«فيها حاجة حلوة».. مواطنون يتسابقون لخدمة مصابي كورونا في العزل المنزلي

في غرفة داخل المنزل فرض البعض على أنفسهم إقامة شبه اجبارية بين أربعة جدران لمدة 14 يومًا،  بعدما لاحظوا ظهور أعراض ذلك الفيروس الذي داهم اجساد الملايين حول العالم، وسقطوا هم ايضًا  في شباكه، الأمر الذي حال معه دون خروج أسر بأكملها من البنايات التي يقطنوها التزامًا بالعزل وخوفًا على نقل العدوى لغيرهم. 

 

بعض من المواطنين فكروا  قليلًا في حال تلك الأسر، فمنهم من قرر أن يقدم لهم وجبات بالمجان، والبعض الآخر تطوع بخدمة الدليفري لشراء أي حاجيات يريدونها من الخارج وتمنعهم اصابتهم بكورونا من جلبها بأنفسهم، وفريق ثالث تطوع بمتابعتهم  طبيًا  خلال فترة عزلهم في منازلهم، وها هو صاحب مخبز قرر أن يشارك فنشر رقمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مبديًا ترحيبه في توصيل أي طلبات بالمجان من مخبزه لأي من هؤلاء القابعين داخل منازلهم بأمر كورونا.  نرصد في هذا التقرير بعضًا من تلك القصص التي عكست معادن من ذهب تلألأت وقت الشدة. 

 

شراء الطلبات وتوصيلها بالمجان

 

رجلٌ ستيني يُدعى إسماعيل جاويش، يقطن في القاهرة الجديدة، قرر أن يساعد  الأسر المعزولة  في مساكنها إثر اصابتها بفيروس كورونا  بمنطقتي  التجمع والرحاب، بشراء اي طلبات يحتاجون اليها بالمجان على أن يتركها على باب الشقة تجنبًا للاختلاط. 

 

فدون جاويش منشورًا عبر صفحته الشخصية جاء نصه: "اسمي  اسماعيل عبد اللطيف جاويش، من القاهرة الجديدة، لو فى حد هو واسرته في اي منطقه في التجمع والرحاب عندهم كورونا، هساعدهم علي عدم النزول وشراء طلباتهم طوال الأسبوع، بأمر الله، وهخليها علي الباب بدون اي مخالطة، وده رقمي 01222100596، بدون مقابل هيوصلك طلبك لحد عندك". 

 

 

 

لم تكن تلك المبادرة هي الأولى التي يسعى لها "جاويش" منذ بدء جائحة كورونا، فسبق وتطوع لتوصيل وجبات بالمجان لمقاتلي الجيش الأبيض في عدد من المستشفيات منها مستشفى حميات إمبابة، حسبما روى لنا قصته.. لقراءة المزيد اضغط هنا

 

 

وجبات بدون مقابل من "خان"

 

سيدة تعرضت للتنمرهي وأطفالها فبمجرد علم من حولهم أنهم مصابون بكورونا ومعزولون منزليًا، رفض البعض توصيل الطعام إليها رغم علمهم بعدم إمكانية خروجها من باب البيت، خوفًا من فكرة انتقال العدوى لهم. 

 

قصة تلك السيدة دفعت أحد مسئولي المطاعم في مدينتي إلى تجهيز وجبات لها ولأسرتها بصورة يومية ودون مقابل، حسبما روى لنا صاحب المباردة المهندس محمد سليمان، البالغ من العمر 47 عامًا، والذي لم يفكر في الأمر بمنطق المكسب والخسارة. 

 

وحينها اتصل سليمان بشركائه في المطعم كي يخبرهم أن تلك المبادرة لن تقتصر على هذه السيدة فقط ولكنه سيرسل وجبات بالمجان لأي اسرة معزولة منزليًا بسبب كورونا في محيط مدينتي فرحبوا بالفكرة، وبات عامل الديلفري يترك تلك الوجبة المجانية أمام باب الشقة ويرحل، لقراءة المزيد اضغط هنا 

 

 

وأصدرت إدارة  المطعم  بيانًا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي جاء نصه: "لأي أسرة معزولة حتى انتهاء فترة عزلهم وشفاؤهم باذن الله، وايمانًا بدورنا الاجتماعي والمجتمعي الذي يحتم علينا جميعًا وفي مثل هذه الأزمات أن نساعد بعضنا البعض، في حال وجودك في فترة العزل داخل بيتك ... وهذا ليس عوار لأنه مرض وليس ببعيد عن أحد،  تواصل معنا عبر الواتس اب،  وفي كامل السرية سيتم توصيل الأكل مجانًا لكافة أفراد الأسرة المعزولة .. الأكل والتوصيل بالمجان". 

 

وتابع البيان: "آلية توصيل الطعام  ستكون من خلال ارساله ديلفري، وبعدها سيتم تركه أمام باب الشقة.. على أن يتم  إعلام الجار أن طعامه متوفر الآن .. ليتثنى له فتح الباب بعد نزول موظف التوصيل".

 

 

 

 

صاحب مخبز 

 

وفي الاسماعيلية قرر عبد الرؤوف محمد القائم على أحد المخابز هناك، أن يكون له بصمة في تلك الأزمة، وأعلن عن ترحيبه بتوصيل أي مخبوزات لأي مكان معزول بسبب مرض كورونا بالمجان، وترك رقم هاتفه للتواصل. 

 

 

مستشفى عزل أول لاين

 

عقب قرار وزيرة الصحة بقصر عملية العزل في المستشفيات على الحالات الحرجة، أما البسيطة والمتوسطة فسيتم عزلها في المنزل، فكر  طبيبان  في كيفية معاونة ومتابعة  المصابين المعزولين في منازلهم وتقديم الخدمة الطبية لهم عن بعد، وكذلك مساعدة وتوجيه من يشكون في إصابتهم ولا يعرفون ماذا يفعلون إلى الطرق السليمة.

 

دشن الطبيبان ما يشبه مستشفى عزل أون لاين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملت اسم "اهالينا" تقوم فكرتها على تلقى رسائل من المواطنين الذين يتشككون في اصابتهم بفيروس كورونا، وبعدها يتم طلب مجموعة من الفحوصات المعروفة للتأكد من الاصابة، ثم يقوم مجموعة من الأطباء عبر جروب الواتساب بمناقشة كل حالة، ووضع خطة علاجية ومتابعة لها.

 

ثم تأتي المرحلة الأخيرة بتدشين جروب أصغر على الواتس آب يضم الطبيب المتابع والمريض واحد القائمين على الصفحة لمتابعة المصاب بكورونا طيلة فترة علاجه وحتى تمام شفاءه. لقراءة المزيد اضغط هنا 

 

 

 

 

كما تطوع اطباء آخرون لتوقيع الكشف الطبي بالمنزل دون مقابل، وطلبوا الاتصال  بهم على الفور في حال الحاجة للمساعدة. 

 

جاءت تلك المبادرات دون أن يخشى أصحابها انتقال العدوى إليهم في وقت وصلت فيه اجمالي الاصابات إلى 28615  حالة أما الوفيات فتخطت الألف، وكل ما كان يشغل بالهم وتفكيرهم هو كيفية مساعدة هؤلاء المصابين بكورونا ممن أجبرهم المرض على البقاء داخل المنزل لحين تمام الشفاء. 

 

 

 

مقالات متعلقة