استعرضت وزيرة الصحة والسكان دكتورة هالة زايد خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الموقف الحالي لمجابهة فيروس "كورونا" المستجد، وكذا خطة استئناف العمل بمبادرات الصحة العامة.
وأشارت زايد إلى تراجع أعداد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد من 10518 حالة خلال الفترة من 23 يونيو حتى 29 يونيو، لتبلغ 8404 حالات خلال مدة مماثلة من 30 يونيو الماضي حتى 6 يوليو الجاري.
وأضافت الوزيرة أنه منذ بدء الجائحة تم اتخاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية، موضحة بأنه كان لها دور واضح في تسطيح منحنى الإصابات وإعطاء فرصة للنظام الصحي لاستيعاب الأعداد، بحيث لا تتزايد بصورة مفاجئة؛ ما يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية كما حدث في بعض الدول.
وأفادت بأنه تم اتخاذ قرارات خاصة بتنظيم العمل وأخرى للحد من حركة المواطنين؛ بهدف الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتقليل فرص العدوى، وتمثلت هذه القرارات في تعطيل المدارس والجامعات، وتعطيل حركة الطيران، وفرض الحظر الجزئي، وحظر التجمعات، بالإضافة إلى قرارات تخفيض العمالة، ووقف حركة المواصلات والتنقل بين المحافظات خلال فترة الأعياد.
وأضافت الوزيرة أنه تم إصدار عدد من الإرشادات التوعوية وبروتوكولات التعامل مع الإصابة؛ بهدف حماية الأفراد من التعرض للإصابة، وتقليل فرص تعرض المصاب للمواطنين الأصحاء.
وتطرقت "زايد" إلى نتائج إحدى الدراسات التي تم إعدادها لتقييم آثار السياسات المُتبعة عبر 135 دولة مختلفة على معدل الإصابات، والتي أوضحت أن السياسات التي تمنع التجمعات الوثيقة في مجموعات كبيرة، مثل الأحداث العامة والتجمعات الخاصة والمدارس هي الأكثر فعالية في الحد من الإصابات الجديدة.
واستعرضت خطة استئناف العمل في مبادرات الصحة العامة، لافتة إلى أن خطة العمل تتمثل في استئناف العمل بالطاقات الاستيعابية لمعظم المستشفيات في حدود 30 - 50 % لصالح حالات قوائم الإنتظار، حتى نهاية شهر يوليو الجاري، واستعادة الطاقات الاستيعابية لمعظم المستشفيات في حدود 50 - 75 % مع بداية شهر أغسطس المقبل.
وأشارت إلى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "100 مليون صحة للأمراض المزمنة"، والتي انطلقت 20 يونيو الماضي، من خلال 228 مستشفى، و321 مركز طب أسرة، و98 قافلة متنقلة.
وأوضحت الوزيرة أنه تم استئناف العمل بمبادرة دعم صحة المرأة المصرية منذ 4 يوليو الجاري وأنه يتم تقديم الخدمة من خلال 4098 فريقا طبيا، و3593 وحدة صحية، و101 مستشفى فحص متقدم، لافتة إلى أن عدد الوحدات التي استأنفت العمل فعليا في المبادرة يبلغ 900 وحدة حيث تم تقديم الخدمة لـ 23161 حالة.
وبحسب آخر الاحصائيات الرسمية المنشورة فإن مصر تحتل المركز 52 في نسبة الوفيات من إجمالي عدد المصابين بنسبة (4.51%) بعد كل من فنلندا (4.53%) وألمانيا (4.6%) ويسبق مصر كل من ليبيريا (4.47%) وكوراساو بأمريكا الجنوبية (4.3%)، وتأتي اليمن في المرتبة الأولي (26.8%) تليها كل من باخرة إم إس زاندام (22.2%) وسينت مارتن بأمريكا الشمالية (19.2%) وفرنسا (17.7%) وبلجيكا (15.7%) وذلك بالمقارنة مع كل الدول والمناطق علي مستوي العالم.
وتحتل مصر المركز 191 في نسبة التعافي (28.1%) وذلك بالمقارنة مع كل الدول والمناطق علي مستوي العالم التي ظهرت بها حالات إصابة حتي الآن، تليها كل من بنين (27.8%) وبلجيكا (27.6%) وتأتي تيمور الشرقية وأنجويلا ومنطقة سان بيار وميكلون والجزر الكاريبية الهولندية وسانت بارتيليمي والفاتيكان ولاوس وكاليدونيا الجديدة وجرينلاند ودومينيكا وغرينادا وجزر فوكلاند ودولة سانت فنسنت والجرينادينز وجزر فارو في المرتبة الاولي في نسبة التعافي (100%).
وتحتل المركز 24 في عدد المصابين بالفيروس من بين 215 منطقة و دولة حول العالم، والمرتبة 103 من حيث إجمالي الإصابات بها لكل مليون نسمة (1/755 مليون) وذلك بالمقارنة مع كل الدول والمناطق على مستوى العالم التي ظهرت بها حالات إصابة حتى الاّن، للرجوع للاحصائية الرسمية اضغط هنا
الجدير بالذكر أن مصر سجلت أمس الثلاثاء 1057 اصابة جديدة بفيروس كورونا و67 حالة وفاة، فضلًا عن خروج 480 متعافي من مستشفيات العزل والحجر الصحي.
وبهذا يكون اجمالي الاصابات بحسب الأرقام الرسمية المعلنة حتى أمس، 77279 حالة من ضمنهم 21718 حالة تم شفاؤها، و 3489 حالة وفاة.
يذكر أنه سبق وكشف أستاذ في علم اقتصاديات الصحة والأوبئة إسلام عنان عن عدة سيناريوهات بشأن مرحلة ما بعد الفتح التدريجي والتعايش مع كورونا بالأرقام، متوقعًا انكسار تلك الموجه في أغسطس المقبل إذا ما تمّ الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي أو حدوث انتكاسة بالدخول في سيناريو سيئ من أوروبا أوروبا وأمريكا اللاتينية في حال عدم ارتداء الأقنعة.
وتحدّث عنان، في تصريحات تلفزيونية، عن تأثير ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي حيث يقول: "أي وباء على مر التاريخ إما أن ينتهي بعلاج أو لقاح أو من تلقاء نفسه وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، أو بالتباعد الاجتماعي لكسر التفاعل بين أي شخص مصاب وآخر سليم، فنحن ليس أمامنا الآن سوى سلاحي التباعد الاجتماعي والكمامات".
وأضاف: "إذا التزم 80% من المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي فالموجة ستنتهي في أغسطس المقبل، وإذا اعتمد 50% من الشعب على الأقنعة فهذا ستتراجع الوفيات من 17% إلى 45%، أمَّا في حالة عدم الالتزام التام بارتدائها فسيحدث تدفق رهيب في الإصابات وحينها سنكون أمام سيناريوهات سيئة للغاية قريبة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لهذا نطالب المواطنين بأهمية ارتداء الكمامات لأنها تؤثر للغاية على المنحنيات والأرقام".
وتابع: "تاريخ 27 يونيو بالنسبة لنا هو تاريخ فيصلي نظرًا لأنه شهد فيه فتح للاقتصاد وبالتالي إذا حدث ازدحام فهذا سينعكس في معدل الإصابات خلال الفترة من 5 يوليو و10 يوليو فإما أن تزيد أو تظل كما هي وفي الحالة الثانية سيكون الوضع مع أول يوليو هو أننا سنصل لوفيات تترواح حصيلتها ما بين 2050 إلى 3100 حالة، وهو ما يعني معه لنا أن هذه الموجه ستنتهي في اغسطس المقبل بحصيلة وفيات تتراوح ما بين 5 آلاف وفاة إلى 6 آلاف حالة ".
وأوضح: "أما إذا حدث إزدحام مثل أول رمضان وقبل العيد للأسف سنكون حينها أمام سيناريو مختلف، ونحن هنا لا نتحدث عن فتح الاقتصاد من عدمه، ولكن في كيفية التعايش حتى نحافظ على الاثنين صحة الانسان والاقتصاد"، لقراءة المزيد اضغط هنا
على الصعيد الآخر؛ بحسب الموقع الاحصائي world meter، فإن مصر تحتل المرتبة 24 بين دول العالم من حيث عدد الاصابات حيث احتلت امريكا المرتبة الأولى بإجمالي اصابات بلغت 3,122,040 تلتها البرازيل ثم الهند.
رسم بياني يوضح منحني اجمالي الاصابات منذ اكتشاف ظهور كورونا في مصر
كذلك جاءت مصر في المرتبة الـ 24 بين دول العالم من حيث حصيلة عدد الوفيات بكورونا، في حين احتلت المركز الثاني على مستوى القارة السمراء من حيث اجمالي الاصابات والوفيات بعد جنوب افريقيا.
رسم بياني يوضح منحني اجمالي الوفيات منذ اكتشاف ظهور كورونا في مصر
يذكر أن اجمالي اعداد الاصابات بكورونا حول العالم بلغت حتى اليوم 12,057,584 اصابة، في حين وصلت حصيلة الوفيات إلى 549,036 حالة، أما المتعافين فقدرت اعدادهم بنحو 6,990,884 متعافي.
وبحسب دراسة نشرها الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء تحت عنوان (قياس فيروس كورونا على الأسر المصرية) ، فإنّ ربع الأفراد في مصر أفادوا بثبات دخلهم منذ دخول فيروس كورونا، أما الأغلبية المقدرة نسبتهم بـ 73.5% أكدوا أن دخلهم انخفض بعد ظهور كورونا، في حين افاد 1% بإرتفاع دخلهم.
علمًا بأن أعلى نسبة أدت إلى انخفاض الدخل كانت بسبب الإجراءات الاحترازية والتي بلغت 60.3%، يلي ذلك التعطل بنسبة 35.5% ثم انخفاض الطلب على النشاط بنسبة 31.5%.
وأفادت الدراسة بأنّ فيروس كورونا أثّر على الحالة العملية للمشتغلين، حيث أنّ 61.9% من إجمالي الأفراد تغيرت حالتهم العملية، فأكثر من نصف الأفراد المشتغلين بنسبة بلغت 55.7% أصبحوا يعملون أيام عمل أقل أو ساعات أقل من المعتاد لهمـ، و26.2% من تعطلوا، و18.1% أصبحوا يعملوا عمل متقطع.
وعن كيفية مواجهة الأسر المصرية لآثار فيروس كورونا؛ فإن الدراسة كشفت عن لجوء حوالي نصف الأسر إلى الاقتراض من الغير، وحوالي 17 % من الأسر اعتمدت على مساعدات أهل الخير، في حين حصل حوالي 4.5% من الأسر على منحة العمالة غير المنتظمة وذلك في حالة عدم كفاية الدخل.
ولمحاولة تغطية احتياجات الأسرة في حالة نقص الدخل، فقد قامت معظم الأسر بتخفيض نسب الاستهلاك الأسبوعي من اللحوم والطيور والأسماك، يليها الاعتماد على بدائل أقل تكلفة مثل البقوليات والمعلبات، إلخ..، ثم الاعتماد على المدخرات ثم تخفيض الانفاق على السلع غير الغذائية، ثم بيع بعض الأصول، ثم الاعتماد على مساعدات من الأصدقاء والأقارب، أو الاقتراض من الغير، وقد ارتفعت أغلب هذه النسب في الريف عن الحضر.
وجاءت توقعات الأسر المصرية عن الدخل خلال الأشهر الثلاثة القادمة في ظل كورونا على النحو التالي: 46.5% افادوا بأنهم يتوقعون ثبات في مستوى دخل الأسرة، وارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 51.5% بالحضر مقابل 42.2% بالريف.
وتوقع 48.2% من الأسر وخاصة بالريف انخفاض مستوى الدخل حيث بلغت 52.3% مقابل 43.3% بالحضر.
علمًا بأن 45.3% من الأسر ترى أن الاجراءات الاحترازية هي السبب الأساسي لتعديل الدخل سواء بالزيادة أو النقص، يليه التوقع بإنتهاء الأزمة 29.2%، ثم بسبب الاجراءات الاقتصادية التي قامت بها الدولة بنسبة 14.9%، أما اقل نسبة (8.2%) فأرجعت السبب لزيادة المساعدات الاجتماعية، لقراءة المزيد اضغط هنا