على غير عادتها السنوية، أقامت فرنسا اليوم الثلاثاء احتفالاً محدودًا بـ «يوم الباستيل»؛ حيث لم تشارك الدبابات والجنود في العرض العسكري المعتاد بشارع الشانزليزيه نظرًا لتفشي جائحة كورونا المستمرة في مختلف أرجاء أوروبا.
وقررت السلطات إلغاء العديد من عروض الألعاب النارية والحفلات الشعبية العامة التي تقام عادة في 14 يوليو بعدما حذّر خبراء من موجة ثانية من الوباء الذي أدى إلى وفاة أكثر من 30 ألف شخص في فرنسا.
ووقف الرئيس إيمانويل ماكرون في سيارة جيب عسكرية يستعرض جنودًا وقفوا متباعدين لمنع العدوى في ميدان كونكورد بعد عرض جوي نفذته طائرات مقاتلة.
وقال ماكرون في رسالة صدرت قبل الاحتفال: "أتمنى، مع كل الفرنسيين والجيوش نفسها، تقديم تحية عطرة للعاملين في القطاع الصحي والقطاعات الأخرى الذين أسهموا في أن تستمر الحياة العامة والاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف: "الإخلاص والتفاني والشجاعة والتضامن التي ظهرت بقوة في كل مكان في مدننا وريفنا تستحق التقدير“.
وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1980 التي لم يُقم فيها عرض احتفال يوم الباستيل السنوي في شارع الشانزليزيه. بحسب وكالة أنباء "رويترز".
وافتتح الاحتفال بعرض جوي بعمود من الدخان الأزرق والأبيض والأحمر بواسطة طائرات "ألفاجيت" من دورية فرنسا وكان فيها ثلاثة ممرضين.
وبدأت نسخة العام 2020 من الاحتفال بالعيد الوطني في فرنسا بتحية للجنرال شارل ديغول (1958-1969) لمناسبة ذكرى ثلاثية: ولادته قبل 130 عاما ووفاته في العام 1970 ودعوته في 18 يونيو 1940 لمقاومة الاحتلال النازي.
وبحسب "فرانس 24" منح الجزء المتبقي من الاحتفال مكانا كبيرا للوحدات العسكرية المتعددة التي عملت على مكافحة فيروس كورونا في ظل عملية الصمود التي أطلقها إيمانويل ماكرون في أواخر مارس/آذار، ومع تكريم خاص للخدمة الصحية العسكرية التي عملت بجد خلال ذروة الوباء.
ولم يسمح للمتابعين بالاقتراب من ميدان كونكورد، أكبر ميادين باريس، لتجنب انتشار العدوى بالمرض الذي قتل 30 ألف شخص على الأقل حتى الآن في فرنسا.
وفي المدرجات، حضر 2500 شخص 1400 منهم يمثلون الفرنسيين على الخط الأمامي لمحاربة الوباء: مقدمو الرعاية الصحية وأساتذة ومحاسبون وعناصر شرطة ودرك وإطفاء وموظفو شركات لصنع الكمامات أو الاختبارات.
ويوم الباستيل هو العيد الوطني لفرنسا ويعود للثورة الفرنسية عام 1789. وفي ذلك اليوم اقتحم المواطنون حصن الباستيل، الذي كان يستخدم لاحتجاز السجناء وأصبح رمزا للحكم القاسي لملوك فرنسا.