أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس أن جائحة فيروس كورونا "تتسارع" في أفريقيا، حيث تنتشر من العواصم التي وصلت إليها مع المسافرين، لكن لا يبدو أن هناك الكثير من الإصابات الخطيرة أو الوفيات التي لا يتم رصدها.
وقالت ماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا في بيان صحفي في جنيف إن عشر دول تتصدر الجائحة في أفريقيا حيث تشكل 75 بالمئة من بين حوالي 200 ألف إصابة في القارة التي سجلت 5000 حالة وفاة، فيما سجلت جنوب أفريقيا ربع الإصابات.
وقالت مويتي "نعتقد أن أعداد الإصابات الخطيرة والوفيات التي لا يتم رصدها ليست كبيرة، معتبرة أن "أحد التحديات الرئيسية في أفريقيا لا تزال تتمثل في توفر الإمدادات، خاصة أدوات الفحص".
ويعود أكبر عدد من الإصابات في القارة الإفريقية إلى جمهورية جنوب إفريقيا (52991 إصابة) وتليها مصر (35444 إصابة) ونيجيريا (13464 إصابة) والجزائر (10382 إصابة) وغانا (10201 إصابة) وذلك وفقا لإحصائيات أمس الأربعاء.
في الوقت نفسه، تتصدر مصر قائمة الدول الإفريقية الأكثر تضررا بفيروس كورونا من حيث عدد الضحايا بـ1271 وفاة، وتليها جنوب إفريقيا (1162 وفاة) والجزائر (724 وفاة) والسودان (372 وفاة) ونيجيريا (365 وفاة).
وكانت بعض التقديرات قد راهنت على نجاة القارة السمراء من جائحة كورونا، بسبب ارتفاع درجة الحرارة في معظم بلدانها، لكن مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أعلن أمس الأربعاء أن تأثير تغير المناخ، سواء صيفا أو شتاء، على انتشار فيروس كورونا غير واضح.
وأضاف ريان، أثناء مؤتمر صحفي عبر الانترنت، أننا "لا نعرف ما سيكون عليه فيروس كورونا.. في الوقت الراهن ليس لدينا بيانات تشير إلى أن الفيروس سيكون أشد خطورة أو سينتقل بصورة أكبر أم لا" مشيرا إلى أن أثر حلول فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي غير واضح أيضا. وقال ريان "لا يمكننا أن نعتمد على توقع أن الفصل (المناخي) أو درجة الحرارة يحملان جوابا (بخصوص تفشي المرض)".
وفي سياق متصل، أكد الدكتور تادروس ادهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية أن المنظمة لا يمكن أن تتسامح في استخدام بلد أو قارة لتكون حقلا للتجارب، لافتا إلى أن المنظمة وعندما تبدأ التجارب السريرية على اللقاحات ستتأكد من أن الإجراءات والبروتوكولات ستطبق نفسها في كل البلدان.
وأوضح ادهانوم - فى مؤتمر صحفى مساء الأربعاء فى جنيف، ردا على سؤال حول ما أثير عن مطالبة أحد الأطباء في أوروبا بتجربة اللقاحات فى افريقيا، أنه ما من مبرر للقلق بشأن جعل إفريقيا محطة للاختبار حيث توجد 37 بلدا حول العالم تشارك فى تجربة تضامن للتجارب السريرية للمنظمة وبنفس الاجراءات، مضيفا أنه عندما يتعلق الأمر باللقاحات فموقف المنظمة هو واحد، وهو استخدام نفس الإجراءات في كل الدول.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد قد ظهر للمرة الأولى أواخر العام الماضي، في مدينة ووهان الصينية، ومنها انتقل إلى مختلف دول العالم، وفيما تواصل الجهات المعنية في أنحاء العالم جهودها المستمرة من أجل التوصل إلى لقاح أو علاج لهذا الفيروس.