تجدد الحديث خلال الساعات الأخيرة، حول ظهور صفحات "شاومنيج" مرة أخرى وقيامها بتسريب امتحان مادة اللغة العربية فى أول أيام إنطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2020، الأمر الذى أثار تخوف كثير من المواطنين من عودة الظاهرة الإلكترونية التى قضت عليها وزارة التربية والتعليم فى السنوات الماضية.
وانطلقت صباح اليوم، أول أيام امتحانات الثانوية العامة 2020، حيث أدى 667 ألف و315 طالب/طالبة الامتحان في مادة اللغة العربية داخل 56 ألف و591 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية.
وشهدت لجان الثانوية العامة، صباح اليوم الأحد، في أول أيام الامتحانات، زحاما كبيرا من قبل الطلاب وأولياء الأمور، أمام المدارس، رغم تحذيرات وزارة التربية والتعليم من التجمعات لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
وظهر بعض طلاب الثانوية العامة مرتدين واقي الوجه البلاستيكي بالإضافة إلى الكمامة، قبل دخول لجان الامتحان، وذلك خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وبعد أقل من ساعة من بدء الامتحان، نشرت صفحة شاومينج بيغشش ثانوية عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، اجابات بوكليت امتحان اللغة العربية، وزعمت الصفحة أنه الامتحان الذي يخضع له الطلاب داخل اللجان.
بدوها أعلنت وزارة التعليم، عن قيام بالتحقق من صحة تلك الأنباء، وبعد ساعات قليلة أعلنت الأجهزة الأمنية عن تمكنها من ضبط شخصين لقيامهما بالترويج لتسريب امتحانات الثانوية العامة عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعى.
ورصدت المتابعة الأمنية تداول بعض المواقع الإلكترونية، خبر يتضمن إطلاق "هاشتاج" بعنوان ( شاومينج بيغشش ثانوية عامة )، عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعى، وتوجيه رسائل لطلاب الثانوية العامة تتضمن تسريب الامتحانات وأجوبتها قبل موعد بدءها بحوالى (5 ساعات).
وتمكنت الأجهزة الأمنية من خلال الفحص الفنى وجمع المعلومات، من تحديد القائمين على ذلك النشاط، وهم (طالبان جامعيان مقيمان بالبحيرة والغربية)، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما وضبطهما، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
فى السياق ذاته أعلنت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم، اليوم الأحد، رصد 8 حالات غش بين طلاب الثانوية العامة، باستخدام أجهزة الهواتف المحمولة، وذلك في أول أيام امتحانات الثانوية العامة.
وأشارت غرفة العمليات إلى أنه تم رصد حالات الغش، في إدارات ("بني سويف"، و"كرداسة" و"الهرم" بمحافظة الجيزة، و"العجمي" بمحافظة الإسكندرية، و"الشهداء" بمحافظة المنوفية، و"الساحل" بمحافظة القاهرة).
وأكدت غرفة العمليات المركزية أنه تم تحديد الطلاب المسؤولين عن ذلك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الحالات.
وفى تعليق له على ظهور صفحات الغش الالكترونية المعروفة باسم شاومينج، قبل امتحان مادة اللغة العربية، حذر الدكتور رضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين ورئيس امتحانات الثانوية العامة، الطلاب من الانسياق وراء الصفحات الإلكترونية التي تزعم تسريب الامتحانات.
وقال حجازي، إن هذه الصفحات تستغل الطلاب وتوقعهم في عمليات نصب، وتدعي تسرب الامتحانات، مؤكدا أنه من الصعب تسريب الامتحانات بأي شكل من الأشكال، خاصة في ظل التأمين التي تشهدها.
وأشار حجازي، إلى أن الوزارة شكلّت لجان إلكترونية لرصد ومراقبة الصفحات الإلكترونية بمواقع السوشيال ميديا، التي تزعم تسريب امتحانات، وشددت على أن من يتورط في الترويج لهذه الصفحات سواءً من الطلاب أول أولياء أمورهم أو أي شخص يعرض نفسه للمسألة القانونية.
ظهرت أسطورة شاومينج في عام 2012 وتوسع نشاطها حتى عام 2018، وهو العام الذى استطاعت فيه الأجهزة الأمنية ووزارة التعليم القضاء نهائيا على صفحات الغش.
تزعم صفحات "شاومينج" إلى أنها جاءت من أجل إنقاذ الطالب المصري من نظام التعليم العقيم، أنها لن يتوقف عن "تغشيش" طلاب الثانوية العامة؛ إلا في حال إصلاح منظومة التعليم كاملة، من تعليم أساسي وثانوي وجامعي، حتى يكون للشهادة الجامعية قيمة في سوق العمل، وليست ورقة تعلق في صالون المنزل من أجل الوجاهة الاجتماعية، فالإضافة إلى إصلاح منظومة المراقبة على الثانوية العامة، ومعاملة الطلاب بآدمية، والتوقف عن معاملتهم كعبيد كما هو الحال.
فى السنوات الماضية، كان كل ما على طلاب الثانوية العامة هو تصوير صفحة الامتحان ورفعها على صفحة "شاومينج"، ليتلقوا الإجابات الصحيحة من الأدمن أو من أحد الطلاب الموجودين في لجنة الامتحان، لتتوالى الإجابات الصحيحة، وغالباً ما يكون الزمن القياسي لتسريب الأسئلة بعد ربع ساعة من بداية الامتحان، لتنقلب بعدها وزارة التربية والتعليم رأساً على عقب بعد تسريب الامتحان، وقد تضطر لإلغاء بعض الامتحانات، وتوصلت الوزارة فى 2016 بالتنسيق مع مباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية إلى أدمن صحفة الغش، إلا أنه تبين أن للصفحة أكثر من مسؤول يديرها.
وتراجعت أسطورة "شاومينج" خلال العامين الأخيرين، بعد أن قاومتها وزارة التربية والتعليم بشتى الطرق، ووصل الأمر إلى تغيير الامتحان قبل موعده بوقت قليل.
وفي يونيو من عام 2018، أغلقت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات في وزارة الداخلية الصفحة التي تحمل اسم "شاومينج بيغشش الثانوية العامة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي بلغ عدد متابعيها نحو 582 ألف متابع، ونشر القائم على إدارتها لمشاركات تتضمن اعتزامه نشر أسئلة امتحانات الثانوية العامة وإجاباتها.
وعادت مجموعة "شاومينج" للظهور مرة أخرى فى العام الماضي، عن طريق إطلاق اسم "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، على تطبيق طرحته المجموعة على متجر التطبيقات الشهير "جوجل بلاي"، وقام بتحميله أكثر من 50 ألف شخص، بعد أن تم تصميمه في 22 أبريل الماضي، ورغم تسريب تعهد مجموعة "شاومينج" بتسريب امتحان اللغة العربية، إلا أن الكثير من الطلاب الذين حملوه أعربوا عن استيائهم الكبير من العديد من المشاكل التي واجهوها.
فى المقابل شكلت وزارة التربية والتعليم هذا العام، فريقا لمكافحة الغش الإلكتروني لرصد المواقع والصفحات الإلكترونية التي تستعد للإخلال بأعمال الامتحان، وذلك حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تتبعها، وغلق الحساب الإلكتروني الخاص بها قبل موعد انعقاد الامتحانات بفترة كافية، حرصًا على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم النشرة العامة رقم (1) لسنة 2019 بشأن الاشتراك في أعمال الامتحانات العامة لإحكام الرقابة والسيطرة على أعمال الامتحانات.
ونصت الإجراءات التى تضمنتها النشرة العامة، على توجيه الطلاب من خلال لجان النظام والمراقبة بخطورة حيازة الهاتف المحمول حتى لو كان مغلقًا أو أي أجهزة تكنولوجية من شأنها تسهيل عملية الغش أو المساعدة عليه، والنص على أن الشروع في طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان.
وشددت على أن العمل على طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان طبقًا لأحكام القانون رقم (73) لسنة 2017، الصادر بشأن مكافحة الإخلال بالامتحانات.