تحت عنوان "صــلّوا في رِحَــالــكــم" قدم الشاعر والطبيب عصام خليفة قصيدة جديدة لتعبر عن الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع، وفرضها فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وصف "خليفة" قصيدته الجديدة في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" بأنها معبرة عن حالة تعيشها الإنسانية في كل موقع ووطن، حالة استثنائية ربما لا تتكرر إلا كل قرن من الزمان، حالة جمعت العالم علي هدف واحد وأعادت ترتيب الأولويات.
وقال "خليفة" إن الهدف من قصيدة "صلوا في رِحَالكم" هو البوح بإحساس كل شخص يعيش في العالم تجاه هذا المشهد المُقلق، وغير المألوف.
وأكد "خليفة" أن الشعر يقوي بالأزمات و ينتشر بالمصاعب ولا يموت بالكورونا، كما وجه "خليفة" رسالة إلى الجيش الأبيض من الأطباء الذين يتصدرون الصفوف الأولى في الحرب ضد كورونا قائلا "أنتم الآن تحملون أعظم مهمة في تاريخ البشرية.
ودعا "خليفة" من الجميع الالتزام حتى تمر جائجة كورونا على خير؛ لأنه أصبح مسؤولية مجتمعية و إنسانية، وعدم الإلتزام هو خيانة لمجتمع يعيش حالة حرب مع عدو غير مرئي، موجهًأ النصح قائلا: كإنسان أنصح ألا تخرجوا من بيوتكم إلا للضرورة.
وتقول قصيدة "صــلّوا في رِحَــالــكــم":
أزيحــوا عن الأفـــق تـلك "الكـِمامَــةْ"
لنلـمــح في وَجْــنَـتَـيْـه ابــتـســــامَـةْ
لـتــلك الـمَـــشـــاهـد راوٍ حَـكِـــــيــــم
يـلخّـص أحــداث يـــوم القــــيـامـــةْ
يـفـــرُّ الأشّـــقــــاء عــــــنــد اللّــــقاء
و يَنـبذ ذو العشـقِ - قَهراً - غَـــرامَــهْ
هــو الخوف سـجنـك "فالزم رحالكْ"
و إلا سَــــتَـجـْتَـرّ مُـــرَّ المــلامَـــــــة
فما عــاد صُــبحــك يُـبــدى ســروراً
و ما عــاد لَيْــلك يَهـــوَى زِحــامَــهْ
إلهــي أجِـــرْنا إذا مـا فَـــزِعْــــــنـــا
و قـد أنـفـذَ الرعــبُ فــيــنا سِـــهامَـــهْ
بــحــقّ المريـــض الـذي أنْــهَكَــتْــهُ
قــيــود التـــنـفّـس تُــشـقِى عــظـامَــهْ
و حــقّ الطـبيب الـذى خـارَ عَــزماً
و ألـقَى على الأرض - وَهْناً - حطامَهْ
بِحــقّ المُــريــد الذى ذابَ شــوْقـــا
لِـشَــدْوِ الصّــلاةِ و صَـدْح الإقــامـــــةْ
يَتـُـوق إلى البيت في رَكــب حـــجٍّ
ليَغـســل بالدّمع - شَوْقاً - رُخَـــامَــــهْ
إلــهي عَـهِـدْنا مع العٌـــسر يُـسْــراً
فَـهـل صَـبّ سُــخط الزمـان انـــتقامَـهْ
وهــــل تُـــهلك القــريةَ المــسـتبدّةْ
و قــد أدْركَ المُتْـرَفـُــون العـــلامَـــةْ؟
إذا باحَ بالشَـجْـوِ جـرْس الكنـائـس
و طاف المطارات وَجْــــهُ القَـــتامَــةْ
و قَــد أنفـذَ الدَّاء صَـبر الحُـــــدودْ
و بـــــدًّل قـانــونها في صَـــرامَــةْ
فلا فَــرْقَ في الهــمّ بـين البـــلاد
ولا بــين عــبد بـســيـط و قـــامَــــةْ
و لا يَـفْـقـه العــلمُ أصـلَ البــلاءْ
و لم يـدرِ أيّ حــــكـيم خــتـامَـــــــــهْ
إلــهي شَــقِـــيـنا بِسَــبْـعٍ عِـجــافٍ
و لم يــدّخــرْ أيُّ راعٍ طــــعــــامَــــهْ
فهــل مِــن قَــليـلٍ مـن السُــنبـلاتْ
و هل من "عـــزيـزٍ" يُــرِيـنَا مـــقامَـهْ
إلــهي أعــــزّ الــورَى بالشِّــــــفاءْ
فعِـــنـد الذبـــول تضيــــع الكـــــرامَةْ
أجِـــرْنَـا إذا شـــاع فيـــــنا الوبــاء
و ألقَى علَى الجِــسم - جَـمْـراً - سقـامَــهْ
إذا مـا تَــمَــرّد سَــــيْــلُ الــشَّهِـيــق
و أعــلَنَ نَــبـْـضُ الـقــلوب اعــتصامَــهْ
فَطَمْـئِـنْ صـدوراً بَــدَتْ تــستـغيـثْ
مِــن المَــوت يُـنْــفِـــذُ فـيها حُـــســامَـــهْ
فـآوَتْ لتـــوجيــــهِ جَــدٍّ خَــصِـــيب
و قَــدْ أنـــبَـتَ الهــمُّ مــنـها كـلامَــــــهْ
عَـــن المُـثْـقَـلِـين بصَعْـب الحَـيــاة
و هُـــم شَــاكـرون لِطِــيب الإقَـــامَــــــةْ
عــن القانـعــين بخُـــبْـزِ الـوَفَــــاء
عـن السَّـتـر و الصّـِحّة المُـــسْـتــَـدَامَـــةْ
هُـوَ العَـبْـد أَيْقَــنَ زَيْـفَ الطُّـمـوح
و أَوْجَــزَ ما يَـســـتـحــقّ اهْــتـــمامَـــــهْ
لِـيَـلـــفِــظ أُكْـــذوبـة الأمــنـيـــاتْ
و لا يــطــلـب الـيــوم غَــيْــر السلامَـةْ.
وجدير بالذكر أن الشاعر عصام خليفة حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة ودبلوم الدراسات العليا في إدارة الموارد البشرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة ويلز بلندن، ونال عدة جوائز في مجال الشعر ومثّل مصر في العديد من المؤتمرات، كما قدم العديد من الأمسيات الشعرية بالدول العربية والولايات المتحدة وكندا، وحصل على المركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء التي تعد أكبر مسابقة متخصصة في العالم العربي خلال دورتها السادسة بأبوظبي.