رغم أنه لم يقدم عددا كبيرا من الأفلام إلا أنه استطاع من خلالها أن يترك أعمالا خالدة في السينما، فمن منا لا يعرف "سواق الأتوبيس، الهروب، البريء، كتيبة الإعدام"، فهي أعمال من إخراج عاطف الطيب الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.
درس عاطف في معهد السينما قسم الإخراج، وكان من دفعته صفاء أبو السعود ومصطفى فهمي، وبعد تخرجه عمل مساعد مخرج لعدد من أشهر المخرجين مثل شادي عبد السلام، ومساعد مخرج ثاني لـ" يوسف شاهين" في فيلم "إسكندرية... ليه؟".
بداية غير مبشرة
أول فيلم يخرجه عاطف الطيب كان بعنوان "الغيرة القاتلة" ولم يكن على المستوى المطلوب ولم يبشر بمخرج عظيم، وتعرض وقتها للانتقادات ورد "الطيب" على ذلك قائلا: "كنت محتاج أدخل بين عدد كبير من المخرجين ولم أجد التمويل، لذلك قررت أنتج الفيلم لنفسي، ليعرفوا أن هناك مخرجا يستطيع الإخراج وتحريك الكاميرا والممثلين، لكنه لم يكن مهين لدرجة ما قيل عنه".
المخرج المفكر
قدم عاطف الطيب من خلال أعماله صورة واقعية عن المواطن والمجتمع المصري، فهو كان يرى أن المخرج بالأساس مفكر، قائلا في حوار له: "بعتبر أن المخرج مش تكنيك. المخرج مفكر وعليه أن يقدم فكره من خلال العمل الذي يقدمه وتكون له رؤية واضحة للمجتمع الذي يعيش فيه ثم يأتي التكنيك".
الممثلون المفضلون
كشف الناقد طارق الشناوي سر تفضيل "عاطف الطيب" لنور الشريف وأحمد زكي كبطلين لأفلامه، فقدم مع كل منهما 5 أعمال.
وقال الشناوي: "سألت عاطف الطيب عن هذا فجاء رده أن نور الشريف يصل لذروة الأداء التي أتخيلها للعمل أما أحمد زكي فهو يتجاوز الذروة".
وتابع: "عاطف الطيب قال عنه نجيب محفوظ رائد الواقعية الحديثة، وذلك لتأثره بالمخرج صلاح أبو سيف أستاذه في معهد السينما وهو من مؤسسي الواقعية في السينما المصرية".
صراعات أفلامه
تعرض نور الشريف وعاطف الطيب إلى موجة من الاتهامات القاسية، بعد تقديم فيلم "ناجي العلي"، وظل الهجوم عليهما حتى تدخل أسامة الباز مستشار الرئيس الأسبق مبارك، وأوقف الهجوم.
أما فيلم "البريء" فهو لم يخرج للنور إلا بعدما شاهده 4 وزارء في وقتها هم "وزير الدفاع، وزير الثقافة، وزير الإعلام، وزير الداخلية"، والرقابة في وقتها حذفت من العمل ربع ساعة.
قدم عاطف الطيب في أقل من 15 عاما ما يقرب من 21 فيلما، لكن الموت خطفه مبكرا، حيث رحل عن عالمنا في 23 يونيو 1995 بعد إجرائه عملية في القلب عن عمر يناهز الـ47 عاما.