يحتفل التليفزيون المصري اليوم الثلاثاء، بعيد ميلاده الستيني، حيث بدأ البث الأول لإرساله في 21 يوليو عام 1960، بالتزامن مع العيد الثامن لثورة 23 يوليو، ويرجع الفضل فى إنشاء هذا الصرح العملاق إلى الدكتور محمد عبد القادر حاتم وزير الإعلام وقتها بغرض تعليم الشعب وتثقيفه ومحو أميته.
في بداية الأمر لم يوافق الرئيس جمال عبد الناصر على الفكرة، نظراً لسيطرة قضايا التنمية والتحديات الخارجية على اهتماماته، إلى جانب عجز موازنة الدولة عن توفير فائض لإنشاء جهاز التليفزيون، ولكن الدكتور عبد المنعم القيسوني وزير الاقتصاد، أيد إنشاء مبنى التليفزيون، مؤكدا أنه سينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة التي تتمتع بوسائل إعلام متطورة.
وأطلق على التليفزيون المصري اسم "ماسبيرو" تيمنا بعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو، والذى شغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية.
بعد خروج هذه الصرح الكبير إلى النور ونجاح البث التجريبي للبرامج، تقدم عدد كبير من الفنانين العالميين بطلبات للظهور على شاشة التليفزيون المصري الذي يعد أول تليفزيون في منطقة الشرق الأوسط، وانطلق البث التليفزيوني بظهور الزعيم جمال عبد الناصر، وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة، وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد "وطني الأكبر".
واستهل التليفزيون إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محددا بـ 6 ساعات فقط يوميًا، وقدم التليفزيون برامج شاملة من توعية وإرشاد للمزارعين وبرامج تعليمية في جميع المراحل، وبرامج للأطفال وفوازير رمضان التي اشتهر في تقديمها ثلاثي أضواء المسرح.
وبمرور الوقت اتسعت قنوات التليفزيون وأصبح هناك قنوات إقليمية، وأمام التنافس الذي فرضه ظهور جيل من القنوات الخاصة، تراجع دور التليفزيون المصري قليلا، إلى أن أعدت الدولة المصرية خطة لتطوير ماسبيرو لاستعادة دوره محليًا وعربيًا.
وبالتزامن مع عمليات التطوير نقلت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أنباء بشأن اعتزام الحكومة خصخصة مبنى ماسبيرو، الأمر الذى نفته الهيئة الوطنية للإعلام فى فبراير الماضى وأكدت أنه لا نية لخصخصة التليفزيون المصري، لكونه أحد أهم المباني التاريخية للدولة التي لا يمكن المساس بها.
وكشفت الهيئة الوطنية للإعلام، أن خطة التطوير تهدف إلى تطوير المبنى، والاستفادة من العاملين به، مع تحقيق إدارة أفضل للإمكانات البشرية والفنية، وبما يساهم في تحسين أوضاع هذا الصرح مالياً، وزيادة إيراداته.
وتعتمد الخطة فى الأساس على تطوير المحتوى نفسه وما يقدم من برامج خلاله لعودة مبنى الإذاعة والتلفزيون بشكل قادرعلى جذب المشاهد المصري.
وأوضحت الهيئة أنها وقعت عدة بروتوكولات تعاون مع مجموعة إعلام المصريين لتقديم محتوى متطور على شاشات التليفزيون المصري، وذلك من خلال تبادل الخبرات الموجودة بكل من التلفزيون المصري، ومجموعة إعلام المصريين، بهدف تطوير المحتوي الإعلامي في القناة الفضائية الأولى، والقناة الفضائية الثانية بتحديث الشكل والأداء.
وجرى تطوير الفترة المسائية بهاتين القناتين، حيث تبدأ فى التاسعة مساء وهو موعد نشرة الأخبار التى طالما كانت علامة مميزة لتنطلق فى شكلها الجديد ويقدمها مجموعة مميزة من مقدمى نشرات الأخبار، منهم أميمة تمام وسحر ناجى ونهى توفيق ودينا عصمت ورغدة أبو ليلة وريهام الديب وريهام النمر وآية كافورى ومصطفى ميراز وأحمد عبد الصمد ويوسف عابدين.
تستمر النشرة من التاسعة وحتى العاشرة مساء، لتبدأ فترة جديدة تمتد حتى منتصف الليل ويقدمها وائل الإبراشى وناردين فرج، وتلك الفترة الحوارية تناقش الأمور الحياتية المختلفة، سواء اجتماعية أو سياسية أو فنية أو رياضية.
من جانبه قال طارق سعدة نقيب الإعلاميين، إن خطة تطوير ماسبيرو تسير بخطى ثابتة وفى اتجاهين متوازيين.
وأوضح سعدة، أن الاتجاه الأول هو خطة تطوير الرسالة والمحتوى الإعلامى والاتجاه الثانى هو خطة تطوير وتحديث البنية التحتية، مؤكدا أن الإعلام المصرى سيظل هو الركيزة الأساسية التى تعتمد عليها الدولة فى تثقيف وتنوير ورفع درجات الوعى لدى المصريين.