تصريحات أثيوبيا التي استفزت المصريين..الحكاية من البداية (فيديو) 

ابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي

منذ إعلان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، انتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، وتخرج تصريحات من الجانب الأثيوبي تثير استفزاز ومشاعر المصريين، رغم ما انتهت إليه القمة الأفريقية المصغرة من الاتفاق على استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل يراعي مصالح جميع الأطراف.

 

بدأت أثيوبيا سل التصريحات التي وصفها أحد المفاوضيين المصريين في ملف سد النهضة، بأنها استفزاز للمصريين، عقب انتهاء القمة المصغرة برعاية الاتحاد الأفريقي التي انعقدت الثلاثاء الماضي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بإعلان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ببدء ملء السد. 

 

 

الإعلان المفاجيء بـ"ملء السد"

 

آبي أحمد، أعلن إن بلاده نجحت في انتهاء المرحلة الأولى من عملية ملء سد النهضة دون إلحاق الضرر بأي من دولتي المصب، وفقا لقوله، مبررا اتخاذه تلك الخطوات أحادية الجانب بأن الملء جاء نتيجة زيادة نسبة الأمطار هذا العام. 

 

كان إعلان رئيس الوزراء الأثيوبي عن انتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة بداية التصريحات المفاجأة، فقبل كانت تنفي حكومته ما تردد بشأن البدء في ملء السد، وصل الأمر لاعتذار رسمي عن تلك التصريحات، ليفاجأ الجميع في اليوم التالي بإعلان رسمي بانتهاء المرحلة الأولى من التخزين. 

 

وفي اليوم التالي هنأ آبي أحمد الشعب الأثيوبي بانتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، واحتفل بذلك وأذاع صورا وفيديوهات لبحيرة السد بعد تخزين نحو 4.9 مليار متر مكعب من المياه، مؤكدا أن العملية تمت بنجاح.

 

 

"النيل لنا"

 

في الوقت نفسه كتب وزير الخارجية الأثيوبي غيدو أندار غاشيو، رسالة تهنئة للشعب الأثيوبي، عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، قال فيها :"تهانينا.. سابقا كان النيل يتدفق، والآن أصبح في بحيرة، ومنها ستحصل إثيوبيا على تنميتها المنشودة في الحقيقة.. النيل لنا".

 

رسالة وزير الخارجية الأثيوبي أثارت غضب قطاع كبير من المصريين، الذين أعربوا عن استيائهم عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يتوقف عند هذا الحد وواصل تصريحاته ليقول إن بناء سد النهضة أحدث تغييرا في الجغرافيا السياسية للمنطقة.

 

وقال أندار غاشيو إن دولة المصب الأخيرة، في إشارة لمصر، ظلت لسنوات طويلة تبذل جهودا لحرمان دولة المنبع من الاستفادة من نهر النيل، وهي رؤية تبنتها هذه الدولة لسنوات دون أن نستفيد من المياه، وظلت هذه الدولة تتبنى هذه الرؤية كهدف. هذا الأمر لا نجد له مثيلا في العالم".

 

 

اتفاق غير ملزم  

 

واستمرارا لسيل التصريحات الأثيوبي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، إن بلاده تسعى للتوصُّل إلى اتفاق استرشادي غير مُلزم فيما يتعلق بسد النهضة، والقضايا الخلافية في الجوانب القانونية.

 

ونقلت فضائية "العربية" عن مفتي تأكيده أنّ بلاده تريد اتفاقًا غير مكبلًا يمكن مراجعته مع الوقت، مشيرًا إلى أنّ المفاوضات الأخيرة حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية، ولكن لا يزال هناك بعض الخلافات التي القانونية التي تتطلب مزيدًا من التفاوض.

 

وأوضح أنّ بلاده يمكنها ملء السد في غضون 3 سنوات، انطلاقًا من موسم الأمطار الذي تشهده هذه الأيام، ولكنها تفضل تمديد الوقت إلى 7 أعوام، لافتًا إلى أنّ هذا جاء حرصًا منها على تجاوز مخاوف دول المصب مصر والسودان، للوصول لاتفاق يصب في مصلحة الدول الثلاث. 

 

 

"نقطة اللاعودة"

 

وفي السياق نفسه قالت رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، إن السد وصل الآن إلى نقطة اللاعودة، معتبرة أنه انتصار كبير لجميع الساعين لجعل منطقتها مصدرا للسلام والاستقرار، مؤكدة أن انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد يوم تاريخي للأثيوبيين، وفقا لوكالة الأنباء الأثيوبية "إينا".

 

وأضافت أن السد يمثل لأثويبيا فرصة فريدة لتعزيز التعاون عبر الحدود بين الدول، وانتصارا عيما لشعوب جميع الدول المشاطئة.

 

 

مفاوض مصري يرد: استفزاز 

 

وتعليقا على تلك التصريحات قال الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض عن سد النهضة، تصريحات الخارجية الأثيوبية مستفزة وغريبة، مضيفت "مش لاقي تفسير لحالة الانقلاب الشديدة بعد اتفاق قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة". 

 

وأضاف الظواهري، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية إم بي سي مصر، أنه كلما تم بناء اتفاق بشأن سد النهضة، يسعى الجانب الإثيوبي إلى هدمه في آخر لحظة، متسائلا :"هل يرغبون في دفع مصر للانسحاب من المفاوضات".

 

 

وتابع أن الجانب الأثيوبي يهد الأسس التي كان يبدأ عليها المفاوضات، معتبرا أن أثيوبيا تعطي وعودا وهمية خلال المفاوضات وتدفعها نحو الهاوية. 

 

وردا على  تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأثيوبية، بأن بلاده ترغب في اتفاق غير ملزم، قال الظواهري :"كلام لا يقال من سياسي"،  منوها إلى أن أثيوبيا أطاحت بالأسس التي كانت ستبدأ بموجبها المفاوضات.

 

 

مقالات متعلقة