أعلنت ماليزيا، اليوم الخميس، منع مواطنيها من أداء الحج هذا العام بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، لتحذو بذلك حذو كل من إندونيسيا والهند، ما يلقي ظلالا من الشك هو مصير موسم الحج هذا العام.
وقال ذو الكفل محمد البكري وزير الشؤون الدينية إن ماليزيا قررت منع مواطنيها من القيام برحلة الحج بسبب مخاطر مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس وعدم وجود لقاح للوقاية منه. وقال في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون الماليزي "أرجو أن يتحلى الحجاج بالصبر ويتقبلوا القرار".
وفي بيان منفصل قال مجلس الحج، الذي يدير خطط الادخار للراغبين في الحج، إن القرار سيؤثر على حوالي 31600 شخص وقع عليهم الاختيار لأداء الفريضة هذا العام. وقد أعلنت ماليزيا اكتشاف 8369 حالة إصابة بالفيروس و118 وفاة.
وتزايدت التكهنات حول احتمالات إلغاء موسم الحج القادم، حيث لم يتبق سوى أسابيع قليلة على المواعيد المفترضة لسفر الحجيج إلى الأماكن المقدسة، فيما لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية للإعداد للموسم كما جرت العادة كل عام
.
وتشمل تلك الاستعدادات إصدار التأشيرات وتذاكر الطيران وحجز أماكن إقامة الحجاج والتعاقد مع مؤسسات الطوافة السعودية التي تقوم على خدمة الحجيج
.
وطلبت السعودية في مارس الماضي من الدول والمؤسسات الإسلامية تعليق خطط الحج ووقف العمرة حتى إشعار آخر.
وكانت المملكة قد أوقفت رحلات الركاب الدولية في شهر مارس الماضي وأعادت يوم الجمعة الماضي فرض حظر التجول في جدة حيث تهبط رحلات الحج بعد ارتفاع معدلات الإصابة بالمدينة.
وأشار تقرير لوكالة رويترز، الإثنين الماضي، إلى أن السعودية ربما تحد بشدة من أعداد الحجاج هذا العام لمنع المزيد من تفشي فيروس كورونا بعد أن تجاوز عدد الحالات في البلاد 100 ألف
.
وقال مصدران مطلعان: إن السلطات تفكر الآن في السماح "بأرقام رمزية فقط" هذا العام، مع فرض قيود تشمل حظر الحجاج الأكبر سنا وإجراء فحوص صحية إضافية
.
ويبلغ عدد الحجاج سنويا حوالي 2.5 مليون، وتظهر البيانات الرسمية أن إيرادات المملكة من الحج والعمرة تصل إلى نحو 12 مليار دولار سنويا.
وقال مصدر آخر مطلع على الأمر لرويترز إنه من خلال الإجراءات الصارمة، تعتقد السلطات أنه قد يكون من الممكن السماح بما يصل إلى 20 في المئة من عدد الحجاج المعتاد لكل دولة. وقالت المصادر الثلاثة إن بعض المسؤولين ما زالوا يضغطون من أجل إلغاء الحج الذي يبدأ في أواخر يوليو.
واستبقت إندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، القرار النهائي حول موسم الحج لهذا العام في ظل جائحة كورونا، وأعلنت مطلع يونيو الجاري إلغاء رحلات الحج لمواطنيها واستمرار القيود على السفر بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
وأوضح وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا، فخر الرازي، في تصريح تناقلته عدد من الصحف الإندونيسية أنه تم تأجيل سفر الحجاج الإندونيسيين إلى العام القادم؛ بسبب استمرار وباء كورونا، وذلك حفاظاً على سلامتهم وصحتهم، مؤكداً أن ضمان صحة وسلامة الحجاج من أولويات وزارته، ولفت إلى أن القرار المتخذ يشمل جميع المواطنين الإندونيسيين، ولن يتم منح امتيازات لأحد
.
وتبلغ حصة الحجاج الإندونيسيين لهذا العام 221 ألف حاج كونها أكبر دولة إسلامية وتمتلك أعلى نسبة وفق الحصص الموزعة رسمياً. وتطبق إندونيسيا نظام حصص لا يسمح للشخص بأداء الحج سوى مرة واحدة كل 20 عاماً، وفقا لأمانة مجلس الوزراء الإندونيسي
.
في الوقت نفسه أعلنت الهند، أنها قررت إلغاء ترتيبات الحج للحجاج الهنود لموسم حج العام الحالي.
ونقلت صحيفة «هندوستان تايمز» أن لجنة الحج المركزية الهندية وزعت مذكرة داخلية مفادها أنها لن تستطيع عمل الترتيبات اللازمة للحجاج الهنود لأداء مناسك الحج بسبب تفشي جائحة كورونا ولضيق الوقت المتاح. وتتضمن المذكرة أن اللجنة الهندية المعنية طلبت من جميع الحجاج الهنود إلغاء إجراءات السفر.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية المركزية للحج الهندية مقصود أحمد خان: "قررنا إلغاء جميع الترتيبات لموسم حج هذا العام، ومن الصعب جداً عمل أية ترتيبات في ظل الوقت الضيق المتبقي"، مشيراً إلى أنه سيتم إعادة جميع الأموال التي دفعها الحجاج لهم في أقرب فرصة.
وكان من المتوقع أن يؤدي حوالي 175 ألف حاج هندي مناسك الحج لهذا العام، وكان يفترض مغادرة طلائعهم إلى مطار جدة في ٢٥ يونيو الجاري.
واتخذت السلطات السعودية قد اتخذت سلسلة من القرارات للحفاظ على صحة المعتمرين وقاصدي الحرمين الشريفين؛ بتعليق العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، إلى جانب تقليص المصلين في المسجد الحرام إلى الحد الأدنى، تماشياً مع الإجراءات المتخذة للحفاظ على سلامة المصلين.
ودعا وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بنتن في مارس الماضي دول العالم الإسلامي إلى التريث قبل القيام بأي خطط للحج، وذلك من منطلق مسؤولية المملكة تجاه الصحة العامة للحجيج.
وسيزيد الحد من عدد الحجاج أو إلغاء الحج من الضغط على الموارد المالية الحكومية التي تضررت من انخفاض أسعار النفط والوباء. ويتوقع المحللون انكماشا اقتصاديا حادا هذا العام.
وفي عام 2019، بلغ عدد من أدوا العمرة حوالي 19 مليونا بينما بلغ عدد الحجاج 2.6 مليون. وتهدف خطة الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى زيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون سنويا، وهو ما سيجعل الإيرادات تبلغ 50 مليار ريال (13.32 مليار دولار) بحلول عام 2030.