على الرغم من اقتراب أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، في إيطاليا من ربع مليون، إلا أن مدينة سان فيلي الواقعة جنوب العاصمة روما، لم تشهد أي إصابات بالفيروس حتى الآن.
سان فيلي الواقعة على قمة جبل وعلى مسافة 4 ساعات من روما، يمكن الوصول إليها عبر طرق متعرجة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التي أكدت أن نتائج اختبارات كورونا لم تظهر أي إصابة بالفيروس في المدينة.
بمشهد في أحد مطاعم المدينة في وقت الغداء، استهلت الصحيفة تقريريها، حيث كانت الطاولات عليها أعداد كبيرة من طلبة المدارس الثانوية والمعلمين الذين كانوا يحتفلون بنهاية العام الدراسي.
وعلى الرغم من أن الطلاب في إيطاليا أدوا الامتحان عبر الإنترنت- وفقا للقواعد الوطنية- إلا أن المقيمين منهم في سان فيلي كان بإمكانهم الخروج والذهاب إلى المطاعم لتناول الطعام والضحك بدون كمامات.
فلم يكن المدرسون يرتدون الكمامات ولا حتى عمدة المدينة الجالس على إحدى طاولات المطعم، وكذلك أفراد الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن هذا المشهد ما كان ليحدث إلا في مكان ليس فيه تهديد لأحد.
وعن هذا المشهد، تقول إليزابيتا تشيكا عضو مجلس المدينة البالغة من العمر 37 عاما والتي كانت تجلس بالقرب من طاولة العمدة:" هذا في الغالب أمر طبيعي".
أما العمدة دوناتو سبيردوتو فقال:"جميع السكان هنا محليون.. الجميع يعرفون بعضهم البعض".
وفي ظل مزيج من العزلة الجغرافية والإجراءات الوقائية، لم تدخل سان فيلي على منحنى الإصابات بكورونا، والآن لديها فرصة تحسد عليها للتخلص من الوباء كواحة تشبه نيوزيلندا الخالية من كورونا.
ولكن مثل الأماكن الأخرى في أنحاء العالم التي نجحت في منع تفشي الوباء، لا تزال هناك مخاوف من وصول العدوى إليها.
وعن هذا يقول عمدة المدينة:" خوفنا هو من أولئك الذين يأتون من الخارج".
ويعتمد اقتصاد سان فيلي على الترويج لنفسها كوجهة سياحية في عطلة نهاية الأسبوع، حيث كانت تتوافد إليها حافلات السائحين القادمين من مناطق أخرى في إيطاليا قبل تفشي الوباء.
وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، فقد وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في إيطاليا إلى240 ألفا و136 حالة حتى صباح اليوم الأحد.
وأشارت البيانات إلى أن الوفيات في إيطاليا جراء الفيروس بلغت 34,716 حالة. وتعافى 188 ألفا و584 شخصا من المصابين حتى الآن .
ومر نحو 21 أسبوعا منذ الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في إيطاليا.
النص الأصلي