كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" دفعت الإمارات إلى زراعة محصول الأرز لتوفير بدائل جديدة للغذاء.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني:" لا يتبادر إلى الذهن أن الإمارات مكان مناسب لزراعة الأرز، ولكن فيروس كورونا شجع الدولة القاحلة عى اكتشاف طرق جديدة لتوفير الغذاء لمواطنيها".
وأشارت الوكالة إلى أن الإمارات حصدت الشهر الماضي نحو طنين من الأرز في مشروع تجريبي في إمارة الشارقة، بمشاركة إدارة التنمية الريفية، وهي مؤسسة كورية جنوبية.
وزرع الشركاء في المشروع أرز "عاصمي" وهو نوع رائج في شرق آسيا لقدرته على تحمل الحرارة والتربة المالحة، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى أن استخدام نظام ري يقطر المياه تحت الأرض بدلا من رشها، كان عنصرا حيويا في نجاح المشروع.
وفي مقابلة حصرية الثلاثاء مع تليفزيون الوكالة، قال ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في الإمارات إن:" الوباء بعث برسالة قوية مفادها أن التنوع يجب أن يكون عنصرا أساسيا في خططنا المستقبلية".
وأضاف الوزير في الدولة التي تستورد أكثر من 90% من غذائها أن:"الفيروس يدفعنا إلى التوصل إلى طرق أكثر ابتكارا للنمو بشكل أسرع من العالم".
وعلى الرغم من أن الإمارات تجنبت حتى الآن أية اضطرابات خطيرة في واردات الغذاء، إلا أن الوباء يمثل حافزا لجهود الدولة لإنتاج المزيد مما تستهلكه من الغذاء، وقال الزيودي:" يجب علينا أن نستهدف المحاصيل التي عليها طلب كبير محليا، هذا أحد الأشياء التي لاحظناها أثناء الوباء".
وأشارت الوكالة إلى أن زراعة المحاصيل الغذائية على نطاق واسع في بيئة صحراوية ربما يكون أمرا غير واقعي، خاصة أن محاصيل مثل الأرز والقمح والبن قد تستنزف موارد المياه النادرة، فضلا عن أن درجات حرارة الصيف التي تتخطى الـ 50 درجة مئوية تحد من فرص الزراعة في الحقول المفتوحة.
لكن الزيودي قال:" الإنتاج المحلي بات أولوية في كل أنحاء الإمارات، الخطوة القادمة ستكون الوصول إلى المستوى المناسب من استهلاك المياه".
وتأمل وزارة التغير المناخي والبيئة في الاستفادة من تجارب وأخطاء الدول الأخرى. فعلى سبيل المثال، كانت السعودية قد توسعت في زراعة القمح على مدار عقود باستخدام نظام الري بالرشاشات الدوارة، الأمر الذي بدد إمدادات المياه الجوفية المحدودة.
وعن هذا قال الزيودي إن أنظمة الري هذه "لم تعد خيارا، بالنسبة لنا في الإمارات".
ورغم تجاربها مع المحاصيل وتوسيع المزارع المحلية، إلا أن الحكومة الإماراتية عليها تعزيز شبكة الإمداد الخارجية، حيث تمتلك الإمارات بالفعل مزارع في أكثر من 60 دولة، وقد تستثمر في دول أخرى، بحسب الوكالة.
وعن هذا قال وزير التغير المناخي والبيئة:"لقد دفع هذا الوباء الدولة بالفعل إلى ضرورة اتباع نهج ذي اتجاهين لتلبية احتياجات الناس من الغذاء".
كما أشار الزيودي إلى أن الوزارة تحث المزارعين المحليين على تبني التقنيات الجديدة في مجال الزراعة.
واكتسب تطبيق الهاتف المحمول الذي يسمح للمزارعين بالوصول إلى بيانات وخدمات المحاصيل والثروة الحيوانية شعبية واسعة في الإمارات منذ وقوع الوباء، ويساعد التطبيق المزارعين على إدارة أعمالهم مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
النص الأصلي