ما هي عقوبة الاتجار ببلازما المتعافين لعلاج كورونا؟

قبل أيام اعلنت وزارة الصحة عن نجاح تجربة علاج الحالات الحرجة باستخدام بلازما المتعافين من كورونا، وناشدت من تماثلوا للشفاء من أجل التبرع عقب مرور 14 يومًا على تعافيهم بالبلازما لإنقاذ حياة آخرين. 

 

البعض بادر بالتوجه كي يتبرع، والقليل استغل  حاجة المرضى ووجدها فرصة كي يتكسب من ورائها بعض المال، ببيع البلازما بدلًا من منحها بالمجان، ودخل على الخط سماسرة. 

 

من جانبه؛ كشف ياسر سيد أحمد، المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، أن من يقوم ببيع بلازما  المتعافين يكون في عقوبة من اثنين، إما السجن المشدد أو الإعدام إذا ترتب على الفعل وفاة للمنقول منه أو إليه.

 

وأشار إلى أن القانون رقم 142 لسنة 2017، بتعديل بعض أحكام القانون رقم (5) لسنة 2010، بشأن تنظيم رزع الأعضاء البشرية، ينص في مادته 19  على أنه: "يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه، ولا تزيد عن مليوني جنيه كل من نقل بقصد الزرع أو رزع العضو المنقول عن طريق التحايل أو الإكراه".

 

وتابع: "تنطبق ذات العقوبة إذا وقع الفعل على جزء من عضو انسان حي، فإذا وقع الفعل المشار إليه على نسيج بشري تكون العقوبة السجن المشدد وتصل إلى الإعدام إذا ترتب على الفعل المشار إليه في الفقرة السابقة وفاة المنقول منه أو إليه". 

 

وكشف ياسر سيد، المحامي بالنقض، أن إجبار المتعافين على التبرع بالبلازما  يتعارض مع المادة 61 من الدستور والتي تنص على أن: التبرع بالأنسجة والأعضاء هبة للحياة، ولكل إنسان الحق في التبرع بأجزاء جسده أثناء حياته أو بعد مماته بموجب موافقة أو وصية موثقة، وتلتزم الدولة بإنشاء آلية لتنظيم قواعد التبرع بالأعضاء وزراعتها وفقًا للقانون". 

 

 

 

 

في السياق ذاته؛  أصدر مركز الأزهر العالمي اضطر فتوى له أكد من خلالها أنَّ بيع المُتعافي من كورونا بلازما دمه مُستغلًا الجائحة لا يجوز شرعًا؛ إذ إنَّ جسد الإنسان بما حواه من لحمٍ ودَمٍ ملك للخالق سُبحانه لا ملكًا للعبد، ولا يحق لأحد أن يبيع ما لا يملك.

 

وأوضح أنه لا يجوز قِياس بيع بلازما المُتعافين على بنوك الدّم؛ لأن وجود بنوك الدّم ضروري للتداوي والعلاج، أما بيع المتعافي بلازما دمه فاتجار محرَّم مُتَّفَق على تحريمه.

 

ولفت إلى أنه أشدُّ منه حُرمةً أن يُتاجِر المُتعافي بآلام الناس فيبالغ في ثمن دمه، ويعقد عليه مزادًا سريًّا أو علنيًّا، وأن يستغل حاجة الناس ومرضهم وفاقتهم؛ فهذه والله لأخس أنواع التجارة وأذمها؛ لمنافتها الدين والمروءة ولين القلب وكرم النفس وشكر النعمة؛ وهي صفات لا تليق بصحيح فضلًا عن أنْ يتعامل بها مريضُ الأمس مع مريضِ اليوم؛ قال الحقُّ سُبحانه في مُحكم تنزيله: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.

 

 

 

 

ودون دكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشورًا جاء نصه: « مريض كورونا تعافي الحمد لله و بعد ما كان أقرب للموت منه للحياة يقوم أول ما يشم نفسه وربنا أنعم عليه بالشفاء إنه يبيع البلازما لمريض تاني في نفس حالته بمبلغ ٢٠ ألف جنيه (إن الإنسان لظلوم كفار) كورونا أظهرت أقبح ما فينا #ما_تزعلوش»

 

 

 

فيما استنكر  الإعلامي تامر أمين  قيام البعض بالمتجارة ببلازما الدم، من خلال برنامج النهار المذاع على فضائية "النهار"، مؤكدًا أن هذا الأمر محرم شرعًا ومجرم قانونًا. 

 

ووصف ما تم من جانب القلة بأنه متاجرة بآلام المرضى، مطالبًا من يفكروا في القيام بهذا أن يراجعوا انفسهم، نظرًا لأن ما لديهم من اعضاء ليست ملكًا لهم، ولهذا يقال عندما يتوفى شخص أن الله استرد وديعته. 

 

 

 

على النقيض؛ انتشرت قائمة بأسماء وارقام هواتف متعافين محدد فيها فصيلة دم كل منهم، حيث ابدوا استعدادهم للتبرع لأي حالة مصابة بكورونا. 

 

 

وكانت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، قد أعلنت نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة. 

 

وأظهرت التجربة، وفق الوزيرة، نتائج مبدئية مبشرة من خلال نسبة تعافي جيدة للمرضى، وتقليل احتياج المرضى لأجهزة التنفس الصناعي مع زيادة نسب الشفاء وخروج المرضى من المستشفيات.

 

وناشدت وزيرة الصحة، المتعافين من فيروس كورونا بعد مرور ١٤ يومًا على شفائهم، بالتوجه إلى أقرب مركز نقل دم تابع لخدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة، حيث تم تفعيل العمل بخمسة مراكز نقل دم على مستوى الجمهورية، لسحب بلازما المتعافين، تشمل المركز القومي لنقل الدم بمنطقة العجوزة بالجيزة، بالإضافة إلى عدد من المراكز الإقليمية لنقل الدم بمحافظات الإسكندرية والمنيا والأقصر وطنطا.

 

من جانبه؛ أوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن هناك شروطًا للمتعافيين من فيروس كورونا لإمكانية التبرع ببلازما الدم وهي:

 

 

- وجود دليل مسحة إيجابية لفيروس كورونا المستجد.

- سحب ٢ مسحة سلبية (دليل تعافي المصاب).

- مرور ١٤ يومًا على المتعافي من آخر مسحة سلبية مع عدم ظهور أي أعراض أخرى للفيروس.

 

-أن يكون سنه بين ١٨ إلى ٦٠ عامًا. 

 

- أن يكون وزنه أكثر من ٥٠ كيلوجرام. 

 

- توقيع الكشف الطبي على المتعافي.

 

- التأكد من خلوه من الأمراض القلبية أو الصدرية المزمنة. 

 

- التأكد من عدم إجرائه عمليات كبرى من قبل. 

 

- لا تنطبق على أصحاب أمراض (الفيروسات الكبدية، نقص المناعة، الزهري، ومرضى الأورام، ومرضى السكري الذين يستخدمون حقن الأنسولين كعلاج). 

 

- تنطبق شروط التبرع على أصحاب الأمراض المزمنة من "السكري والضغط" المنتظم جراء تناول جرعات الدواء الخاصة.  

أما عن أماكن تبرع المتعافين من كورونا بالبلازما للمصابين، فبحسب  وزارة الصحة فإنه تم تفعيل العمل بخمسة مراكز نقل دم على مستوى الجمهورية، لسحب بلازما المتعافين، تشمل المركز القومي لنقل الدم بمنطقة العجوزة بالجيزة، بالإضافة إلى عدد من المراكز الإقليمية لنقل الدم بمحافظات الإسكندرية والمنيا والأقصر وطنطا.

 

وجاءت عناوين مراكز نقل الدم التي تم تفعيل بها سحب بلازما المتعافين من فيروس كورونا المتسجد على النحو التالي: 

 

- المركز القومي لنقل الدم بالجيزة، لعنوان: 51 شارع وزارة الصحة - العجوزة، التليفون: (0237620202- 0237813117). 

 

- المركز الاقليمي لنقل الدم بالمنيا، العنوان شارع كورنيش النيل بجوار معهد الأورام، التليفون: (0862339241-0862339242). 

 

- المركز الإقليمي لنقل الدم بالأقصر- العنوان: داخل مستشفى الأقصر الدولي بشارع التليفزيون- التليفون: (0952283579). 

 

- المركز الإقليمي لنقل الدم بطنطا،  العنوان: سيجر- شارع حافظ وهبي، تليفون: (0403509637- 0403511554- 0403509575). 

 

- المركز الإقليمي لنقل الدم الإسكندرية، العنوان: ميدان د.عبد القادر أبو عقدة - مجمع الاسعاف كوم الدكة، التليفون: (034951971- 033923257- 037951963). 

 

يجب الانتباه إلى أن التوجه لهذه المراكز للتبرع بالبلازما يكون بعد مرور 14 يومًا على التعافي من فيروس كورونا المستجد. 

 

وبحسب البيان فإن بلازما دم المتعافى يمكن أن تكفي لحقن اثنين من المصابين أصحاب الحالات الحرجة.

 

مقالات متعلقة