 2013.
أما الزمالك فيبحث عن إضافة لقب قاري جديد إلى سجله، بعدما أنهى العام الماضي غياب دام 16 عام عن منصات التتويج الأفريقية بحصده لقب النسخة الماضية من البطولة الكونفدرالية، وعلى مستوى دوري الأبطال يبحث الزمالك عن لقبه السادس، علمًا أن آخر لقب حققه الزمالك في البطولة يرجح إلى عام 2002.
وعلى الجهة الأخرى يقف فريق بيراميدز في موقف مشابه للأهلي والزمالك ولكن في البطولة الكونفدرالية الأفريقية، والتي نجح الفريق الأزرق في بلوغ دورها نصف النهائي والذي يُنتظر أن يتواجه فيه مع فريق حوريا الغيني.
وبعد المسيرة المميزة التي قدمها بيراميدز في النسخة الحالية من الكونفدرالية والتي تشهد أول مشاركة قارية للفريق، تزايدت آمال الكتيبة المدججة بالنجوم في معانقة لقب البطولة وحصد أول بطولة في تاريخ النادي.
لكن أحلام ممثلي الكرة المصرية في دوري الأبطال والكونفدرالية تظل محاطة بالخطر، ليس بسبب منافسيهم في البطولتين وإنما بسبب توابع وتداعيات أزمة كورونا، والتي قد تقود في النهاية إلى إلغاء البطولتين وبالتالي إهدار جهود الثلاثي المصري في البطولتين وتبديد أحلامهم في السيطرة على زعامة أندية القارة السمراء بالموسم الحالي.
حل في الصورة
لكن خلال الفترة الماضية حاول الكاف إصدار بعض الرسائل المطمئنة، من خلال الحديث عن تجهيز سيناريوهات لاستكمال الموسم الحالي من بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية.
وتحدثت تقارير صحفية مؤخرًا عن وجود مقترح يتم دراسته داخل الكاف بخصوص استكمال دوري الأبطال والكونفدرالية من خلال إقامة دورة مجمعة من دور واحد بين الرباعي المتأهل لنصف نهائي كل بطولة منهما، على أن تقام الدورة في بلد محايد خارج الدول تنتمي إليها الفرق المتأهلة لنصف نهائي البطولتين.
وكانت تقارير إعلامية سابقة قد تحدثت عن وجود اتجاه داخل لجنة الطوارئ التابعة للكاف لنقل مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا من دولة الكاميرون.
وبسبب تفشي الإصابات بفيروس كورونا في دولة الكاميرون وتزايد معدلاتها بشكل خطير، اضطر السلطات المحلية لإلغاء بطولة الدوري، يرى مسئولو الكاف صعوبة إقامة نهائي دوري الأبطال في الكاميرون وفق ما كان مقررًا.
وتبرز دولة رواندا باعتبارها المرشح الأبرز لاستضافة نهائي دوري الأبطال، كونها الدولة الأقل من حيث معدل الإصابات بفيروس كورونا على مستوى القارة السمراء.