قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، إنَّ بلاده تسعى للتوصُّل إلى اتفاق استرشادي غير مُلزم فيما يتعلق بسد النهضة، والقضايا الخلافية في الجوانب القانونية.
ونقلت فضائية "العربية" عن مفتي تأكيده أنّ بلاده تريد اتفاقًا غير مكبلًا يمكن مراجعته مع الوقت، مشيرًا إلى أنّ المفاوضات الأخيرة حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية، ولكن لا يزال هناك بعض الخلافات التي القانونية التي تتطلب مزيدًا من التفاوض.
وأوضح أنّ بلاده يمكنها ملء السد في غضون 3 سنوات، انطلاقًا من موسم الأمطار الذي تشهده هذه الأيام، ولكنها تفضل تمديد الوقت إلى 7 أعوام، لافتًا إلى أنّ هذا جاء حرصًا منها على تجاوز مخاوف دول المصب مصر والسودان، للوصول لاتفاق يصب في مصلحة الدول الثلاث.
وعلى الصعيد الآخر، نفى ما نشرته عدد من وسائل الإعلام بشأن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حجب المساعدات عن إثيوبيا بسبب اكمالها عملية ملء السد.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت الانتهاء من المرحلة الأولى لملء سد النهضة، الذي يقع في ولاية بني شانقول جوموز الإقليمية في إثيوبيا.
في السياق ذاته، علق وزير الري والموارد الأسبق دكتور محمد نصر الدين علام، حول هذه التصريحات الإثيوبية وإعلانها أيضًا الانتهاء من ملء المرحلة الأولى من السد، قائلًا: "في البداية كان كل ما يقال عن الانتهاء من المرحلة الأولى من ملء السد عبارة عن مجموعة صور مسربة فقط، ثم اجتماع القمة، وبعدها صدر بيان مُبشرًا بأنه تم الاتفاق بين الدول الثلاث والاتحاد الافريقي على التفاوض حول اتفاقية ملزمة وبها بند عن فض النزاعات، وأنا كنت متفائل بهذا البيان".
وأضاف: "في اليوم التالي أصدرت وزارة الخارجية بيانًا واضحًا، ثم فوجئنا بتصريحات إثيوبية بعيدًا تمامًا عن المسئولية وعن روح ما جاء على لسان الاتحاد الإفريقي وأخذت تتفاقم هذه التصريحات حتى يومنا هذا فاليوم اثيوبيا تعلن أنها لا تريد اتفاقية ملزمة تكبل وتقيد، وهي أشياء محيرة للغاية".
وتابع: "إذا كان الاتحاد الإفريقي يمكنه إلزام هذه الدولة بالتقيد بتصريحاته على أن تكون في إطار ملزم تحترم فيه الدول الثلاث كل منها الآخر فأهلا بالمفاوضات".
واستكمل: "في حالة عدم التزامها، فأنا أرى أنّ تحيل مصر الملف برمته لمجلس الأمن وتخبرهم أن الاتحاد الافريقي توصل معنا لاتفاق معين وإثيوبيا لم تلتزم به ولا تريد التفاوض والأمر مرفوع لمجلس الأمن، فيجب اتخاذ خطوات تنفيذية تحفظ الحقوق المصرية وتُهدئ من غضب الشارع المصري".
وواصل حديثه: "أتمنى أن يتم استدعاء السفير الإثيوبي من جانب مصر لتوجيه اللوم على هذه التصريحات المعادية، خاصًة أنها ليست مُعادية فقط بل لم تلتزم أيضًا بما صرح به الاتحاد الافريقي".
وعن التأثير الذي قد تسببه إثيوبيا لمصر والسودان في حال استمرارها فيما تقوم به يقول علام: "استمرار إثيوبيا التخزين الأولى والمبدئي في المرحلة الأولى التي تقدر 4.9 مليار متر مكعب، يعد أقصى ما يُمكن للسد أن يستوعبه في وضعه الحالي، نظرًا لأن السد في المنطقة الوسطى محدود الارتفاع، وإذا زادت المياه عن هذا فستنهمر من فوق كهدار وهو ما يحدث الآن، فإنه بعد انتهائهم من ملء المرحلة الأولى فإن اي مياه تدخل تخرج".
وأضاف: "في المرحلة الأولى إذا كان الفيضان أعلى من المتوسط فلن نشعر بأثر نهائي أما إذا كان أقل من المتوسط، فسيكون له آثار سلبية على مخزون السد العالي وليس على المواطن المصري، وأنا اطمئن المصريين والسودانيين أن ما حدث الآن لن ينعكس بأثار سلبية عليهما".
وتابع: "أريد أن أنوه إلى أن ما حدث في السودان ليس نتيجة التخزين ولكن بسبب إدراة للسدود السودانية وعدم التنسيق فيما بين السودان وإثيوبيا".
واستكمل: "في المرحلة القادمة إذا استمر الوضع بالطبع سيؤثر علينا وسيؤثر على امننا القومي، لذا اطالب باتخاذ وقفة قوية، أولًا لعدم الاستمرار في هذه التصريحات المستفزة للشعب المصري، ثانيًا إذا كنا سنتفاوض فلابد أن تكون الأمور واضحة، فعلى ماذا سنتفاوض خاصًة وأن كل طرف يعلن شئ مختلف ثم نفاجئ بإثيوبيا تصرح بأشياء غريبة منها أن النيل نيلها والنهر تحول لبحيرة، لذا يجب اتخاذ موقف معين، اما فإستمرار المفاوضات في اطار معين معلن للجميع أو اللجوء لمجلس الأمن ونقول لهم أننا لا نعرف كيف نتصرف مع هذه الدولة المارقة".
وكان وزير الشؤون الخارجية ، جيدو أندارجاشيو ، قد أعرب عن سعادته في رسالة تهنئة بمناسبة الانتهاء بنجاح من التعبئة الأولى لسد النهضة الإثيوبي الكبير . كما هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايليماريام ديسالين الإثيوبيين على استكمال ملء السد بـ 4.9 مليار متر مكعب من المياه. وغرد هيلماريام : "مبارك! تسير المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن التعبئة الأولى والتشغيل السنوي للسد على الطريق الصحيح. وأشيد برئيس الوزراء الاثيوبي ورئيس الوزراء السوداني والرئيس المصري لقمة ناجحة. إنني أقدر قيادة رامافوسا رئيس الاتحاد الأفريقي"، بحسب وكالة الأنباء الاثيوبية
وأفادت الوكالة ذاتها بأنّ سد النهضة وصل من إرتفاع يمكن السد أن يحجز 4.9 مليار متر مكعب من المياه لتشغيل التوربينات الأولى والثانية للعام المقبل، كما أن الطبيعة ساعدت بطريقة كبيرة في عملية الملء في فترة زمنية قصيرة جدًا.