فيديو| هيا بنا نقرأ.. رفيقٌ خير من ألف طريق في زمن كورونا

قراءة الكتب
"الرفيق قبل الطريق".. يعرف المصريون هذا القول العربي المأثور، لطالما اتخذوه سبيلًا ومنهاجًا في حياتهم، وفي زمن فيروس كورونا والتباعد الاجتماعي الذي فرضته الجائحة، فقد أصبح هناك رفيق خير من ألف طريق، وهو "الكتاب".   تسبّب تفشي جائحة كورونا في عزل الكثير من سكان الأرض في منازلهم، وبات الشغل الشاغل للكثيرين هو البحث عن كيفية قضاء هذه الأوقات الصعبة، وهنا وجد البعض ضالتهم في الذهاب نحو القراءة.   ومنحت الأوضاع الصعبة التي فرضها كورونا، فرصةً للتوسُّع في القراءة من أجل قضاء هذه الأوقات المريرة، وهذا يحمل أهميةً كبيرةً في التخلص من الضغوط النفسية التي أحدثتها جائحة كورونا والرعب الذي تفشّى في قلوب الملايين من أن يطالهم هذا الفيروس.     وبحسب تقرير أعدّته مؤسسة "Global English Editing المتخصصة في قياس درجة الثقافة العالمية عن معدلات القراءة في العالم، فقد حلّت مصر المركز الثاني خلفًا لـ"لبنان"، ثم المغرب والإمارات والأردن.   وأوضح التقرير الصادر مطلع هذا العام، أنّ المعدل العربي لساعات القراءة سنويًا 35.24 ساعة، وتراوحت الأرقام بين 7.78 ساعة في الصومال، التي تعد أقل معدل، و63.85 ساعة في مصر كأعلى معدل.   وتنظم مصر سنويًّا معرض القاهرة الدولي للكتاب، ويستقطب كثيرًا من الزوّار، وقد حقّقت في دورة هذا العام مبيعات بإجمالي مليونين و800 ألف جنيه، ووصل عدد النسخ المباعة 190231 نسخة.   بحسب تقديرات حكومية، فقد بلغ زوار المعرض هذا العام 3,8 مليون زائر، حيث جاءت المشاركة الأعلى من الفئة العمرية من (18-30) بواقع 40%، يليها 20% من (30-39)، ثم 18% من الفئة العمرية من(40-49)، و14% من (50-60)، وفيما فوق 60 عامًا بلغت نسبة المشاركة 8%.     وفي ظل الأوضاع النفسية الصعبة التي يعشيها المصريون خلال تفشي جائحة كورونا، يمكن التعويل على القراءة من أجل الخروج من هذه الحالة الصعبة، بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة التي تمنحها القراءة للقارئ.   ولعل الأهمية الأكبر للقراءة في زمن كورونا أنّها تساهم في تقليل التوتر، حسبما ورد في دراسات توصّلت إلى أنّ هناك أسبابًا منطقية تجعل من القراءة وسيلة بسيطة وغير مكلفة، لتحسين الصحة العامة وإطالة العمر وزيادة معدلات الذكاء بعيدًا عن الأدوية التقليدية.   ورصد موقع "ميديكال نيوز توداي" المتخصص في نشر الأخبار العلمية نتائج ست دراسات منفصلة كشفت عن ست فوائد متنوعة يجنيها محبو القراءة، أبرزها تعزيز الصحة العامة وإطالة العُمر.   أولى الدراسات قام بها باحثون من "جامعة ييل" الأمريكية، حيث وجدوا أن البالغين الذين قالوا إنهم قرؤوا كتبًا لمدة استمرت أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة أسبوعيًا كانوا أقل عرضة للوفاة نتيجة أمراض الأعصاب، وذلك بنسبة 23% عن غيرهم.   وقال الباحثون إن القراءة يمكن أن تزيد من التواصل بين خلايا الدماغ، وربما تخفض خطر أمراض الأعصاب التي يمكن أن "تقصّر العُمر".   كما كشفت دراسة أجراها باحثون بـ"جامعة ساسكس" البريطانية أن القراءة يمكن أن تقلل من الإجهاد والضغط النفسي الذي يساهم في حوالي 60% من جميع الأمراض التي تصيب الإنسان، وعلى رأسها مخاطر السكتة الدماغية وأمراض القلب.     وتوصل الباحثون إلى أنّ القراءة يمكن أن تقلل مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 68%، وتتفوق على وسائل أخرى للقضاء على الإجهاد مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الذهاب في نزهة سيرًا على الأقدام.   وأكدت "دراسة كندية أن القراءة تعزز المهارات الاجتماعية لمن يقرؤون القصص الخيالية، فتكون لديهم القدرة على فهم معتقدات وطرق تفكير ورغبات المحيطين بهم بالمقارنة مع غيرهم".   الفائدة الثالثة للقراءة كشفت عنها دراسة أمريكية، حيث أثبتت أن القراءة يمكن أن تبطئ التدهور الإدراكي الذي يصاحب تقدم الإنسان في العمر، ووجدت الدراسة - التي أجراها علماء من "جامعة راش" الأمريكية - أن القراءة يمكن أن تساعد على إبطاء أو حتى منع التدهور المعرفي، كما يمكن أن تساعد على الحد من الإصابة بأكثر أشكال الضعف الإدراكي مثل ألزهايمر والخرف.   وعن الفائدة الرابعة للقراءة، أفادت دراسة أجراها باحثون في عيادة مستشفى مايو كلينيك الأمريكية بأنّ قراءة الكتب يمكن أن تحسن نوعية النوم لدى الإنسان لأنها تسهل عملية الانتقال بين اليقظة والنعاس، واعتبر الباحثون أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل النوم يمكن أن يؤثر على عملية النوم العميق لدى الأشخاص بسبب الضوء المنبعث من شاشات تلك الهواتف.   وكشف باحثون في جامعة تورنتو الكندية عن فائدة خامسة للقراءة تمثلت في تعزيز المهارات الاجتماعية للأشخاص، إذ أن الذين يقرؤون القصص الخيالية تكون لديهم القدرة على فهم معتقدات وطرق تفكير ورغبات المحيطين بهم بالمقارنة مع غيرهم، ويمكن أن تؤدي القصص الخيالية إلى زيادة التعاطف مع الآخرين في واقع الأمر -كما يقول الباحثون- وتساعد على تعزيز المهارات الاجتماعية.   وعن سادس الفوائد التي يجنيها محبو القراءة، كشف باحثون بجامعة "إدنبرة" البريطانية أن القراءة تزيد مستويات الذكاء خاصة لدى الأطفال، إذ أن الذين يتعلمون مهارات القراءة في عمر سبع سنوات يسجلون أعلى الدرجات باختبارات الذكاء، بالمقارنة مع أقرانهم من ذوي المهارات الأضعف بالقراءة.  

وخلال تجارب أُجريت في مشفى رود أيلاند الأمريكي، تبين أن الأشخاص الذي يقرؤون الكتب باستمرار لهم قدرة أفضل في التعرف على المفردات اللغوية بنسب تصل الى 40% للأطفال و 16% للكبار مقارنةً بأولئك الذين لا يقرؤون.

 

ووجد أحد الأبحاث التي أُجريت في جامعة إيموري في الولايات المتحدة أن قراءة الكتب يمكن أن تزيد اتصالات الدماغ وتغيرات الجهاز  العصبي التي تعمل كذاكرة عضلية لعدة ايام. قراءة الروايات لا تضعك في مكان شخصٍ أخر رمزيًا فقط، بل وحيويًا أيضًا.

مقالات متعلقة