واصلت أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في دول أمريكا اللاتينية ارتفاعها، وتحولت المنطقة إلى البؤرة الأكثر فتكا للفيروس، بعدما نجحت معظم الدول الأوروبية في احتواء موجته الأولى، بعد أن شكلت لأكثر من شهرين البؤرة الأكثر تضررا بالفيروس.
وتشير الاحصائيات الوطنية إلى أن أمريكا اللاتينية سجلت مليون حالة إصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19"، منهم نصف مليون في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضررا بالفيروس بعد الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية مساء أمس الاثنين إن البلاد سجلت 11598 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد و623 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وبذلك يرتفع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في البرازيل إلى 526447 ويقفز عدد الوفيات إلى 29937.
أما في تشيلي، فقد أعلن وزير الصحة أن حالات الإصابة بفيروس كورونا تجاوزت 100 ألف حالة مع تزايد حالات الإصابة في العاصمة سانتياجو مما يضع النظام الصحي في البلاد تحت ضغط غير عادي. وقالت وزارة الصحة إن إجمالي حالات الإصابة بكورونا منذ بدء تفشي المرض في أوائل مارس وصل إلى 105159 حالة إضافة إلى وفاة 1113 شخصا.
كما واصلت معدلات الإصابة ارتفاعها في المكسيك، وأعلن هوجو لوبيز-جاتل نائب وزير الصحة المكسيكي تسجيل 3152 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و151 وفاة ليصل مجمل الإصابات والوفيات في البلاد إلى 90664 و9930 على الترتيب.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أربعة من أكثر عشرة دول تسجل بها أكثر الإصابات اليومية بفيروس كورونا «كوفيد-19» في العالم تقع في أمريكا اللاتينية، وهي: "البرازيل وبيرو وتشيلي والمكسيك"، وشددت المنظمة على الحاجة لدعم المنطقة للتصدي لانتشار الوباء عالميا. وقال المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية مايك ريان في مؤتمر صحفي "يجب علينا التركيز على دعم أمريكا الجنوبية والوسطى، لأنه لن يكون هناك أحد آمن في العالم حتى تكون كل مناطق العالم آمنة".
ورغم تفشي الفيروس تستعد العديد من دول أمريكا اللاتينية لاستئناف النشاط الاقتصادي، وسط مخاوف من تداعيات الإغلاق على الاقتصادات الهشة لدول المنطقة، حيث قال رئيس البرازيل جاير بولسونارو إن التباطؤ الاقتصادي سيقتل فيما بعد أكثر ممن قتلتهم جائحة كورونا نفسها.
ولا يقتصر ينتشر الفيروس على دول أمريكا اللاتينية، حيث أعلنت وزارة الصحة الهندية، أمس الاثنين، أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الهند تجاوزت 190 ألف حالة لتتخطى الأعداد في فرنسا وتصبح سابع أكبر دولة من حيث عدد الإصابات في العالم في حين تخفف الحكومة أغلب القيود بعد مرور شهرين على فرض إجراءات العزل العام التي تركت الملايين بدون عمل.
وتأتي الهند، التي سجلت مستوى قياسيا لحالات الإصابة الجديدة بلغ 8392 حالة يوم الأحد، بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفقا لحسابات رويترز لأعداد الإصابات.
وتزايدت الانتقادات في الأيام القليلة الماضية من أن إجراءات العزل العام التي فرضها رئيس الوزراء ناريندرا مودي على سكان البلاد البالغ عددهم نحو 1.3 مليار نسمة في مارس الماضي لم تنجح في وقف تفشي الجائحة في حين دمرت سبل العيش لملايين من السكان الذين يعتمدون على أجر العمل اليومي.
وبلغ عدد الوفيات بالفيروس في الهند 5394 حالة وهو رقم أقل بالمقارنة بدول أخرى تشهد أعداد إصابة متقاربة وهو ما تقول الحكومة إنه يرجع جزئيا لنجاح إجراءات العزل العام في تجنب حدوث زيادة ضخمة في أعداد المصابين مما أعطى المستشفيات فرصة لعلاج المرضى. ولكن ما زالت هناك مخاوف من أن يؤدي تزايد الحالات في دلهي ومومباي إلى الضغط على طاقة النظام الصحي.